برقيات دبلوماسية لأربع قوى كبرى، تؤكد على تدخل دولي لمنع أي قيادة لجبهة البوليساريو تهدد السلام الإقليمي والدولي، ويساهم العالم بوضع ترتيبات لوصول رئيس يواصل المفاوضات لحل نزاع الصحراء ولا يشعل حربا على المدى القصير.
وتدخلت واشنطن في وقت سابق عند بشير طرطاق، لمنع “محمد لمين البوهالي” من وزارة الدفاع ، وساهم بوتفليقة في إدارة هذا التدخل، كي لا يبقى محصورا في مخابرات غرب المتوسط (المخابرات الفرنسية والإسبانية)، وقال تقرير غربي: “أن يشرف بوتفليقة على خلافة (محمد عبد العزيز)، أولى من أن يصنع جنرالات ما بعد بوتفليقة رئاسة جبهة البوليساريو، فموت محمد عبد العزيز قبل غياب بوتفليقة، خدم السلام في المنطقة، لكن هذا غير كاف”، وإن دفع البعض إلى القول “أن تسريعا حدث في آخر حياة محمد عبد العزيز” بعد نقل الرئيس الجزائري إلى سويسرا تحت ما يسمى “الموت الرحيم”، إذ طلب رئيس البوليساريو تركه في الغيبوبة جراء الآلام الشديدة، وهو ما عجل بموته، ونشر موقع “360” و”ميدي 1 تي. في” المغربيين خبر إصابة محمد عبد العزيز بسرطان الرئة، وبآلام مبرحة في المعدة جراء الأحماض واستخدم “أوميبرازول” للتخفيف منها، وسمحت واشنطن باستشفاء محمد عبد العزيز على أراضيها، واعتبرت زوجته، وزير الثقافة في الجبهة، أن الملف الطبي للرئيس “شأن شخصي” وأمني، لأن إصابته نتيجة “عملية عسكرية” استنشق فيها ما تجاوز المسموح به، ونهض من غيبوبته لثلاث ساعات، وهو ما حدى به إلى رفض اندلاع مواجهة جديدة، وهذه ليست عقدة الجيل الذي يخلفه.
وأفقدت وفاة محمد عبد العزيز، جدوى المهلة الزمنية المحددة للمغرب لعودة “المينورسو”، لأن باريس دافعت كي تظل المدة الزمنية فارغة من حيث الأداء الدولي في فترات العطل والانتخابات، وتبدأ دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبدأ التباطؤ في إدراج موضوع اللاجئين الصحراويين في قمة إسطنبول، كأقدم حالة لجوء شهدتها القارة السمراء دون إثارة الجانب السياسي.
ونجحت فرنسا في تهميش عائلة محمد عبد العزيز، إذ لم تعين أرملته، وزيرة الثقافة، في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو وعوضها منافسها المصطفى محمد فاضل لمين، وأقصي ابنه رئيس الحرس الخاص، وانتظمت اتصالات بين باريس ونواكشوط ولإبعاد أي دور موريتاني، وعملت خارجية فرنسا مع مدير ديوان الفريق صالح على تمثيل البوهالي والبشير ومصطفى السيد في اللجنة لعزلهما، والاتجاه إلى التصويت على إبراهيم غالي الذي رأس اللجنة التحضيرية، بإدارة صديقه محمد سالم سعيد الملحق العسكري بالجزائر، وحضور قواد النواحي العسكرية من 1 إلى 7 وحضور تمثيلين للناحية العسكرية الثالثة باسم قائدها حمو مالو ومشاركة اسليمو محمد كبابو.
وتغلب هذه الرسالة قيادة الحرب تحت اسم إبراهيم غالي، لكن هذا السيناريو متحكم فيه إقليميا
انتخاب رئيس البوليساريو بترتيبات دولية
اهتمت الصحافة الألمانية البعيدة عن نزاع الصحراء، بتوجيهات الشباب الذي يريد الحرب ونشرت “دوتشي فيليه” خلاصة المختص “وورنر روف”(1)، ولا يخفي العالم تخوفه من اندلاع مواجهة بين المغرب والبوليساريو بعد موت محمد عبد العزيز، لكن إدارة بوتفليقة وتوجيهاته، وإن في حالته الصعبة، جعلت الجزائر تدير بمباركة غربية عدم دفع التقديرات الأمنية إلى الأسوإ، كما في اتصال لمكتب هولاند بمسؤولين جزائريين، كل على حدة (سلال وقايد صالح في البرقية: كونفيدونسيال 923 عشية الوفاة).
وجاءت تعزية بان كيمون رسالة، عندما وصف محمد عبد العزيز بـ “الوجه المركزي أو الشخصية المحورية” في البحث عن حل نزاع الصحراء، راغبا كغيره في تسلم “وجه جديد” آخر لمكانه في إطار مسلسل السلام في الصحراء، وهو ما تضمنته أيضا برقية الرئيس الجزائري واصفا إياه بأنه “يميل إلى السلام”، ودعا خصومه إلى عدم إهدار دماء الإخوة.
