يحاول محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان إطفاء النار التي اشتعلت في تلابيبه عقب التصريحات الأخيرة التي أطلقها حول إقامة "الخلافة" و "ضرب الأعناق" في ثلاثة أيام، وهو الكلام الذي لقي شجبا كبيرا لدى الرأي العام لما يحمله في ثناياه من دعوة صريحة لـ "الدوعشة" والإرهاب.
محمد عبادي، أراد التنصل مما سبق أن قاله بعظمة لسانه، فادعى في حلقة خاصة بثثتها قناة الشاهد:لما نتحدث عن الخلافة لا نتحدث عن الخلافة في المغرب، ولا يمكن أن تقوم إلا على أرض المسلمين جميعا وأنها "لن تتحقق من خلال العنف"... هكذا
ويشكل هذا الكلام انقلابا على ما سبق أن صدر عن محمد عبادي، فقد كان تصريحه الأول واضحا لا غبار عليه، أما استدراكه فما هو إلا محاولة يائسة لذر الرماد في العيون، وسعي إلى التضليل، حتى ولو اقتضى الأمر التشكيك في صحة ما استشهد به.
لقد كشف الأمين العام للعدل والإحسان عن الوجه الحقيقي للجماعة المحظورة، لذلك سارع قياديوها إلى محاولة الإلتواء على مضمونه، حيث اعتبروا أن كلام عبادي " أسيئ فهمه"، إلا أن ادعاءاتهم لم تقنع أحدا، وها هو أمينهم العام يتجند بنفسه لدرئ الشبهة عنه.
لقد شن عبادي حملة ضد مجتمع بكامله بتهديده في أمنه واستقراره، وكان يريد أن يمر هذا الكلام مرور الكرام، لكن الرأي العام تصدى له لما تحمله "رسالته" من تهديد حقيقي، لكن يبدو أن صدره ضاق بالرد عليه...
لا يا سيد عبادي المغرض هو من يحرض على الفتنة، لا من يفضح مخططات جماعة العدل والإحسان، وأساليبها في دس السم في العسل.
لقد كانت تصريحات عبادي بمثابة بالون اختبار ، غير أن يقظة المجتمع جعلته يتراجع إلى الخلف، وأن يتوارى وراء الخلافة على أرض المسلمين، وأن يجتهد ليخرج رأسه من ثقب ضيق جدا في حائط جدار الإجماع الوطني...
إدريس شكري