بعد تراجع محمد عبادي زعيم العدل والاحسان عن تصريحه المبطن ب"الدعوشة"، وذلك حين أعلن بأن المسلمين -يقصد المغاربة- لا يمكنهم العيش بلا خلافة لمدة ثلاثة أيام، ومن لم يفعل ذلك، "تقطع عنقه".. أي تحريض صريح على الفتنة، و الاقتداء بالسيف اصدق أنباء من الديمقراطية سيرا على هدى الجاهلية " الداعشية"..
هاهو ذا الزعيم المتشدد يتراجع، عن تصريحاته، وفي أقصى تمظهرات النفاق السياسي، ويعود الى كهوف "الدروشة"، بعدما جربّ، و"دقّ خزان" دعوشة المغرب، أياما فقط، "تغير الأفعى جلدها"، كما يقول الفيلسوف الألماني نيتش لأنها "اذا لم تفعل تهلك".
ان السياسة قد تكون بلا أخلاق عند جماعة العدل والاحسان، وتجاوزا نقول انها براغماتية، حسب المفهوم الاسلاموي للمتشددين والدمويين و الكهف وتخاريف القومة في سنة 2018،وذلك بالرغم من أن التاريخ سفههم مرات عديدة وكان وقتئذ الزعيم هو الراحل عبدالسلام ياسين و كشف الشعب هراء تباشيره بقومة ستطيح بنظام الحكم وتقام دولة الهلوسة والاساطير الخرافية، وهي المسماة بالخلافة الاسلامية في سنة 2006.
نقول اذا كانت الجماعة، تلعب على الحبلين بيد تسبح ويد تتهيأ للذبح، وحسب فهمها أن السياسة بلا أخلاق لكنها بلاضمير، فاننا نقول لها بان المغرب الذي استعصى تاريخيا على الأترك العثمانيين بايديولوجتهم الاسلامية السياسية، هو نفسه الذي الذي لازالت رايته خفاقة بكبرياء ومعاندة ومكافحة للفكر الدموي، وديماغوجية المتشددين الدينيين، ويقف سدا حصينا برجاله البواسل وشعبه الجبار وبقيادة ملك شاب وحكيم، ليس أمام العبادي وجماعته وانما الدواعش وترسانتها الارهابية..
لتحاول أن تجرب الجماعة قطع الررؤوس، ونحن نعلم أننا سنكون الأولين بمن ستفعل ذلك، مثلما فعل الخميني بايران، ونعلم أنها لن تصل الى مبتغياتها واثارة الفتنة في صفوف المغاربة، والدليل أنها جربت كلّ أنواع السموم والنعرات الدينية والسياسية والاجتماعية ولم تصل سوى الى خرابها..
ان الخرجة الاعلامية لزعيم الجماعة، هي محاولة يائسة للعودة الى مسرح الأحداث، بعد أن ألقت 20 فبراير وأوهامها بالعدل والاحسان الى مزبلة التاريخ و هي اليوم تحتضر ولم يعد لها ما يبرر وجودها تجاوزها التاريخ والزمن..لكن اذا كانت قد فقدت كلّ شيئ واحرقت أوراقها فلا يسعنا الا أن ندعوها الى عدم إحراق الحد الأدنى في الأخلاق وهوالضمير فالمغرب محتاج الى الصدق في الفعل والقول وليس النفاق