وهو ما استجاب له خطري أدوه، بدعوته المغرب إلى السلام، والرسائل الدولية متناغمة تجاه خطري أدوه، الرئيس المؤقت للجبهة في فترة الحداد قبل اجتماع استثنائي لجبهة البوليساريو لانتخاب أمينها العام.
تقول قناة الجزيرة، “إن خطري، رئيس المجلس الوطني، أيد وساعد محمد عبد العزيز لفترة طويلة”(2)، وهو من عوضه لأنه نائب قائد الجبهة (جبهة البوليساريو).
لكن هذه الروح ستستمر فقط إلى نهاية فترة الحداد المتناسقة مع المهلة القانونية للدعوة إلى مؤتمر استثنائي حسب القانون الداخلي لجبهة البوليساريو (المادة 49)، ويثير هذا الإجراء، خوف وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية تقول قصاصة “الأسوشييد برس”، التي نشرتها أغلب الصحف الأمريكية: “إن الوفاة، جاءت في أجواء متوترة لتحديد مآل أو قدر الصحراء الغربية”، مغلبة رواية ميلاد محمد عبد العزيز في مدينة السمارة، وأن البشير مصطفى السيد، الذي يعتبره البعض من “حمائم الجبهة”، وأخ المؤسس الوالي مصطفى حذر قائلا: “الحرب ممكنة حول الأراضي المتنازع عليها إن فشل مجلس الأمن في تحديد أجندة زمنية لتقرير المصير”(3)، وفي تغطية “وول ستريت جورنال”(4)، ذكر العمراني من مجموعة الأزمات الدولية، أن موت عبد العزيز عامل غير واضح في المستقبل القريب، لكن هذا التطور يضاف إلى الضغوط على “المينورسو” للحد من (احتمالات اندلاع المواجهة).
وركزت “بي. بي. سي” البريطانية على تصريحات البشير مصطفى السيد(5)، بما يؤكد أن كل المرشحين لخلافة محمد عبد العزيز، لا يستبعدون خيار الحرب “لاحتواء حماس الشباب وتطلعهم إلى حسم الصراع”.
ودعت صحف جزائرية الصحراويين، إلى مواصلة نفس طريق الحوار دون إقصاء الخيار المسلح، كي لا تثار في أجواء النعي أي فجوة مع القيادة، وفقد بوتفليقة “توأمه الروحي” المغلب للجانب الدبلوماسي، وقد رشحت جهات محمد عبد العزيز لجائزة نوبل في سنة 2001، ومنحته “هيومان رايتس ووتش” جائزتها سنة 2005، وقال معلقون، إن هذه التقديرات “لمنع انهيار الوضع”.
10 نقط منعت محمد عبد العزيز من إطلاق حرب
تجمع الدراسات أن محمد عبد العزيز، كان عقبة في إطلاق مواجهة جديدة مع المغرب لأسباب عددها الباحثون الغربيون في:
أ ـ أن رئيس الجبهة المتوفي مؤخرا علماني وطني(6)، واجه الموجة الإسلامية الأخيرة، ولم يرغب في تحويل البوليساريو إلى منظمة جهادية في أي سيرورة قتالية ضد المغرب الذي تحكمه إمارة المؤمنين.
ويرى تقييم “مؤسسة إفريقيا للدراسات الأمنية”، “أن محمد عبد العزيز، قاوم الحرب، وأنهى مع الملك الحسن الثاني الحرب في الصحراء بنهاية الحرب الباردة، وهذه العلمانية الوطنية بقيت داعمة للتفاوض”.
ب ـ أخذ المسار الدبلوماسي إلى مداه، وتجاوز محمد عبد العزيز رمز المعتدلين (البشير مصطفى السيد) الذي تورط أخيرا في تصريحات تشجع الحرب بما يجعل المواجهة العسكرية آخر الخيارات.
ج ـ مشاركة الأفارقة في الحرب على الإرهاب، ووقعت البوليساريو على اتفاقية الوقاية ومحاربة الإرهاب منذ قمة الوحدة الإفريقية في العاصمة الجزائر عام 1999، والجبهة ضد الموقعين على “إعلان دكار” في 2001، وبروتوكول “أديس أبابا” عام 2004.
وبانتخاب محمد عبد العزيز نائبا لرئيس المنظمة الإفريقية في قمتها 21، وفي انتخابه في القمة الأولى للاتحاد الإفريقي، منعت القارة السمراء حربا في شمال غرب إفريقيا، وستكون الحرب في حال وقوعها، حرب إفريقيا على المغرب، وإعادة تعريف الحكومات في القانون الدولي بتعبير “ستيفان تالمون”(7)، وهو ما فرض على الجميع منع الانزلاقات والاهتمام بالسلام.
د ـ شخص ترك الشيوعية نحو الليبرالية مبكرا، وحاول إدارة حل عبر الأمم المتحدة يخدم تعزيز ملفه القانوني والسياسي دون اعتبار كبير للجيوسياسيات التي ركز عليها المغرب، ويعد المبرر الجيوسياسي قاعدة لحركة الرباط، فالشخص المتوفي يدرك الخطأ ويصححه، وهو ما لا يتمكن منه الرجل العسكري، حسب تقرير “السي.أي. إيه”.
ه ـ شخص منع الحرب الأهلية.
