بعد تغريدة مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، حول بوتفليقة والصورة التي وضعها، والتي ظهر فيها بوتفليقة في وضع صحي متردٍّ جدا بعيون شاردة، جاء كتاب جان لويس دوبري، وزير الداخلية الأسبق ورئيس المجلس الدستوري الفرنسي السابق، تحت عنوان "ما لا يمكن قوله"، ليؤكد أن صحة الرئيس الجزائري ليست على ما يرام، متسائلا هل بإمكان هذا الرئيس المريض أن يمارس وظائف الدولة والحكم.
وقال دوبري، الذي التقى بوتفليقة في 9 دجنبر من السنة الماضية لمدة ساعة كاملة، إنه بعد هذه الساعة من الحوار بل وطوال تلك المدة كان سؤال واحد يطرحه: هل بإمكان بوتفليقة ممارسة الحكم؟ وبعد أن وصف الوضع الذي وجده فيه، حيث التقاه في القصر الرئيسي البعيد شيئا ما عن العاصمة الجزائر، والذي يعتبر بمثابة مكان للتمريض، حيث كان متكئا على أريكة ويتحدث بصعوبة وصوته منخفض جدا وتم تركيب مكبر حتى يتم سماع صوته، بعد ذلك، قال إن بوتفليقة لا يمكن أن يمارس الحكم وأن الرجل منهك القوى.
وأضاف رغم أن بوتفليقة كان على دراية بكل ما يجري في العالم، فإنه تم اتخاذه غطاء من قبل عناصر من النظام و"عصابات" لإطالة أمد الحكم والاحتفاظ به، وفهمت أن الاحتفاظ ببوتفليقة رغم وضعه الصحي الكارثي على رأس الدولة، هو محاولة قصد تفادي الانشقاقات داخل النظام، التي يمكن أن تؤثر على الدولة وتؤدي بها للهشاشة خصوصا وأنها تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الانهيار الكبير لأسعار البترول.
إذن يحتفظون به لتفادي الحرب حول خلافته. بوتفليقة وطوال اللقاء كانت لديه صعوبات كبيرة في التعبير، وقال دوبري إنه كان يتوقف بين الفينة والأخرى ليشرب جرعة ماء، مضيفا أنه بذل مجهودات كبيرة كي ينجح في فهم ما يقول. ولم ينس بوتفليقة سؤاله عن الرئيس جاك شيراك، الذي قال عنه إنه تربطه به علاقات قوية، بينما قال إنه لم يكن يعرف هولند قبل انتخابه رئيسا، موضحا أنه كان مع التدخل الفرنسي في مالي بينما نصح أصدقاءه الفرنسيين بعدم التدخل في سوريا.
وكان فالس قد نشر عقب عودته مباشرة من زيارة للجزائر تغريدة على حسابه بموقع تويتر تضمنت تعليقا إيجابيا على العلاقات بين البلدين، وأرفقها بصورة تجمعه ببوتفليقة الذي بدا في حالة صحية صادمة.
والتقى مانويل فالس خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر عددا من الشخصيات السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ظهر في هذه الصورة على تويتر وهو في وضع يبدو متدهورا صحيا، حيث يبدو متعبا ونظراته تائهة وشاردة، في حين يظهر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس منشرح الأسارير واضعا ساقا على ساق.
الصورة تعتبر الأحدث للرئيس الجزائري الذي لا تظهر صور له في وسائل الإعلام المحلية إلا وهي مأخوذة من بعيد، ربما بسبب تدهور وضعه الصحي، فجددت التساؤلات بشأن قدرة بوتفليقة على الحكم وتسيير البلاد.
الصورة تناولتها بشراهة مواقع التواصل الاجتماعي إلى درجة السخرية فهناك من وضع مكان صورة السياسيين الاثنين صورا لأبطال السلسلة الأمريكية الشهيرة السمبسون تهكما من الوضعية الصحية الحرجة التي بدا عليها الرئيس الجزائري.