تثير قضية أسامة حسني، مناضل حركة 20 فبراير المعتقل بالدارالبيضاء في ملف جنحي، تساؤلات كثيرة، عن دور الجمعيات الحقوقية في الركوب على القضايا الإنسانية من أجل تحقيق أغراض سياسية، ولا يهمها "خراب مالطا" ولا تتراجع عن غيها. لماذا لم تقم هذه الجمعيات بالاعتذار بعدما قام صاحب الشأن بالاعتراف بأخطاء ارتكبها في حياته؟ هل ستساعده على الاندماج من جديد في الحياة بعد خروجه من السجن أم ستحاول توريطه أكثر حتى يصبح خرابا وتستفيد هي من ملفه في صراعها مع الدولة؟
أسامة استيقظ وتفطن للمشروع الضخم الذي أرادت الجمعيات الحقوقية تحميله إياه، وهو ما ليس بمستطاعه، لكن هناك العشرات ممن كانوا ضحايا توريط الجمعيات المذكورة، التي تلعب على الوتر الحساس للشباب خاصة العاطل، وهم من جعلوا من معاذ بلغواث، الذي لم يتجاوز مستوى الإعدادي، حاقدا على نفسه وعلى المجتمع والدولة، وهيؤوا له أسباب الهجرة ليصبح لاجئا.
رجل معتقل ومحكوم يستغرب إدراج اسمه في تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب، ويقول إنه أخطأ وهو يؤدي عقوبة ما ارتكبه بصدر رحب تطبيقا للقانون. ماذا بقي للخارجية الأمريكية أن تقوله إن كان صاحب الشأن يتبرأ من إدراج اسمه من غير وجه حق؟
كيف تقوم خارجية دولة عظمى بإدراج اسم شخص ضمن تقرير يرصد خروقات حقوق الإنسان بينما يتحدث المعني بالأمر عن خطإ ارتكبه ويؤدي ثمن خطئه؟ وما موقف الجمعيات وتريتورات حقوق الإنسان بعد أن اعترف المعني بالأمر؟ هل سيتراجعون أم سيستمرون في خلق حالات أخرى من الانهيار؟
ظل سؤال مطروحا علينا في "النهار المغربية" عمن يكتب تقارير الخارجية الأمريكية؟ وكان جوابنا، في الاحتمال الأكبر، هو أننا نحن من يكتب هذه التقارير. فليست أمريكا من يسيء إلينا ولكن نحن نسيء لبلدنا. هل شاهدتم كيف كان أحمد رضى بنشمسي منتشيا وهو يتحدث في القنوات التلفزية عن التقرير؟ بنشمسي الذي قدم نفسه على أنه مناضل حقوقي اعتبر ما جاء فيه قريبا من الكتب المقدسة. لكن ذكر الآخرين ونسي نفسه. متى كان مناضلا حقوقيا؟ ألم يكن صاحب مجلة ومجلات استفاد كثيرا من إشهارات شركات "مقربة" بتعبيره؟ أليس هو من أفشل المشروع والتحق بولي نعمته بأمريكا؟
أمثال هذا هم من يكتب تقرير الخارجية الأمريكية، الذي هو عبارة عن "كوبي كولي". مقالات صحفية منشورة في صحف ورقية ورقمية. تصريحات مغرضة وبيانات الجمعيات التي ترى بمنظار أسود ولا يهمها أن تتطور البلاد ولا يهمها أن يكون المتربصون بالوطن ينتظرون مثل هاته الفرص.
الجمعيات المذكورة اليوم تناضل على المقاس. الحالة التي يمكن أن تسيء للدولة والمؤسسات يسلطون عليها المجهر حتى تظهر للعالم، بينما حالة خولة التي حلق "الرفاق" شعرها وحاجبيها بجامعة مكناس فلا تدخل في أجندتهم وحتى المنظمات الدولية لا يهمها ذلك بل يهمها الإساءة للمغرب.