6ـ استفاد من موقف “الحياد” بطريقة استثنائية، وحاور دول الجوار، ولم يرفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع المغرب، فصادق الموريتانيين ولم يضغط على “حيادهم” رغم ما بدر من سابقه الوالي مصطفى السيد، واحترم حياد الصحراويين في العيون تحت الإدارة المغربية، والقدرة التي لا تمنع الحياد تمنع الحرب، وهي خلاصة ألمانية.
7ـ كان الشخص “الأقرب لصفقة السلام، لأن له شرعية الحرب ضد إسبانيا والمغرب”، ويستخدم الفرنسية، وهو ما أثاره خافيير بريز ديكويلار، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة في مذكراته، وقال، يتحدث محمد عبد العزيز الإسبانية بصعوبة، بما يجعله غير مولود بالسمارة(8)، لكنه لا يتحدث لغات أخرى بطلاقة ويبدع في حسانيته، وهذا الحكم في نظر آخرين، يثبت بدويته وعدم رغبته في تعلم لغة المستعمر رغم شنه غارات ساهم فيها شخصيا على قوات إسبانية، وهو سر عدم رغبة مدريد في إدارته للجبهة، وتريد جيلا جديدا متصالحا مع ثقافتها ورؤيتها للمنطقة.
ولم ترغب مدريد في استثمار ميلاد محمد عبد العزيز على الأراضي المغربية، وقالت “إلموندو” في تغطيتها لخبر الوفاة، بأنه مزداد في مراكش تحت الحماية الفرنسية، بما لا يترتب عنه أي شيء قانونيا.
وفي أطول حواراته الأخيرة، قال لـ “الجزائر الوطنية”(9) في 31/5/2014، إن الفرنسيين والإسبان قادة الدراما، وشارك سلاح الجو الفرنسي مباشرة في الحرب، وتمنى أن تكون باريس ومدريد، “جزءً من الحل وليس جزءً من المشكلة”، وتمتع محمد عبد العزيز بتواصل أكبر مع جنرالات الجزائر، لتحدثهم بالفرنسية، رغم معارضة قاصدي مرباح، لقيادته الجبهة، لأنه مزداد بالمغرب.
ولا تتخوف فرنسا من احتمالات (المواجهة) بين المغرب والبوليساريو بعد وفاة عبد العزيز بوتفليقة ومحمد عبد العزيز، لأن (القايد صالح) له خطة “ب” التي سببت في محاولة اغتياله بتلغيم مروحيته، ويقود البشير طرطاق بإعادة صياغة البوليساريو على الطريقة الأمريكية بعد وفاة محمد عبد العزيز.
ولم يذكر الفرنسيون أو الجزائريون أن مخلفات التجارب النووية التي قامت بها باريس في الصحراء الجزائرية، والتي لجأ إليها الصحراويون، جعلتهم يموتون بسبب السرطانات بنسبة تفوق 68 في المائة، وأن الملف الطبي لمحمد عبد العزيز، والذي يعتبر حاليا، ورقة في يد الولايات المتحدة، يحمل المسؤولية كاملة لفرنسا، يقول تقرير سري: “إنها نقطة شديدة الخطورة”.
8ـ حول محمد عبد العزيز قضية الصحراء إلى قضية إفريقية (منذ الوحدة الإفريقية وإلى الاتحاد الإفريقي)، ولم تعد القضية إقليمية، بما يجعلها تتجمد في مكانها، فالمسألة لم تعد جيوسياسية، بل ضمن إطار واسع ومعقد، وخدمت البوليساريو رهانات الأنجلوفونيين الأفارقة في مواجهة الفرنكوفونيين والامتدادات الإسبانية المعهودة.
ولهذا التقدير مفاعيله، التي بدأت مع خطاب أنجلوفوني مختلف في قضية الصحراء عن غيره من الخطابات، وأساسه عمل الأفارقة الأنجلوفونيين في إعادة رسم تأثيرهم على شمال غرب إفريقيا المعروف بوقوعه في دائرة النفوذ الفرنسية.
ووصل هذا التأثير أقصى درجاته في عهد الرئيس الأمريكي من أصل إفريقي (بارك أوباما).
وفعلا انحبس تأثير المتوسطية في قضية الصحراء، بل فشل عرابها ساركوزي، عندما أدخلت فرنسا نواكشوط في منظومتها، ولم يتعزز تأثيرها على قضية الصحراء، وفشل الفرنسيون في شرق المتوسط بفعل عدم رغبة تل أبيب في أي دور لباريس في مسلسل السلام مع الفلسطينيين، وفشلوا في غرب المتوسط، وبعد انتقال باريس إلى مالي بجيش فرنسي مؤلل، لم يتقدم الدور الفرنسي في غرب القارة السمراء.
و”منع محمد عبد العزيز بشكل شخصي واستراتيجي العمل الفرنسي في ملف الصحراء”، وفتحت باريس قنوات خلفية مع أميناتو حيدر بعد سجن نعمة أصفاري، لكن خارجية فرنسا تريد الوصول إلى الدائرة الصغيرة في قرار الجبهة، ولم تتمكن إلى الآن من ذلك، فيما يضمن الفرنسيون عدم شن حرب في المنطقة، وهو ما قدمه رئيس البوليساريو الراحل مباشرة إلى الأمريكيين من خلال “جون ماكين”، و”كريستوفر روس”، ومركز “كينيدي” والكونغرس، ولأول مرة إلى “السي. آي. إيه”.
