قال محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، "التدين الذي نفهمه في الإسلام وتكون لإمارة المؤمنين مهمة السهر عليه هو نشر الفضيلة ومعاني الصدق والعدالة الاجتماعية والأمانة وحفظ الكليات الخمس والعدل في الحكم وفي القضاء وفي تقسيم الأرزاق عبر تكافؤ الفرص وحق الشعب جميعا في الثروة الوطنية ،وحفظ هذه الثروة من التبذير ومن التهريب بملايير الدولارات نحو عدة مناطق معلومة ومجهولة في العالم، واستقلالية المساجد عن السلطة وعن التيارات السياسية ومحاسبة الحاكمين ..فأين يتجلى هذا النموذج المغربي من هذا التدين؟ وأين نجاحه؟ وأين دور إمارة المؤمنين في رعايته ؟ أين حفظ مال الأمة؟ وأين حفظ العقل من المخدرات؟ وأين حفظ العرض من الفساد والإفساد ؟ إذا كان يقصد بنجاح النموذج المغربي في التدين هو احتكار تدبير ما يسمى الشأن الديني وتكميم أفواه العلماء وتنميط المواعظ وخطب الجمعة وترهيب الخطباء ورعاية "إمارة المؤمنين " لمهرجان موازين الذي تصرف عليه الملايير من قوت الشعب".
قبل أن نتحدث عن تمثل جماعة العدل والإحسان لهذه القيم، نريد أن نقول للعبادي، عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، إن العلم يقتضي أن تكون عارفا بأن "حفظ الكليات" الخمس هي من إبداع أبي إسحاق الشاطبي في كتابه الموافقات، ولكنك أيها الموتور لا تعرف أنه كتب مؤلفاته في ظل انهيار حكومات الأندلس، وكان يريد الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه.
لو كان عبادي وفيا لشيخه فقط دون باقي عباد الله لعلم أن عبد السلام ياسين، مؤسس الجماعة، كتب عن مطالب الشريعة منتقدا صيغة الحفظ في كتابه نظرات في الفقه والتاريخ، ولو كان عبادي فعلا يؤمن بمقاصد الشريعة كما أصل لها الشاطبي رحمه الله لاعتبر ما يجري اليوم في المغرب هو من صميم مقاصد الشريعة، أليس من مقاصد الشريعة إقامة دولة العدل ورعاية مصالح المواطنين؟ أليس من مقاصد الشريعة ضمان قوت العباد من خلال المشاريع الكبرى، وحفظ الأمن والأمان؟ نعم ذلك من المقاصد الكبرى لكن الجماعة تفهم المقاصد برؤية القرون الوسطى.
جماعة العدل والإحسان التي لا يعجبها شيء، كان عليها أن تتمثل هذه القيم والسلوكات في مسارها اليومي. لكن الواقع يقول عكس ذلك، ويؤكد أن الجماعة تحولت من جماعة الدعوة إلى الله إلى عش للشذوذ الجنسي والسحاق وأكل أموال الناس بالباطل.
لقد تأكد أن الجماعة تضم في جنباتها العديد من المرضى النفسانيين، وكم من مرة تم ضبط حالات من الشذوذ بين أعضاء الجماعة والسحاق بين عضوات الجماعة، حيث تتحول اللقاءات إلى جولات من الاحتكاك بين الأفراد قصد تحقيق المتعة المحرمة.
وتعمل قيادة الجماعة على استغلال فقراء التنظيم ماديا، حيث يتم استخلاص مشاركات شهرية يستأثر بها الزعماء، وفي الجانب المالي حدث ولا حرج. فالعديد من أعضاء الجماعة متورطون في شيكات بدون رصيد.
هذه هي جماعة العدل والإحسان، التي تزعم أن قيم الدين غير محافظ عليها بالمغرب، وهي وكر لكل أنواع الشذوذ والسحاق وأكل أموال الناس بالباطل.
حمو المعاشي