تابعت مثل الشعب المغربي البرنامج الذي بتثه القناة الفرنسية “فرانس 3” خصوصا وأن القناة وفي إشهارها للبرنامج قالت إنها ستكشف فيه عن معطيات غير مسبوقة. وأنا أتابع ذلك الشريط القصير حضرني قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين..”، فمن يخبر دوافع الصحفيين الذين تجرؤوا على فبركة وقائع غير صحيحة يعلم يقينا أن الدفع كان مسبقا. الشريط القصير لقناة فرانس 3 كان مدبلجا بطريقة عشوائية يغلب عليها القصد لأمر في نفس يعقوب، للأسف لا يمكن تغطية الحقيقة خصوصا مع الخرجات الإعلامية -المبنية على الابتزاز- لهذين الصحفيين الفرنسيين المتجاوزين إعلاميا.
ما يؤسفني في ذلك البرنامج السيئ الذكر، كون الصحفيين المعنيين وجدوا ممثلين مغاربة اندمجوا في خلق الأكاذيب على بلدهم وملكم -طبعا لكل دوافعه وحقده الخاص- وبعيدا عن النضج السياسي لهؤلاء وابتعادهم عن دهاليز السياسة وخباياها أتساءل كيف سولت لهم نفسهم بالمساهمة في برنامج فارغ لا يحمل إلا الإساءة إلى بلد مسالم تجاوز رياح الربيع العربي بفضل حنكة ملك يحبه شعبه ويقدر مجهوداته المشهود لها خارج المغرب قبل الداخل، بلد اختار طريق التغيير منذ اعتلاء جلالته العرش، واختار دمقرطة جميع مؤسساته وأجهزته، بلد استطاع بحنكة جميع أجهزته الأمنية مناهضة الإرهاب وحماية الشعب من كثير من المحاولات الفاشلة التي يخوضها أخيرا موالون للبوليزاريو في اتحاد مع داعش الإرهابي… ما بتثه القناة الفرنسية لا يعدو سحابة صيف عابرة لا تأثير لها إن على المستوى الوطني أو الدولي، فالنية المبيتة لصاحب البرنامج ظاهرة للعيان، من خلال اختيار مقاطع محددة ربورطاجات جاهزة كانت تحكي أمورا تم تجاوزها في المغرب، لقطات تحكي غضب شعب لفترة-مضت-، استطاع الملك محمد السادس امتصاصه من خلال دسترة عدد من المؤسسات ومن خلال دستور 2011 الذي تضمن عددا من الحقوق للمواطنين.
قد أحترم برامج حقيقية تحكي الواقع المعاش في حينه، بدون فبركة وتحترم ذكاء المتلقي/المتفرج مهما كانت الصورة التي ستقدم بها المغرب مادامت تتوخى الدقة والحقيقة، إلا أنني لا أستطيع الصمت في ظل شراء ذمم أشخاص يعلم الجميع نيتهم في الإساءة إلى بلد ترعرعوا في خيراته، أشخاص جرتهم جهات خفية “لكنها معروفة” للحقد على بلدهم الذي قدم لهم الكثير. نقول لمعدي البرنامج السيئ الذكر ولـ”الماريونيت” الذين باعوا ذممهم، لن تفلحوا في تسويق الكذب والبهتان مهما دفعت لكم تلك الجهات التي لا تريد لهذا البلد الآمن والمستقر في ظل ملكية اختارها الشعب تاجا فوق رأسه لا يعرف قيمته إلا الدول العربية والإفريقية التي عاشت ومازالت تعيش ويلات سوء التدبير والحكمة…المغرب، وفي ظل ملك استطاع تجاوز نكسات بخطى تابثة-للأسف- لم تستطع عدد من الدول المجاورة تجاوزها. كثيرة هي الضربات التي تلقاها المغرب في السنوات الأخيرة، سيما ما ارتبط بقضية الصحراء المغربية، دون أن تمس وحدته الوطنية.. لن تفلح أموال الجزائر ولا الخيانات الداخلية أو الخارجية في وحدة المغرب والمغاربة.
رضوان القادري
محلل سياسي دولي خريج جامعة بروكسيل الدولية