9ـ هل كان محمد عبد العزيز صانع سلام؟ سؤال أكاديمي طرحه الأمريكيون في جامعاتهم ولقاءاتهم(10)، لأن محمد عبد العزيز لا يريد دولة، بل يريد استفتاءا قد ينهي هذه القضية إلى الأبد، وهذا الالتزام دفع بالكثيرين لاعتباره صانع سلام، وكثف الأنجلوفونيون هذه الصورة لمنع الحرب.
10 ـ سيطرة محمد عبد العزيز على التفاصيل.
واعترف الصحافي الفرنسي القريب من دوائر القرار المغربي “فرانسوا سودان”، بأن الابن محمد عبد العزيز، تدخل عند الأب خليلي، وهو في التسعينات من عمره لوقف مقابلة مع مجلة “جون أفريك” وافقت عليها العائلة في السنة الماضية.
لم يلتق الأب والابن لأربعين سنة على الأقل، لكن محمد عبد العزيز، ويسميه الصحافي سودان، “محمد الركيبي” استطاع أن يعرقل المقابلة، وقال إن هذه العائلة قصة مغربية(11) معترفا بالانقسام الحاد بين أفرادها، فهناك رواية الأب الذي تقاعد في بداية 1977، ساعة انطلاق النزاع وقيادة ابنه للبوليساريو، ولم يحارب الأب الابن أو العكس في توازنات دقيقة انتهت بأحد الإخوة محمد سالم، بالتظاهر لطرد “المينورسو”، وبأختين لحمل الجنسية الجزائرية (غالية وسلمى)، وأخوهم الآخر، محامي الانفصاليين (من أميناتو حيدر والنعمة أصفاري وآخرين)، وانتهى أخ، واصل ما بدأه محمد عبد العزيز في دراسته الطب، وهو جراح في مستشفى ابن رشد، كما له بنت من زواجه الأول تمارس الطب في إسبانيا، وأبقى أبناءه جميعا في داخل المخيمات.
فهل الركيبات قصة مغربية؟ ربما، لكن زلزالا بدأ في الأيام التي سبقت المؤتمر الاستثنائي لخلافة محمد عبد العزيز، الذي أراد أن تختار القواعد ما يوصل المغرب إلى (العقوبات الاقتصادية) وانتقال القضية في مجلس الأمن إلى الفصل السابع.
خطري أدوه له وديعة محمد عبد العزيز وعبد العزيز بوتفليقة: وقوع المغرب في العقوبات ونقل القضية إلى الفصل السابع دون قطرة دم
لا يريد الراحل محمد عبد العزيز وعبد العزيز بوتفليقة سوى الوصول بالمغرب إلى عقوبات دولية ونقل قضية الصحراء إلى “الفصل السابع” لتقرير المصير في أجندة محددة.
هذه الوديعة التي حملها خطري أدوه، تكشف إلى أي حد تسود علاقات متوترة قبل انعقاد المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو الذي يسود فيه شعار واحد: الحرب.
شخص “أدوه” مرفوض من طرف المغرب والمخابرات الفرنسية منذ انتقادهما في 17 دجنبر 2011، ويعرف الجميع أن الوجوه المعتدلة تحقق دبلوماسيا ما لا تحققه الحرب، والمزاوجة بين التصميم على القتال والمفاوضات يسيران جنبا إلى جنب، وتعترف الجبهة التي تنتخب للمرة الثالثة رئيسها للمجلس الوطني، بأن رئيس البوليساريو، تحول إلى قرار دولي لعدة اعتبارات تبدأ من شخصيات: الوزير الأول في الجبهة، والبشير مصطفى السيد والبوهالي وغالي وخداد، وتبدأ الهيمنة من المخابرات والحرس الرئاسي.
يرأس ابن محمد عبد العزيز الحرس الخاص (أو الرئاسي)، ويدعم رئيس المخابرات “كريكاو” المرشح غالي ولد سيدي المصطفى، أول أمين عام لجبهة البوليساريو ووزير دفاعها إلى وقف إطلاق النار، ودعمه محمد عبد العزيز في حياته، لأنه أدار المفاوضات والمعارك قبل التوصل إلى وقف العمليات العسكرية في الإقليم
ويرى الراحل محمد عبد العزيز، أن القائد الذي يجمع إدارة المعارك الدبلوماسية والسياسية تحتاجه جبهة البوليساريو في هذه المرحلة الدقيقة، حيث إشعال الحرب لتحقيق ما لم تحققه السياسة، ودعم البعض عودة أول أمين عام للجبهة ووزير دفاعها إلى وقف إطلاق النار.
ويدعم شخصيا رمطان العمامرة هذا الترشيح ورفعه إلى عبد العزيز بوتفليقة.
