بادرت وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير الأمريكي في الرباط، دوايت بوش، عارضة أمامه حالات تثبت زيف ما ورد في التقرير الأمريكي وذلك بعد يوم واحد من بلاغ وزارة الداخلية التي هاجمت من خلاله تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب، ووصفت مضامينه بـ"الافتراءات الحقيقية".
وأفاد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية بأنه تم استدعاء السفير الأمريكي بالرباط اليوم، من قبل الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، بحضور المدير العام للدراسات والمستندات، ياسين المنصوري، في مقر وزارة الخارجية بالرباط.
وحسب المصدر الرسمي ذاته، فإنه "تم خلال هذه المقابلة أمام السفير الأمريكي استعراض ثلاث حالات تؤكد التلاعب الثابت، والأخطاء الفادحة المرتبطة بالوقائع في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان بالمملكة".
وأكدت وزارة الخارجية أن الحكومة المغربية تأمل ألا تنكر الخارجية الأمريكية هذه الحالات الملموسة، "كما أن المغرب الواثق من تأكيداته يمتلك أدلة أخرى على حالات أخرى، وهو مستعد لإثبات طابعها الزائف"، وفق تعبير المتحدث باسم الخارجية المغربية.
ووصف المصدر ذاته ما ورد في تقرير الخارجية الأمريكية بـ"المزاعم الخطيرة التي تعطي الانطباع بأن هذه المؤسسات لا تقوم بمهامها، بل وتشكل إهانة لالتزامها الفاعل ولتفاني أعضائها".
وتابعت الخارجية المغربية بأن "رد فعل المتحدث الأمريكي يؤكد شك المغرب بشأن مدى جدية الخارجية الأمريكية واستعدادها التعاون مع الحكومة المغربية، حتى تظهر الحقيقة التي نطالب بها بإلحاح، وتتم إدانة المناورات والأكاذيب".
وكان تقرير الخارجية الأمريكية، في شهر أبريل الماضي، تضمن انتقادات شديدة اللهجة لأوضاع حقوق الإنسان بالمغرب، موردا أن تقدما شهدته المملكة في المجال الحقوقيّ، بإصدار دستور متقدّم، "لكن الحقوق والحريات تبقى مغيبة على أرض الواقع"، وأن "هناك فجوة بين ما هو على الورق وما هو عملي".