ركبت جماعة العدل والإحسان على تقرير منظمة مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة الذي صدر مؤخرا، وذلك من أجل استغلاله استغلال سياسيا. العدل و الإحسان تحدثت في بيان صادر عنها عن التراجع المضطرد لحرية الصحافة في المغرب مستدلة بتصنيف منظمة مراسلون بلا حدود.
جماعة العدل والإحسان وهي تتحدث عن حرية الصحافة، لا شك أنها تقصد بعض الأعداد التي تم منعها من طرف الدولة بسبب مضمون بعض الأعداد من قضايا تمس الرسول الكريم، أو بسبب بعض المضامين الأخلاقية المنحطة، وهنا يجب على الجماعة أن تؤكد ما إذ كانت مع استهداف النبي صلى الله عليه وسلم وتمرير خطاب أخلاقي منحط في الأعداد التي تم منعها.
ورغم أن جماعة العدل والإحسان التي أشهر زعيمها الإعدام الجماعي في حق المغاربة من أجل تحقيق الخلافة استنادا إلى حديث نبوي أخرج من سياقه، لم تكن في يوم من الأيام معنية بحرية الصحافة، فإنها انضمت إلى الطابور الخامس الذي يستغل مجموعة من الأحداث لتمرير الرسائل الخبيثة والتشهير بالبلاد، وتأييد طروحات الخصوم والأعداء.
جماعة العدل والإحسان التي أدمنت على معاكسة كل ما يتعلق بالتوجهات الرسمية في إطار عناد مبدئي يقوم على الإحراج والاستفزاز، لا يحق لها أن تتحدث عن التقرير الذي أصدرته منظمة بلا حدود و التي يعرف الجميع كيف تعد تقاريرها، كما أن حديث الجماعة عن التراجعات الخطيرة هو تبني لرؤية جماعة صغيرة تريد أن تفرض أجندتها الإعلامية على الدولة لخدمة مشاريع خارجية.
أما حديث الجماعة عن تضييق المخزن على الأقلام المغربية الحرة والمنابر التي لا تخضع لتعليماته، فهو مجرد مزايدة سياسية تريد من خلالها الجماعة الحصول على تعاطف بعض الأقلام والمنابر من أجل الدعاية لها بعد أن باتت الجماعة تشعر بالعزلة الإعلامية بسبب تعرضها للنقد والتحليل الذي يكشف فراغ المشروع السياسي للجماعة.
حديث الجماعة في بيانها عن محاكمة الصحفيين من قبل الدولة، لا يعكس واقع الممارسة الإعلامية بالمغرب، الذي يعرف هامشا كبيرا للحرية، كما أنه سن ترسانة قانونية متقدمة لتأطير الممارسة الإعلامية، مع حفظ حق الدولة في التصدي لكل محاولات المس بالأمن القومي للبلاد، وإثارة الفتن والنعرات، والمس بالوحدة الترابية للمملكة.
محمد البودالي