ويتجاوز الاسم، القول أن محمد عبد العزيز من صحراويي الجزائر رغم أن أباه في المغرب، كما يتجاوز قصة الميلاد، وتدافع البوليساريو على مدينة السمارة لوراثة القيادة من محمد عبد العزيز إلى غالي، إن سلم المغرب مدينة العيون لركيبات الساحل الذين عادوا في مجملهم إلى المملكة، وتستثمر فرنسا الانقسام في مكون الركيبات، بين ركيبات الساحل الذين يدعمون حاليا الحكم الذاتي في مقابل ركيبات الشرق وباقي الأفخاذ، والانقسام حاليا انقسام قبلي على ضوء خارطة التوازنات الإقليمية وعلى أساس حصص دول الجوار بطريقة غير مسبوقة.
وبتواطئ باقي القبيلة، تدير ركيبات الساحل، يتزعمهم خليهن ولد الرشيد زعيم “البوينس” المنافس التاريخي للبوليساريو مدينة العيون، ويرأس مجلسها أخوه حمدي.
وسمت منابر جزائرية محمد عبد العزيز بـ “أسد السمارة”، وقالت بميلاد غالي بنفس المدينة، وفي انتقال الزعامة إلى ركيبات الساحل دون أن يكون من فرع قوي يعزز القول، أن زاوية سيدي المصطفى ولد الشيخ التي ينتمي إليها المرشح غالي من أقاليم الرحامنة التي منها أيضا مستشار الملك علي الهمة.
وقد اشتغل بسلك الأمن الترابي بالعيون ولديه حاليا وديعتين: الوالي مصطفى السيد الذي عينه أمينا عاما للجبهة في 10 ماي 1973، والمؤتمر الأخير للجبهة الذي مدح فيه محمد عبد العزيز الشخص وكلفه بالتنظيم السياسي ولجنة الرقابة.
ويعتبر غالي مرشح فرنسا لاستمرار “الوضع القائم” وكشفت “وثيقة” في 14 ماي 1992 أن المرشح التقى مع الرجل الثاني في المخابرات الفرنسية وكان قريبا منها، ولا يزال مرشح “دي. آر. سي” المخابرات المنحلة في الجزائر لإعادة بنائها انطلاقا من ملف الصحراء، وتدعم باريس خطة “إس 100” في الجزائر لعزل القايد صالح واستراتيجيته في الداخل الجزائري وعلى صعيد الإقليم.
وأبعدت الجبهة أقوى رجل في ركيبات الشرق، وزير الدفاع السابق محمد البوهالي، رغم شعبيته في أوساط الشباب الراغب في الحرب، وعين في وزارة البناء والإعمار، وأرسلت البوليساريو إشارة إلى المجتمع الدولي، تقول: عوض المواجهة العسكرية، هناك حرب يعترف بها كريستوفر روس لبناء المناطق العازلة ضمن خطط الأمم المتحدة، ومواجهة المنظمة الدولية تأخذ الطرفين (المغرب وجبهة البوليساريو) إلى جهة واحدة، والصقور يحمون بعضهم البعض في جهتي النزاع، وإبعاد البوهالي عن ركيبات الشرق، وتهميش البشير مصطفى السيد من ركيبات الساحل في مهمة بدون ثقل كبير، أي مستشار الرئيس، تترك المرحلة الانتقالية لـ “رئيس الحكومة”، و”رئيس البرلمان”.
وحاول الرجلان تقليل الهاجس القبلي في انتقال السلطة من جهة، كما أبعدا صراع ركيبات الشرق وركيبات الساحل في خلافة محمد عبد العزيز من جهة ثانية، وأسندت المهمة إلى إبراهيم غالي ابن مدينة السمارة، وتزيد قبيلة الركيبات عن الخمسين في المائة من عدد اللاجئين وفي الإحصاء الإسباني وفي لوائح “المينورسو”، وتشكل ركيبات الشرق ثلاثة أخماس والخمسين المتبقين لركيبات الساحل، وقاد محمد عبد العزيز اللاجئين من انتمائه، كما قاد الجماني، المجلس النيابي في العهد الإسباني من البيهات والتحق أغلبهم بالمغرب.
وتحافظ الركيبات على توازناتها من أصغر عروشها، فغالي ولد سيدي المصطفى من (ولاد الطالب)، كي لا يقاتل البعض الآخر في نفس المكون القبلي لانتمائه لتراب أحد دول الجوار، ويحمي هذه العقيدة “كريكاو” رئيس المخابرات.
إبعاد البشير مصطفى السيد حاجة إقليمية، وترشحه الدول الاسكندينافية
هناك من يتخوف من إدارة التفاصيل لصالح البوليساريو، ويمثل إبعاد البشير إبعادا للخيار الدبلوماسي وذكاء المفاوضات وشرعية الحرب في توليفة واحدة.
وفي جولته الأخيرة بأوروبا، ارتسمت في الدول الاسكندينافية أنه رجل المرحلة، تقول تقاريرهم: “إن الشخص له الجرأة في مناقشة كل التفاصيل، ويقدم خطة “بيكر الثانية” خطة نهائية للحل، وله الثقة الكبيرة أوالقوية في نفسه”، ويرى أن الحل في الخلاص الجماعي وليس الفردي في انتقاده للعائدين (أي ركيبات الساحل التي ينتمي إليها)، وقد أفرغ ورقتهم من البعد الأخلاقي ويؤثر على سياسة “الوطن غفور رحيم”.
