أفردت غالبية الصحف العربية الصادرة الأربعاء، مساحات واسعة على صفحاتها لتغطية تشييع ولي العهد السعودي، الأمير سلطان بن عبد العزيز، إلى مثواه الأخير، ومشاركة العديد من قادة العالم في مراسم الجنازة، والتي تزامنت مع إعلان المجلس الانتقالي في ليبيا دفن جثة الزعيم الراحل، معمر القذافي، في مكان سري بالصحراء، بالإضافة إلى العديد من القضايا والأحداث الأخرى.
الشرق الأوسط:
أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط" عنواناً رئيسياً على صفحتها الأولى يقول: ديفيد كوهين: أدلة الاتهام في مؤامرة اغتيال السفير السعودي بواشنطن ثابتة ولا يشوبها الشك.. المسؤول الأمريكي عن مكافحة تمويل الإرهاب: سنشدد العقوبات على سوريا ونعمل على عزل إيران.
وكتبت الصحيفة في التفاصيل: أعلن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة تسعى لنيل تأييد أوروبا لتشديد العقوبات على إيران، رداً على خطة قالت إن طهران رسمتها لقتل عادل الجبير سفير السعودية في واشنطن.
وقال ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخزانة المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية، إنه اجتمع مع مسؤولين بريطانيين في لندن أول من أمس، "لبحث فرض عقوبات جديدة تركز على منع دخول إيران النظام المالي العالمي."
وأضاف في لقاء مع عدد محدود من ممثلي الصحافة العربية والبريطانية: "يجب أن تُحاسب إيران على هذا المخطط"، مشيراً إلى الخطة التي ذكرت الولايات المتحدة أن طهران وضعتها لقتل السفير السعودي في هجوم تفجيري.
وأكد في السفارة الأمريكية بلندن لـ"الشرق الأوسط" أن الاتهامات الموجهة إلى منصور أربابسيار، المتهم الرئيسي في مؤامرة اغتيال السفير السعودي، ثابتة بالأدلة من قبل المباحث الأمريكية ولا يشوبها الشك.
القدس العربي:
وفي الشأن الليبي، أبرزت صحيفة "القدس العربي" عنواناً على صفحتها الرئيسية يقول: الأزهر ينتقد الطريقة التي عوملت بها جثة القذافي.
وذكرت تحت هذا العنوان: قال الأزهر، وهو أرفع مؤسسة دينية سنية في مصر الثلاثاء، إنه ينبغي احترام الموتى ودفن جثثهم، في انتقاد واضح لعرض جثة الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي، وتركها تتحلل عدة أيام بعد مقتله.
ولم يتضمن بيان للأزهر، نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، ذكراً لاسم القذافي.. لكنه أشار إليه بوضوح قائلاً إنه صدر رداً على "أسئلة كثيرة" وردت للأزهر بخصوص "ما حدث ويحدث في دائرة العنف، الذي مارسته وتمارسه بعض الأنظمة المستبدة إزاء الشعوب العربية التي انتفضت سلمياً.. وما حدث ويحدث من إجهاز على الجرحى، وإهانة الجثث والقتلى."
وقال البيان إن الأزهر يذكر "كل الأطراف بالموقف الإسلامي الثابت، الذي يحرم ويجرم المعاملة غير الإنسانية للجرحى، والتمثيل بجثث القتلى، أو إبقاء جثثهم من غير دفن".. وقال بيان الأزهر "إن الله كرم الإنسان حياً وميتاً وسن للحروب أخلاقيات إنسانية".. مشدداً على أنه ينبغي لكل مسلم "أن يراعي هذه الأخلاقيات، ويحافظ على كرامة الموتى، التي هي فرائض دينية وأعراف إنسانية."
الحياة:
وفي الشأن السوري، عنونت صحيفة "الحياة" صفحتها الأولى: وفد الجامعة العربية يلتقي الأسد اليوم والعربي يدعو إلى إصلاحات "حقيقية".. المعارضة ترفض الحوار مع النظام "طالما يستمر القتل."
وجاء تحت العنوان: أكد الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، أن الوفد الذي شكله مجلس وزراء الخارجية العرب، برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وعضوية وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان وقطر، والأمين العام للجامعة، يصل اليوم إلى دمشق من الدوحة، ويلتقي الرئيس بشار الأسد بعد ظهر اليوم.
وقال العربي لـ"الحياة" إن العناوين التي يحملها الوفد "موجودة في مبادرة وزراء الخارجية العرب، وتتلخص في وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين، والبدء في حوار سياسي شامل" بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأعرب عن أمله في "أن تقبل القيادة السورية هذه المبادرة، وتبدأ بمشروع حقيقي للإصلاح السياسي".. وقال إنه "لا يدري" ماذا يمكن أن يحصل إذا لم تبدأ القيادة السورية بهذا الإصلاح.
وعن لقاءاته مع المعارضة السورية، قال: "اتصلت بكل المعارضة السورية، وقابلت عدداً كبيراً منهم، والتقيت أعضاء المجلس الوطني السوري، وهذا (اللقاء مع المعارضة السورية) تسبب في نوع من عدم الاتفاق بيني وبين الحكومة السورية.. أنا أعتبر أن من صلاحيات الأمين العام للجامعة أن يلتقي أي شخص من المعارضة، ما دام يمثل معارضة سليمة.. ونفى أن يكون أعضاء اللجنة العربية التقوا المعارضة السورية.. وقال "لا، لم يجتمعوا بالمعارضة، أنا الذي اجتمعت معهم."