من هم أعداء المملكة المغربية ؟ وأين يتمركزون؟ ألم يقل المفكر المغربي عبدالله العروي إن المغرب محاصر في محيطه الإقليمي.
فبين الجزائر قيادة سياسية وعسكرية والجارة الشمالية إسبانيا، التي وإن تحسنت علاقاتها مع الرباط، إلي أن هناك شخصيات سياسية ما تزال تكن عداءا كبيرا للمغرب، وهناك أيضا أعداء وراء المحيط الأطلسي، ينتظمون في مجموعة تعاكس مصالح المغرب سواء في البرلمان الأوروبي أو في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بعض الدول المشاكسة.
في هذه اللائحة نتعرف على بروفايلات أبرز أعداء المملكة المغربية:
بوتفليقة: عقيدة بومدية الحية
ابن مدينة وجدة، تربى ودرس فيها وعايش الواقع المغربي عن قرب إبان حرب التحرير الجزائرية 1954-1962، وهو أقرب شخصية اطلاعا على مدى الدعم الذي قدمه المغرب لتحرير الجزائر، لكن عداءه المستفز للمغرب ووحدته الترابية ونظامه السياسي أنهى أقرب أصدقائه إبان حرب التحرير والاستقلال.
شغل منصب وزير الخارجية للجزائر إبان حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، ويعد أحد مهندسي ملف الصحراء.
وقاد الدبلوماسية الجزائرية بشراسة لانتزاع اعتراف بلقيط الجزائر جبهة البوليساريو، التي صنعت في دوائر المخابرات والجيش الجزائري.
غاب عن المشهد السياسي الجزائري عقب وفاة الأب الروحي له هواري بومدين قبل أن تعيده المؤسسة العسكرية للواجهة عقب استقالة لمين زروال سنة 1999 بعد رفض كبار الجنرالات لتوجهه الجديد، الراغب في إحداث انفراج سياسي يخرج الجزائر من دوامتها الدموية أو ما يعرف بالعشرية الدموية.
الجنرال محمد إلياس مدين: الحاكم الفعلي للجزائر
يعد الجنرال توفيق مدين من أخطر جنرالات الجزائر، ويعتبر في نظر البعض الحاكم الفعلي للجزائر عقب أحداث استقالة الرئيس الشاذلي بنجديد في يناير 1992، بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالجبهة الإسلامية، ودخول الجزائر في حرب دموية مع الجماعات الإسلامية المسلحة، ويتولى هذا المنصب منذ سنة 1990، وهو أقدم جنرالات الجزائر الذين حافظوا منهم الحساس.
يتحكم الجنرال محمد بمدين بالأمن الداخلي والاستخبارات الخارجية وأمن الجيش، ويلعب دورا خطيرا بحكم هذا المنصب في التحكم في النظام السياسي والعسكري الجزائري، وبفضل شبكته الواسعة وتأثيره الكبير على الأحزاب ووسائل الإعلام ولوبيات رجال الأعمال والتيارات المختلفة للجيش.
صعد نجمه عقب مقتل الرئيس محمد بوضياف، حيث تتحدث بعض المصادر عن دور له في هذا الاغتيال بسب فشل تحالف محمد بوضياف وقاصدي مرباح للقيام بانقلاب ضد قيادة الجنرال محمد العماري وقيادة المخابرات محمد مدين، حيث قاد هذا الأخير الانقلاب ضد الجميع وتم اغتيال الرجلين. ومنذ ذلك التاريخ أصبح الحاكم الفعلي للعبة الأمنية والعسكرية والسياسية.
عبدالعزيز المراكشي: رأس الحربة
محمد عبدالعزيز زعيم جبهة البوليساريو، لقبه الملك الراحل الحسن الثاني بعبد العزيز المراكشي، لأنه من مواليد سنة 1948 بمدينة مراكش، وفيها تلقى تكوينه الأولي والثانوي، قبل أن ينتقل إلى مدينة الرباط لاستكمال تعليمه الجامعي. يعد رأس حربة المعادين للمغرب، بعد تزعمه لأكبر حركة انفصالية في التاريخ الحديث تطالب بانفصال جنوب المغرب عن شماله.
