رفعت جماعة العدل والإحسان من وتيرة استهداف إمارة المؤمنين بالمغرب، مما يؤكد وجود نوايا مبيتة للجماعة للإساءة إلى النظام وإضعافه.
جماعة العدل والإحسان التي تخوض معركة استنزاف مفتوحة منذ أربعة عقود تهدأ تارة ثم تشتعل تارة أخرى، لم تغير أسلوبها رغم اعتمادها على مناورات مختلفة تروم اختبار النظام تارة، وابتزازه تارة أخرى، وتركيعه، دون أن تنجح.
وفي ظل تاريخ طويل عريض من الصراع المفتوح بين الجماعة والنظام، لم تتمكن خلاله الجماعة من التمدد خارج قواعدها التقليدية، ولم تتمكن من كسب أي مساحة في المشهد السياسي المغريي، بعد أن جاهرت مختلف التنظيمات السياسية والنقابية برفضها لرؤية الجماعة لعدد من القضايا المرتبطة بالموقف من النظام، وإمارة المؤمنين، ومدنية الدولة.
هذا الموقف الذي أدى عمليا إلى عزلة الجماعة ردت عليه بمزيد من التطرف الذي عبر عن نفسه مؤخرا بقوة من خلال خرجات إعلامية منفلتة تعكس تماهيا كبيرا مع الإرهاب وأرضيته التكفيرية ومهاجمة إمارة المؤمنين، وتصدير مواقف وإشارات مريبة إلى درجة تضع الجماعة في صدام حقيقي مع المجتمع
هذا الصدام الذي أخذ أبعادا مختلفة بلغ في الآونة الأخيرة مستويات مقلقة ترتبط بالأساس بالخلفيات التي تحرك الجماعة والتي أعلنت عن نهجها المعادي للنظام متجاوزة الخطوط المسموح بها في إطار المعارضة والاختلاف إلى العداء ومحاولة المس بالنظام واستقراره وأداء وظائفه الدستورية.
توالي خرجات قادة الجماعة ونسقها التصعيدي، يؤكد أن هذه الأخيرة لم يتبق لها سوى المرور إلى مرحلة تنفيذ أجندتها وإنهاء أسلوب التقية وإعلان مواقف صريحة لا لبس ولا مزايدة، وتتحمل مسؤوليتها السياسية بعد أن اختارت الصدام مع النظام الشرعي والذي يعتبره المغاربة صمام أمان للوحدة الوطنية.
لقد جربت العدل والإحسان هذا الأسلوب وفشلت، ثم استكانت إلى الخرافة والوهم، واليوم تعود بنفس الأهداف وبنفس الأساليب لأن الجماعة ببساطة لا تقرأ التاريخ جيدا.
محمد البودالي