لم تعد للحمق الجزائري حدود خصوصا إذا تعلق الأمر بكراهية المغرب. لم نكن نعتقد أن هذا العدو أحمق حتى تأكد لنا ذلك ولهذا جاء في الأثر الدعاء "اللهم ارزقني عدوا عاقلا"، ومن آخر جهالاته ادعاء أحمد أويحيى، الزعيم السياسي والوزير الأول السابق، أن المغرب وفرنسا قاما بالتواطؤ مع الإسلاميين المتطرفين قصد تسريب امتحانات الباكالوريا لضرب الجزائر.
تسريبات الباكالوريا اليوم ظاهرة عالمية وأصبحت تشكل خطرا يتهدد المستقبل العلمي للأجيال الصاعدة، وكل الدول حتى المتقدمة منها تعاني منها، وهي موجودة لدى الجميع ولا حاجة إلى أن يقوم أحد بالتآمر ضد الآخر قصد صناعتها، لكن الإخوان في "لانجيري" لهم رأي آخر مختلف ويعتبرون المغرب هو الذي يصنع كل مصائبهم.
بعض الدول تصنع عدوا حتى لو كان خياليا كي تستمر وإذا انعدم العدو تسقط ولهذا فهي تصنعه، وهكذا نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية صنعت من الشيوعية عدوا ولما انهار المعسكر الاشتراكي صنعت من الإسلام عدوا وهكذا دواليك، وهي التي علمت المواطن الأمريكي الخوف من المستقبل ناشرة الأفلام التي تتحدث عن الكائنات الغريبة التي يمكن أن تهاجم أهل الأرض في يوم من الأيام، وهناك من يشتري منازل مجهزة لهذا اليوم.
الجزائر جارتنا، التي لا يمكن أن تعيش دون أن نكون نحن أعداءها، حتى ونحن نرفض معاداتها فهي تصر على أننا أعداء لها ونهدد حدودها ونزعزع استقرارها الأمني، ولولا هذه الأسطورة ما عاش النظام لحظة واحدة، فهو يحكم الشعب لأنه يحميه من "غول" اسمه المغرب يتهدد مصيره.
فلو مرت غيمة فوق الجزائر ولم تسقط أمطارا سيتهمون المغرب بتحويل اتجاهها وكأنها طائرة، وحتى غبار النقع يتهمون المغرب به، والخصاص في المواد مسؤول عنه الذي يقوم بتهريبه وانخفاض أسعار البترول قد يكون المغرب مسؤولا عنها حتى وهو لا ينتمي إلى نادي الدول النفطية وهكذا دواليك.
إذن الجزائر "تحلم" بالمغرب. يعرف الجنيرالات أن المغرب بلد مسالم ويعرفون أنه بلد قوي لكنه غير عدواني وبالتالي لا خوف على الجزائر من جار اسمه المغرب، فالمؤامرة تقودها الجزائر وليس العكس، لكن العسكر ليس له ما يحكم به الجزائر وشعبها غير هذه القصة الطويلة التي تتم روايتها مثلما تروي الجدات الحجايات.
مرض الجزائر اسمه المغرب ولن تبرأ منه حتى يتواضع حكامها على أن مصير دول المغرب العربي مشترك، وأنه لا حياة للكيانات الصغيرة، ولما يعرفوا أنهم ضيعوا على المنطقة فرصا كبيرة في التنمية والرقي إلى مصاف الدول المحترمة، ولما يعرفوا أن الخاسر ليس المغرب وحده، الذي تعرض للمؤامرة من قبل جيرانيه ولكن كل دول المنطقة، لأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى له عضو بالسهر والحمى تداعى له باقي الجسد.
الجزائر تعاني من هذه العقدة وهي عقدة وهمية تعتبر شريان حياة للعسكر من أجل البقاء على قيد الحياة.