وعمل البشير على توازن التدخلات الجزائرية والمغربية والأورو- أمريكية دفعة واحدة، لكنه في الفترة الأخيرة، فرض سقفا جديدا يدعم “الخيار الأمريكي”، إنه مثل غالي، يمثل (الخيار الموجود)، والبوهالي خيار يتقاطع حاليا مع سياسة الصقور في المنطقة لإشغال الحرب، فيما يؤكد غالي والبشير أن إدارة البندقية والسياسة لوقف إطلاق النار على أساس واحد: “تعيين تاريخ الاستفتاء، أو حرب “تحريك”، وهو خيار المرحلة إن فشلت الأمم المتحدة في إعادة كل طاقم “المينورسو”، أو لم تتمكن البعثة الأممية من ولايتها المطلقة”.
وجمع البشير في خرجاته الأخيرة بين خيار الحرب والمفاوضات حسب الحاجة والتطورات، ويريد بوتفليقة تحديدا، اختزال الخيار الدبلوماسي في معركة فاصلة، لأن عودة “المينورسو” حاليا لن تكون بولاية ناقصة، وهو ما يجب الانتباه له.
ويشارك في ترشيحات ركيبات الساحل الرقم الموريتاني، من خلال “أولاد موسى” وزعيمهم محمد خداد، ويجمع بدوره بين الدبلوماسية والحرب، وتكون البويهات في كل الأحوال، قد خسرت رهان المرحلة الجديدة بين موريتانيا والجزائر، ووضعت كل البيض في السلة المغربية لانتصارها لمنطق القرب الجغرافي واتصالها بالمغرب وساحله، ويعتبر هذا الانتماء طبيعيا وإن حمل معنى جيوسياسيا، لأن الجغرافيا تسطر التاريخ وعلاقات البويهات بالمغرب هي علاقات ركيبات الشرق بالجزائر.
ومحمد خداد، هو رجل موريتانيا والحسابات الأمريكية للمزيد من الضغوط على المغرب من خلال أراضي 1979، كما يشكل ترشيح الوزير الأول في الجبهة ترشيحا لتقسيم الصحراء، كما قال به السياسي اللبناني وليد جنبلاط، وهو من ولاد دليم المكون المنتمي لوادي الذهب، ويحافظ ترشيحه على إثارة الإقليم الذي خرجت منه موريتانيا، ويمكن خلط الأوراق الذي يضمنه محمد خداد وعبد القادر طالب رجل الاتحاد الإفريقي.
الصقور يدفعون باسم البوهالي
إن السند الشبابي والسند القبلي قوي لانتماء محمد لمين البوهالي إلى فرع أهل براهيموداود الأقوى في ركيبات الشرق، لكن القواعد تريد بصيرة، ونتيجة تصريحاته، أدمج البوهالي في معركته الأمم المتحدة، وفعلا ربحت الجبهة بناء المناطق العازلة وعزلت الجوار، في حرب مدنية، كما أبعدت المواجهة العسكرية كخيار استراتيجي ضمن التكتيكات، فمرحلة ما بعد محمد عبد العزيز تجعل مربع السلطة في “الدبلوماسية العسكرية”، دون عسكرة رؤية جبهة البوليساريو، واختارت الجبهة:
ـ إحياء أسماء مرحلة ما قبل وقف إطلاق النار.
ـ عدم دفع الجبهة نحو التطرف، لأن ثمن الاعتدال دفع ثمنه المغرب.
ـ مواصلة التوافق بين البنيات التنظيمية للجبهة وليس البنيات الاجتماعية بامتداداتها القبلية.
وسيناريو الحرب يستدعي زعامة تعود إلى ما قبل 1991، كي تدير الحساسية الجديدة أو الأجيال الجديدة بأفقها، فالكل يريد نتيجة 1991 مع تحديد يوم الاستفتاء.
ويبدو جليا أن البشير مصطفى السيد على يسار اللعبة إن كان البوهالي على يمينها، وخيار الوسط يتقاسمه غالي وعبد القادر الطالب عمر، وهو من مواليد طانطان وعضو في البوليساريو من 1975، وانتخب في 29 أكتوبر 2003 وزيرا أولا ونجح في رد الإرهابيين ومحاصرة الإسلاميين وأدار في العاصمة الجزائر التنسيق في قضية الصحراء 12 مرة كما أدار زيارة بان كيمون.
ومن فخذة “الفقر” إلى “أولاد الطالب” تحاول البوليساريو أن تبعد الهاجس القبلي في المخيمات، وهو قنبلة موقوتة شملت كل العاملين في السياسة الصحراوية.
ويرى الأفارقة أن عدم الانزلاق إلى (الهاجس الديني) أو القبلي تحت أي ظرف، كان هو خيار الجميع، وقرر تقرير “الضبط والوقاية” التابع للاتحاد الإفريقي، وصف محمد عبد العزيز بالقائد الإفريقي (دون نعته بالقائد العربي)، أو أي توصيفات أخرى، كما تواصل الاتحاد الإفريقي مع خطري أدوه من خلال تبليغه بتهديدات “تنظيم المهاجرين” المتطرف الذي يحاول أن يشكك في أي قائد يخلف محمد عبد العزيز لتفجير الوضع.