ظل على رأس الجبهة منذ مقتل مؤسسها الولي مصطفى السيد سنة 1976. ولعب عبدالعزيز دورا محوريا في إطالة أزمة ملف لصحراء الذي هو نتاج الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي المنهار.
كان أحد أبرز القيادات العسكرية التي خاضت معارك طاحنة ضد الجنود المغاربة خلال حرب الصحراء التي امتدت لأزيد من عقدين من الزمن، كما كان أبرز المحققين الذين استنطقوا وأشرفوا على تعذيب الأسرى المغاربة بشهادة العديد منهم.
محمد لمين لبوهالي: رجل السلاح والنار
يأتي في المرتبة الثانية من حيث العداء للمغرب داخل جبهة البوليساريو، وزير الدفاع وأحد أبرز القيادات العسكرية داخل الجبهة، متمرس على حرب العصابات بحكم السنوات الطويلة التي قضاها محاربا سواء خلال مناهضة تواجد القوات الإسبانية التي كانت تحتل المناطق الجنوبية لمغرب، أو قيادته للمليشيات المسلحة التي خاضت حروب الكر والفر ضد عناصر القوات المسلحة الملكية التي قامت بالانتشار بالمناطق الجنوبية بعد انسحاب الإسبان منها.
تلقى تكوينه العسكري عل أيدي الجيش الجزائري، ورغم توقف الحرب تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار بين المغرب والجبهة سنة 1991، بقيت اللغة الوحيدة التي جيدها البوهالي هي التلويح والتهديد بالعودة لحمل السلاح.
خوسيه ماريا اثنار: الرئيس الذي حلم بالحرب مع المغرب
قد يكون زعيم التيار السياسي الإسباني المتشدد تجاه المغرب، فمنذ الاستقلال والرئيس السابق للحكومة الإسبانية، وإلى يومنا هذا، والمراحل التي كان فيها رئيسا للحكومة، عرفت مستويات من التوتر الشديد ين البلدين، بل إن من بين المحللين من يعتبرون فترات التوتر التي عرفتها فترة حكمه، أشد وأقوى من فترة حكم الجنرال فرانكو.
مسار أثنار في السياسة والحكومة يؤكد معارضته الشديدة للمملكة المغربية، ليس فقط حينما قرر مواجهة المغرب في قضية جزيرة ثورة، التي تطلبت تدخل دول عديدة، من فرنسا إلى أمريكا، من أجل حلها، لكن أثنار سيستمر على نفس المنهج حتى بعد أن غادر الحكومة الإسبانية، وذلك من خلال ترؤسه لـ"مؤسسة التحليل والدراات الاجتماعية" حيث استمر في إنتاج خطاب سياسي يصنف المغرب كمصدر للخطر، ليس من مرجعية سياسية فقط، ولكن من أصول دينية.
وبلغ به العداء للمغرب حد اعتبار أن الإسلام هو الخطر بعينه، وقد قال في ندوة سابقة بواشنطن "إن مشاكل إسبانيا بدأت مع تنظيم القاعدة ومع وصول طارق بن زياد إلى الأندلس". وهو التصريح الذي إن أثار سخرية الكثير من المعلقين، إلا أنه كشف عن عمق الرؤية السياسية المتشددة، والتي يغلب عليها أيضا الامتداد الديني.
ويلي ماير: الشيوعي الذي لا يهمه إلا معاداة المغرب
ثعلب السياسة الإسبانية تجاه المغرب، على الرغم من أن اسمه يحيل على جذور ألمانية. هو مدافع شرس عن المصالح الإسبانية، وفي نفس الوقت معاد شرس للمصالح المغربية، ويستطيع اليوم أن يدير قضايا استراتيجية بين المغرب وإسبانيا في الخفاء، وهو الذي شرب قواعد الصراع في المشهد السياسي الإسباني منذ أن التحق بالحزب الشيوعي الإسباني سنة 1970، أي في الفترة التي كانت إسبانيا تتنفس بأوامر الجنرال "فرانكو" وكان من نتيجتها أن زار زنازين السجون هناك مرتين، وتم نفيه لمناطق بعيدة عدة مرات.
