لم يسبق للملك محمد السادس أن قالها بهذه الجرأة:"إن المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف. فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه، وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب".
وقد اعتبرت هذه أخطر فقرة وردت في خطاب الملك محمد السادس في القمة الخليجية في الرياض، خاصة وقد سبقتها فقرات أخرى تتحدث عن الأخطار المحدقة بالصحراء بسبب المخططات التي يرعاها بعض المستشارين السياسيين للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون".
ولكي تصبح الصورة أكثر خطورة، قال الملك في نفس المناسبة إنه "حان وقت الصدق والحقيقة، إن العالم العربي يمر بفترة عصيبة، تعيشها بعض الدول، ليس استثناء وإنما يدخل ضمن مخططات مبرمجة، تستهدفنا جميعا، وأن الدمار الذي عرفته بعض الدول في المشرق يزحف نحو الغرب لاستهداف الصحراء المغربية".
ولم يعد خافيا أن الخطاب كان يقصد الولايات المتحدة الأمريكية، التي تضغط في هذه الأيام من أجل إدامة النزاع في الصحراء، بفرض حل تقرير المصير وتنظيم الاستفتاء، ومحاولة إقبار مقترح الحكم الذاتي.
ووردت أيضا فقرات أخرى مليئة بالإشارات من مثل التي يتحدث فيها الملك عن خلط الأوراق لإشعال الفتنة في المنطقة:"ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية، غير أن هناك تحالفات جديدة ، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة محاولات لإشعال الفتنة، و خلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل وعلى الوضع العالمي".