وفي المقابل، دعت أوساط مغربية إلى التركيز على انتخابات الأمين العام لجبهة البوليساريو لتزامنها مع الانتخابات البرلمانية في المغرب لإعمال الفرق وتوضيح الصورة للعالم(12)، فيما قرر مغاربة آخرون عدم الاهتمام بالحادث كما قالت “الإكسبريس” الجزائرية.
واهتمت وسائل الأنباء بحادث الثانية صباحا من يوم الخميس، لحظة تفكيك خيمة العزاء في مدينة العيون، رغم أن البعض رأى فيها انفتاحا إنسانيا.
وبين رفع الجزائريين محمد عبد العزيز إلى “تشي غيفارا” الصحراء لـ 39 عاما و9 أشهر(13)، وإهمال الخبر رغم خطورة ما يجري في المخيمات، اتجه الأفارقة إلى القول أن خسارتكم خسارتنا(14) في إعادة تأطير لقضية الصحراء، قضية إفريقية حربا وسلما، كما نهج زعيم الجبهة الراحل.
آخر قرار وقعه محمد عبد العزيز دفعة عسكرية من مستخدمي التكنولوجيا العالمية
قبل أن يطلب الراحة، سهر محمد عبد العزيز على توقيع قرار التخرج لقوة عسكرية خاصة مزودة بالتكنولوجيا لمواجهة حرب محتملة أو “مؤكدة”، وقال في آخر كلماته، إنه يجب إدارتها بما يناسب الوصول إلى تحديد زمن الاستفتاء من طرف الأمم المتحدة، وهي حالة ممكنة، لأن الهدف في نظره هو “استقلال الصحراويين” وليس بالضرورة “استقلال الصحراء”، وهو ما نقلته صحيفة “لاكروا” الكاثوليكية(15).
واستقلال الصحراويين عن رهانات دول الجوار، جزء رئيسي من التقديرات التي قالت بها تقييمات الغرب بخصوص محمد عبد العزيز، وهي تشكك في خليفة له، لأن صرامته في الخطوط الحمراء: “إثارة القبلية أو التشكيك في تمثيل البوليساريو للصحراويين، مع إدارة مرنة للانعكاسات ربما ستختفي مع اختفاء محمد عبد العزيز، فعلاقته مع موريتانيا كما عبر عنها رئيس الفريق البرلماني للصداقة محمد فال ولد عيسى، والجزائريين دون المساس بأسرته وقناعتها في المغرب، حالة لن تتكرر إن علمنا حسب المصادر المغربية أن 5 من أبناء محمد عبد العزيز في المغرب فيما السادس يقود القوات الخاصة، وهو ما تم تصحيحه باستجوابات مع الحقوقي الصحراوي بلغزال”.
ويبدو احتمال الانزلاق قائما منذ تمويل صيانة آليات المسلحين من بيع فائض المساعدات الإنسانية وتورط فيها البوهالي، ولا تنتهي عند حادثة رفض التنسيق في مكافحة الإرهاب مع أجهزة صديقة شريطة السماح بتسليح قوات البوليساريو.
وفي كل الواجهات تتحول شروط اللعبة، في المغرب أيضا سقط الخطاط ينجا، الاستقلالي من رئاسة الداخلة بسبب إقامته في موريتانيا وبوثائق تعود إلى ما قبل 1975، ولا تنتهي في المخيمات، حيث يدور خيار الكفاح الدبلوماسي مع الحفاظ على الحرب خيارا على الطاولة، فتدور التوافقات القبلية لتقييم السلطة، إنها قنابل موقوتة قد تفجر المنطقة.
السقوط في النزعة الإسلامية وجيل ما بعد الحرب “المهيء للحرب”، وهو جيل لا يعرف المغرب، وله روابط فقط مع مجتمع اللجوء، وهاتان القنبلتان تواجهان المغرب والمنطقة
إن كانت الرباط قد ضبطت يوم ميلاد محمد عبد العزيز فوق أراضيها، وهي تحت الحماية (17 غشت 1947)، فهل يمكن أن تضبط القنابل التي تركتها وفاة نفس الاسم.
من المنطقي أن تكون حالة الالتباس في أربعينيات القرن الماضي تشبه الالتباس المصاحب للميلاد الثاني للبوليساريو، لأنه من المخيف أن تفقد البوليساريو رأسها كما عنونت “أجوردوي لو ماروك” أو تفقد دماغها، فدفن محمد عبد العزيز في بئر لحلو يعطي رمزية أكثرمن دفن “رئيس”، ثم أن معركة العائدين من ركيبات البويهات طويت في هذه الأيام، وقد خسر الركيبات بموت عبد العزيز باقي موقعها في القيادة نحو عروشها الصغيرة أو نحو دليميي وادي الذهب، وعدم تداول السلطة بين القبائل الثلاث الكبرى في الصحراء يشكل صدمة قد تنفجر في وجه المملكة.
