سقط القناع عن حقيقة علاقة البوليزاريو بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد عملية اختطاف رهائن غربيين من داخل مخيم الرابوني بتندوف ، وتأكد أن تحالف المهربين والإرهابيين والإنفصاليين، يشكل تهديدا حقيقيا في منطقة الساحل والصحراء.
مصدر أمني من دولة مالي أكد لإذاعة فرنسا الدولية أن عملية الاختطاف هي من تنفيذ عناصر صحراوية مقربة من مجموعة حكيم ولد محمد امبارك، الناشط في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مضيفة أن عناصر قريبة من مجموعة حكيم ولد محمد امبارك هي التي حددت موقع المتعاونين الأوروبيين الثلاثة، «وتابعتهم ثم اختطفتهم»، وهو ما أكدته يومية الباييس الإسبانية أمس الأربعاء والتي قالت أن «عملية الاختطاف نفذت بأمر من رئيس إحدى الكتائب (خلية إرهابية) العاملة بمالي يمكن أن تكون بقيادة مختار بلمختار وليس بتنفيذ مباشر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
المصدر الأمني المالي ذاته أكد أن العملية خطط لها «أمير الصحراء» مختار بلمختار (بلعور) ليتم تنفيذها من طرف عناصر صحراويين ينتمون للتنظيم بقيادة ولد محمد امبارك وهو صحراوي ينتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وسبق وأن تم اعتقاله بمالي سنة 2008 ثم تم ترحيله إلى موريتانيا التي كان مطلوباً لديها، وأثناء التحقيق معه اعترف بوجود شبكة للإستقطاب والتجنيد لصالح القاعدة داخل مخيمات الحمادة وتيندوف.
صحيفة «إيل باييس» الاسبانية في عدد الاربعاء إن «مختطفي المتطوعين الغربيين استفادوا من دعم الاجهزة الامنية التابعة للبوليساريو»، مضيفة أنه «من أجل عبور نقط المراقبة التابعة للجيش الجزائري والبوليساريو اعتمد المختطفون على دعم من الأجهزة الأمنية التابعة للبوليساريو».
ولحد الآن لم يظهر للمختطفين أي أثر، وأكد مراسل موقع «صحراء ميديا» في الشمال المالي نقلا عن مصدر وصفه بالشديد الإطلاع دخول المختطفين الثلاثة إلى الأراضي المالية، مساء الاثنين، وأن «الخاطفين نجحوا في الإفلات من محاولات توقيفهم قبل دخول معاقل تنظيم القاعدة شمالي مالي»، وهو ما أشارت إليه يومية «إيا باييس» أمس الأربعاء التي أكدت أن «المختطفين الثلاثة وصلوا ليلة الاثنين الثلاثاء إلى شمال تومبوكتو في مالي وهي المنطقة يسيطر عليها القيادي الجزائري مختار بلمختار الذي سبق أن اختطف سنة 2009 ثلاثة متطوعين إسبان في موريتانيا»،
الصحيفة الإلكترونية «إيل كونفيدينثيال» الإسبانية قالت أمس الثلاثاء أن «تراخي الجيش الجزائري في مراقبة مخيمات تندوف بسبب تكثيف تواجده بشوارع الجزائر مخافة انتقال عدوى الثورة التونسية، قد يكون السبب وراء تسلل عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى مخيم الرابوني حيث مقر القيادة العامة للبوليساريو»، مضيفة أن «تمكن الخاطفين الذين كانوا يرتدون زيا عسكريا من اختراق منشآت تخضع لرقابة محكمة من قبل ميليشيات على متن سيارات ذات الدفع الرباعي، يوحي بأن مرتكبي عملية الاختطاف تلقوا مساعدة من قبل عناصر من البوليساريو».
كلود مونيكي رئيس المركز الاوروبي الاستراتيجي للاستخبارات والأمن ومقره ببروكسيل ، أكد أول أمس الثلاثاء، أن «اختطاف متطوعين أوروبيين (اسبانيان وإيطالية) يوم الأحد الماضي بمخيمات تندوف، يفضح بجلاء التواطؤ البديهي بين البوليساريو وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، إن «هذا الاختطاف لا يفاجئني على اعتبار أن المركز ندد دوما بالتواطؤ القائم بين البوليساريو وإرهابيي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي».
المركز الاوروبي الاستراتيجي للاستخبارات والامن نشر في 2008 تقريرا حذر فيه حالة «التفسخ المتقدم» التي أصبح عليها البوليساريو والتي جعلت منه تهديدا حقيقيا للاستقرار الإقليمي. وأشارإلى علاقة التكامل بين البوليساريو والمنظمة الارهابية (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) بالنظر إلى حاجة هذه الأخيرة لمراكز احتياط محلية وحاجة الحركة الانفصالية إلى الاستفادة من دعم مالي وتجديد ايديولوجي يوفره الاسلام المتطرف مما يمكنها من إعادة شحن قاعدة أخذ منها الملل مأخذه بعد 35 سنة من وعود لم تتحقق»، لذلك دعا إلى الحد من بؤر التوتر بالمنطقة بما فيه ذلك الذي يغذيه البوليساريو الذي يظل اليوم سرطانا يتعين علاجه للحيلولة دون تحول المخيمات التي يسيطر عليها إلى قاعدة لانتشار الارهاب والفوضى بهذه المنطقة التي هي في أمس الحاجة إلى الأمن والاستقرار».