وجه ويلي ماير معروف بالنسبة لمسؤولي المملكة الشريفة وهو الذي زار مدينة العيون في مناسبات عديدة ومختلفة، ليس من أجل الاستطلاع كما كانت تدعي اللجان الإسبانية، التي كان أحد أعضائها، ولكن من أجل زيارة خاطفة يليه تقرير عاصف يسلم إلى مؤسسات الحزب في إسبانيا، وترسل نسخة منه مزيدة ومنقحة منه إلى هياكل البرلمان الأوروبي لمزيد من الضغط على المغرب.
ينتمي ويلي ماير إلى منطقة الأندلس، حيث يمثلها في البرلمان الأوروبي، وهو أحد النشطاء الفاعلين في حزب اليسار الموحد الإسباني، الذي يتبنى مواقف راديكالية في ملف الصحراء المغربية.
ويعد هذا الحزب الدعامة الحقيقية لجبهة البوليساريو في إسبانيا، سواء من خلال توفير دعم لوجستيكي للتحركات والدعاية، أو من خلال الحرص على استحضار نزاع الصحراء المفتعل في البرلمان.
سوزان رايس: حقوق الإنسان في خدمة الانفصال
تعرف المغاربة على سوزان رايس، الممثلة السابقة للولايات المتحدة الامريكية في الأمم المتحدة، عندما طالبت بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الإنسان.
وسوزان إليزابيث رايس، المزدادة سنة 1964، تعد أول أمريكية من أصول إفريقية تعين سفيرة لأمريكا بالأمم المتحدة، وكانت المرشحة القوية في لائحة أوباما لشغل منصب وزيرة الخارجية، لكن رغبة باراك أوباما اصطدمت برفض الجمهوريين في مجلس الشيوخ واختار مضطرا أن يعينها بدل وزيرة مستشارة للأمن القومي الأمريكي.
على إثر ما اعتبر مبادرة منفردة من سوزان رايس لتوسيع مهام المينورسو بالمغرب لتشمل حقوق الإنسان، ألغى المغرب المناورات العسكرية السنوية بينه والولايات المتحدة الأمريكية، التي يطلق عليها "الأسد الإفريقي".
كيري كيندي: التحيز الحقوقي
ماري كيري كيندي اشتهرت بدفاعها عن لواء ما يسمى بجبهة البوليساريو واحدة من الأمريكيين المدافعين عن الطرح الانفصالي في جنوب التراب المغربي.
ظلت كيري، رئيسة مؤسسة روبرت كيندي لحقوق الإنسان، تجعل من تقارير مؤسستها حول الصحراء المغربية والنزاع المفتعل حولها منحازة، وجعلت كيري كيندي طرحها ومعالجتها للقضية أشبه بالدفاع عن البوليساريو، وأقرب إلى القول بأن المغرب لا يحترم حقوق الإنسان.
لذلك فإن التقارير الصادرة عن مؤسسة كيندي، والتي يمكن إدراجها في خانة "الجاهزة" ظلت دوما تتحامل على المغرب وتناقض الطرح المغربي الرامي إلى اعتماد مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.
كيري خريجة جامعة براون وحائزة على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة بوسطن.
تقدمها سيرتها الذاتية على أنها ناشطة حقوقية منذ 1981 وقادت عددا من البعثات الحقوقية إلى دول من قبيل فلسطين وهايتي وكينيا وإيرلندا الشمالية وكوريا الجنوبية.. من خلال مؤسسة روبرت كيندي لحقوق الإنسان التي قامت بتأسيسها في العام 1980.
قبل سنة واحدة اعتقلت في الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية مشاركتها في حادثة سير بسيارتها في نيويورك تبين أنها كانت تسوقها تحت تأثير مخدر لم تكشف السلطات عن اسمه.
ولعل أبرز فضائح كيري كيندي في تقاريرها الصادرة حول المغرب استعمالها لصور الثورة التونسية كلقطات لواقع الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي تم استنكاره والتنبيه إليه دون أن تعود سليلة آل كيندي غلى تصحيح الخطأ وإدراج الصواب في تقريرها حول واقع حقوق الإنسان بالمغرب.