إنها نهاية لـ 40 سنة من أصل 43 سنة من عمر البوليساريو، وهو ما يحجب كثافة التحول المرتقب إن لم يتحول إلى حرب، فإنه مؤهل لمواجهة عرفت القيادة السابقة كيف تمتصها.
وأي استثمار للنزعة الإسلامية أو للجيل المهيء للحرب خسارة للمنطقة وللسلام، وتدعم الدول الكبرى ترتيبات لأن الحرب وشيكة في إطار التحولات الاجتماعية والسياسية التي عرفتها المخيمات.
فشل التحولات الحالية في مجتمع اللجوء قد تفشل معه مبادرة الحكم الذاتي في حال تطبيقها على الأرض، لأن الصراع القبلي المسكوت عنه تحت الإدارة المغربية بنفس الخطورة التي يعانيها البوليساريو في مخيمات اللجوء، وقدرة الجبهة أن تكون شريكا قويا للسلام يفيد الحل المقترح والواقعي لحل مشكل الصحراء
لا تخفي دوائر الغرب أن انتقال الصراع القبلي من المخيمات إلى الأراضي المغربية عامل مساعد على اندلاع المواجهة العسكرية، ولذلك فالانتقال الهادئ للسلطة في جبهة البوليساريو، الشريك المعترف به أمميا للوصول إلى حل قضية الصحراء، يفيد أمن المغرب وإدارته للإقليم، لكن نجاح الجبهة قد يبرهن للآخرين أن الميلاد الثاني لها “عامل جذب” كبير للمتعاطفين معها، واختارت الرباط (اللامبالاة) كجزء من موقفها بعد وفاة محمد عبد العزيز.
ومن المهم حسب التقارير الغربية، أن يدعم المغرب وحدة النسيج الصحراوي بنفس دفاعه عن التراب، لأنه يقترح حكما ذاتيا تحت سيادته، فسيناريو حرب أهلية، واقع محتمل تجنبه الراحل محمد عبد العزيز بطريقة استثنائية، ولا يمكن تجنبه بنفس الكيف والإدارة، والمؤتمر الاستثنائي قد يكون إجابة تدفع هياكل من مثل “الكوركاس” إلى الممارسة والفعل التشاوري والديمقراطي، فما سيشهده الإقليم لن يكون رهين اللاجئين أو المواطنين في المغرب لوجود ترتيبات منها:
أ ـ أن الجزائر لها خطة (ب) في حال فشل وعد بان كيمون بدعم اللاجئين وبناء مساكن لهم في الأراضي العازلة، لأنها أرضهم في كل الأحوال، وستشرف الأمم المتحدة على البناء والتوطين والحماية، وهي خطوة لمنع الحرب ودعم السلم الأهلي وامتصاص حنق الشباب اليائسين.
ب ـ أن بناء المناطق العازلة وتحضيرها للسكن يساهم في نهاية اللجوء على الأرض الجزائرية كما طرحته خطة طرطاق، وستكون المواجهة شاملة مع المغرب حسب ما أبلغت به الجزائر الأمم المتحدة من دون العمل بأي إنذارات.
ج ـ أن المجتمع الدولي يدعم تكثيف العمل الإنساني فوق الأراضي العازلة، وإن تحفظت بشأنه فرنسا، لكن باريس تتفهم بشكل كامل التقديرات الأممية، وأن تسهيلات ترابية ستقترحها الأمم المتحدة على المغرب، كلما استدعى الأمر ذلك، وهو ما يساعد خليفة محمد عبد العزيز على منع الحرب وتسهيل اللجوء باتجاه وضع دائم في الأراضي العازلة، والتي لا تعتبرها الأمم المتحدة عازلا بين دولتين الجزائر والمغرب أو المغرب والدولة المعلنة من جانب واحد في المخيمات، وهذه النقط تكشف جزءً من الترتيبات الدولية في انتخاب الرئيس الجديد بجبهة البوليساريو.
إعداد: عبد الحميد العوني
هوامش
1_ Werner ruf in deutsche wele (dw.1929895).
2_ Aljazeera.com/news(31/5/2016).
(khatri addouh, the Head of Sahrawi national council and a long_ time aide of Abdel Aziz was appointed as interim Polisario front leader).
3_ (Bachir Mustapha Sayed warned That war is possible over the disputed for a vote on the self determination) associated press 31/5/2016).
4_wall street journal 1464729109 sur net.
5_ l’Expression d z.com (1/6/2016).
6_ iss Africa (institute for security studies) 18/2/2015.
7_ Stefan talons, recognition of governments international law (1998) Oxford university press p:187.
8_ Perez de Cuellar, pilgrimage for peace: a secretary general,st martin press, 1997.
9_ Algerie Patriotique.com (31/5/2014).
10_ C.dunbaer, the western Sahara dispute: a cautionary tale for peace mearkers p: 16, political studies association meeting, Swansea university, April 2008.
11_ François soudan, marche verte, les Erguibi histoire marocaine. 9/nov/2015.
12_ Panorapst.com 12749.
13_ Dernières infos d’Algerie (31/5/2016).
14_ au.int/en/presse releases/30726.
15_ Laurent Larcher, Mohammed Abdelaziz, une vie pour le Sahara occidental, la croix (1/6/2016)