فرض الجيش والأمن التونسيان بدءا من مساء الجمعة 28 أكتوبر الجاري حظر تجول ليليا على مدينةسيدي بوزيد بعد أعمال شغب أعقبت إسقاط قوائم مستقلة فائزة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يدعمها رجل أعمال تونسي تتهمه أطراف في الداخل بأن له صلات بالنظام السابق.
وكان مئات المحتجين قد خرجوا منذ الليلة الماضية في المحافظة التي تعد مهد الثورة احتجاجا على قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بإسقاط قوائم "العريضة الشعبية" المدعومة من الهاشمي الحامدي مالك قناة المستقلة الفضائية التي تبث من لندن.
وفازت قوائم العريضة بثلاثة مقاعد في دائرة سيدي بوزيد متقدمة على حركة النهضة(مقعدان).
وتطورت الاحتجاجات في سيدي بوزيد التي بدأت من بلدات تقع ضمن المحافظة إلى أعمال شغب بمركز المحافظة أحرق خلالها شبان ملثمون مؤسسات عامة، بينها مقرا المحكمة والبلدية ومقرا للحرس الوطني فضلا عن مقر لحركة النهضة, كما حاولوا اقتحام مقر المحافظة.
ورفعت في الاحتجاجات شعارات مناهضة للنهضة وضد أمينها العام حمادي الجبالي(مرشح الحركة لرئاسة الحكومة الجديدة) لأنه أعلن أن النهضة لن تتشاور مع قوائم العريضة الشعبية في المجلس التأسيسي، وذلك من منطق تحفظ الحركة على سلوك الهاشمي الحامدي الذي دافع حتى 13 يناير/كانون الثاني الماضي عن نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
تعزيزات ودعوات للتهدئة
وقالت وكالة فرانس برس إن الجيش التونسي استقدم تعزيزات إلى المدينة التي انتشرت فيها أيضا تعزيزات من الحرس الوطني (الدرك) والشرطة.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن حظر التجول الذي يبدأ من السابعة مساء حتى الخامسة صباحا, ويستمر حتى إشعار آخر, يستثني الحالات الطارئة وأصحاب الأعمال الليلية.
وقالت فرانس برس إن التوتر ظل سائدا في المدينة بعد ساعات من الإعلان عن حظر التجول خاصة مع تهديد بعض المجموعات بحرق مزيد من المؤسسات العامة.
وأكد مراسل لفرانس برس في المدينة أن وجوها عرفت بانتمائها إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (الحاكم سابقا), وأفرادا من عشيرة الحامدي تصدروا المظاهرات التي وقعت في المدينة وفي بلدات قريبة منها وشارك فيها المئات.
وكان الحامدي قد أعلن سحب ممثلي القوائم الفائزة المتبقية من المجلس التأسيسي وعددهم 19, لكن أنباء ترددت بأن عددا منهم رفضوا الانسحاب. وقال مالك فضائية المستقلة إنه "يخشى" اندلاع احتجاجات عقب إسقاط ست من قواائم العريضة الشعبية, وهو ما عده البعض دعوة مبطنة إلى العنف.
وقد دعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اليوم أهالي سيدي بوزيد إلى الهدوء. وخاطب الغنوشي الأهالي قائلا "المنتظر منكم أنكم أحرص الناس على الثورة التي أطلقتم شرارتها، وأناشدكم الحفاظ على الهدوء وعلى ممتلكات ومرافق الدولة".
وشكك في أن تكون أيادي حزب التجمع المنحل قد ساهمت بقدر أو آخر في هذه الاضطرابات من خلال إشاعات باطلة نسبت إلى الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي. وتعهد رئيس النهضة بأن تأتي سيدي بوزيد في مقدمة المناطق المستهدفة بالتنمية.
وتداولت وسائل إعلام تونسية تصريحات متزامنة لرئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (30 مقعدا في المجلس التأسيسي) منصف المرزوقي دعا فيها بدوره أهالي سيدي بوزيد إلى التهدئة.