فضحت قناة "فرانس 3" نفسها، وأظهر البرنامج الذي بثته مساء الخميس، أنها لا تمتلك أدنى حد من الاحترام للمشاهد.
ومن سوء حظ القناة المسكينة أنها وقعت في جملة من الأخطاء القاتلة التي تسحب عن "فرانس 3" ومعدي البرنامج كل مصداقية، لكن وكما يقول الحديث الشريف " إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"..
وبالفعل فإن القناة ومن يقفوا وراء البرنامج لم يستحوا من تقديم لقطة تظهر فيها شوارع إحدى العواصم العربية على أساس أن الأمر بالمغرب، كما لم تخجل في تقديم مسيرة عمالية ضد الحكومة، تظهر فيها نساء ينتمين إلى مركزية نقابية هي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، خرجن للاحتجاج على السياسة الحكومية في التعامل مع الملف المطلبي للطبقة العاملة على أساس أن الأمر يتعلق بمسيرة تعود إلى فبراير 2011، مع ما صاحب ذلك من تحريف للشعار الذي كن يرددنه من "الشعب يريد إسقاط بنكيران" إلى " الشعب يريد إسقاط النظام"... إنها قمة العبث التي تكشف حقيقة وطبيعة ومهمة البرنامج، الذي يأتي أحد المشاركين فيه ( نجيب أقصبي) ويصفه بـ "الموضوعي"، فبأي موضوعية يتعلق الأمر مع كل هذا التزييف.
طبعا، البرنامج تعمد منذ الوهلة الأولى تقديم وجهة نظر واحدة، وتناوبت عليها جوقة معروفة بعزف نشيد العداء للمغرب، وضاق صدر صاحبه ( البرنامج) بأن يقدم للمشاهد ولو رأيا واحدا موضوعيا بإمكانه أن يحقق التوازن المنشود، ويعيد الحقيقة إلى نصابها، بدل أن تشوهها أفواه أشخاص يفتقرون إلى أدنى حس أخلاقي أو وطني، ولا يهمهم الوطن في شيء بقدر ما تهمهم طموحاتهم الشخصية أو ثرواتهم أو الولاء لجهات أجنبية وتنفيذ أجندتها أو فشلوا في ابتزاز الدولة ( زكرياء المومني).
كل ما قام به البرنامج هو أنه جمع شلة من البشر من أجل أن يكرروا أساطيرهم وأكاذيبهم ومزاعمهم، ويرسخوا ـ مرة أخرى ـ عداءهم للوطن.