" قبرٌ غريبٌ "... في الثقافة الصحراوية أنه كلما مرت قافلة في الخلاء ووجدوا كَوْمَةً من التراب ناتئة على سطح الأرض عرفوا أنه قبرٌ وقالوا هذا " قبرٌ غريبٌ " أو " قَبْرُ غَرِيبٍ " .. سبحان الله هي كذلك صورة قبر محمد عبد العزيز المراكشي في الخلاء وهي صورة مُعَبِّرة ليس فقط عن غربته هو في الخلاء بل صورة مُعَبِّرة عن البوليساريو كله ، عبد العزيز المراكشي تركوه هناك في الخلاء بين الضِّباع والذئاب ، والبوليساريو عاش ويعيش في " قبر غريب " هناك في خلاء تندوف بين ضباع العالم وذئابه ....إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور..
أولا : البوليساريو أكذوبةٌ اِسْتَثْمَرَ فيها أعداء العروبة والإسلام :
كم من المقالات كُتِبَتْ عن الباطل الذي يكتنف وجود البوليساريو وكيف نجح حكام الجزائر أن يجعلوا من الباطل ( حقاً ) بدناءتهم وأموالهم وأكاذيبهم ، وكيف استقطبوا حولهم كثيرا من الضباع والذئاب من محترفي الاستثمار في الباطل واستغلاله لتحقيق مصالحهم الاستراتيجية وعلى رأسهم أمريكا والصهيونية العالمية ، بكل هذا وبحرص حكام الجزائر على تأبيد التخلف في الجزائر والمنطقة المغاربية خصوصا والمنطقة العربية والإسلامية عموما حيث زرعوا خنجر الغدر في خاصرة جزء من الجزائر أيضا إذا كان جزءا من المغرب ، من الغباء أن تطغى النرجسية والأنانية على قوم أمثال حكام الجزائر ليخدموا بِجِدٍّ واجتهادٍ مصالح أعداء العروبة والإسلام ضد أحلام أجدادنا من طبرق إلى طنجة ، أجدادنا الذين كانوا لا يتحدثون عن بلد من البلدان المغاربية إلا من خلال آمال الوحدة والاتحاد والجمع والتجميع والتكامل الاقتصادي لأن الأساس المتين موجود ورثناه نحن أبناء المنطقة المغاربية جميعا عن أجدادنا منذ الأزل ، هذا الأساس الموجود منذ الأزل هو : " وحدة الهوية العرقية والدينية واللغوية والثقافية " ...
سبحان الله كم من المقالات كُتِبَتْ تحاول التأكيد على أن البوليساريو سرطان ينخر المنطقة وأنه مخلوق شَاذٌّ عن جسم المنطقة المغاربية ، جسم غريب ولد ميتا ودفن في تندوف وظل حكام الجزائر يبيعون الأوهام بجثته ، كم من المقالات كُتِبَتْ إلى أن دُفِنَ جثمان عبد العزيز المراكشي في الخلاء فأكد ذلك واختصر تلك الصورة ... صورة أكذوبة البوليساريو القبر الغريب المدفون في خلاء تندوف..
ثانيا : البوليساريو قبرغريب بين الدول العربية والإسلامية :
يمكن لنا أن نتساءل ألا يعتبر البوليساريو قبرا غريبا بين الدول العربية والإسلامية ؟ ولا دولة عربية أو إسلامية لها قيمة تنظر إليه باستثناء موريتانيا التي َتُعْتَبَرُ حديقة خلفية لحكام الجزائر استولوا عليها بقهر الشعب الموريتاني وترعيبه في عقر داره حيث عاثوا خرابا في غزوة نواكشوط يوم 9 يونيو 1976 ومعركة تشلة يوم 2 يوليو 1979 حتى أصبح الموريتانيون يرتعدون خوفا من طغاة العسكر الجزائري ، وبالنسبة للمسلمين فباستثناء إيران الشيعية المتحالفة مع أمريكا من أجل تدمير الدول العربية ، ولا دولة إسلامية ذات قيمة تعرف البوليساريو ، باستثناء هذين الدولتين الشاذتين ، ألا يشعر البوليساريو أنه منبوذ من بني جلدته العرب وبني عقيدته الإسلامية السنية ؟ ألا يشعر البوليساريو بالغربة والغبن هو المُرَحَّبُ به بين المسيحيين والملحدين فقط ؟ مُرَحَّبٌ به في إسبانيا ودول أمريكا الجنوبية والوسطى وهناك في أدغال إفريقيا بين أنغولا وجنوب إفريقيا ؟
أيها البوليساريو حَرَمَكُمْ الحركي الحاكم في الجزائر من دفء أحضان العروبة والإسلام وترككم عرضة لأعداء الدين الإسلامي من المجوس والمسيحيين والملحدين يتقاذفونكم لقضاء مصالحهم الاستراتيجية في تشتيت العرب والمسلمين .
حكمة بليغة :
وشاءت الأقدار أن يموت زعيم البوليساريو عبد العزيز المراكشي ويعطي بقبره الغريب هناك وحيدا في الفيافي أبلغ درس للباقين بعده ، قبر غريب يجسد حقيقة البوليساريو تجسيدا بليغا ، قبر غريب في الصحراء الخلاء بين الضباع والذئاب وهي صورة مصغرة لحالة البوليساريو الوليد اللقيط المنبوذ من أهله العرب والمسلمين ترعاه شرمة من العاقين لوصية أجدادهم ، ويستغله أعداء العروبة والإسلام لتحقيق مآربهم الصليبية الدفينة ( كيري كنيدي وصخرة المسيح الأمريكية والكنائس الكاثوليكية في إسبانيا التي تستقبل الآلاف من أطفال مخيمات تندوف كل صيف ) ...
سبحان الله الذي يعطي الآيات البليغة لقوم عميت أبصارهم وهم في ضلالتهم يعمهون ... و لا يزالون .
سمير كرم : الجزائر تايمز