في بلد يضرب أهلها الكلاب الضالة بالحجارة، أو يمنعونها من المضاجعة في الشارع العام بتهمة عدم المساس بالحياء، كانت هي تسير مرافقة بأكثر من ثمانية كلاب من كل الأنواع. تجرهم وراءها وتسير. إلى أين ؟ لاأحد يدري، لكن قلة قليلة من البيضاويين أو من سكان كازا لم يروها يوما تذرع الشوارع رفقة جرائها.
قتلتها الإشاعات أكثر من مرة، ثم كان ماكان من تأكيد يوم الإثنين وخبر ماريس يأتي أن العاطفة الأولى على هاته الحيوانات الضالة قد لقيت حتفها.
لسبب لا أعلمه فكرت طويلا في جراء ماريس وكلابها. “آش غادي يدير بيهم الله؟”. لم أستطع أن أمنع نفسي من هذا التفكير وقلت إن رحمة الناس بهم هنا ستكون كبيرة. سيقتلون أو سنضربهم جميعا بالحجر، ولم لا؟ قد يصور بعض مرضانا معهم فيديو يلقون به في اليوتوب لكي يحققوا به أعلى نسب المشاهدة
تماما مثلما ألقى من ألقى بالقايد في اليوتوب وتركه فرجة للجميع. علمنا عبر المواقع، وهذا الأمر هو الواقع، أن القايد أعجبته سهام، وأن رشيد أرسلها إليه، وحين ألقى الزوجان عليه القبض كانا يريدان البناء المجاني، مثله تماما هو الذي أراد “بناء مجانيا” من نوعي آخر
القايد لم يبن بسهام حسبما قالت هي لأنها “مشات تصيد الساعة تصيدات واليوم الأحد ماكاين أحد هي اللي بغات” مثلما ترنمت الأغنية، ورشيد في السجن، واللجنة التأديبية ستستمع إلى سعادة القايد وهو يعاني من كل هاته التعاسة قبل أن تقرر طرده، ونحن شاهدنا الشريط في اليوتوب وقلنا جميعا “هل من مزيد؟”
اكتشفنا أن نار الفرجة التلصصية فينا مثل حطب جهنم لا ينطفئ جوعها أبدا، وبالتأكيد سنجد من يحمل لنا في المقبلات أشرطة أخرى تثير الجموع.
تماما مثلما أثارتها ضربة رأسية وجهت للشعيبية في ملحقة إدارية بأناسي بالبيضاء. قال القائل إن الممثلة الشهيرة أرادت تجاوز الصف بشكل غير قانوني، فالتقت هناك “شعيبية” حقيقية لم تتقبل، وانتهت الحكاية بأشعة في مستشفى الشيخ زايد بالدار البيضاء، وبخبر ذاع وشاع بين الناس عن أنف الممثلة الذي أصبح حديث الخاص والعام.
في بني ملال لم يتحدثوا الإثنين عن الأنف لكن عن ثديين لم يكتب للجموع أن تراهما بالكامل، بعد أن سارع رجال الأمن إلى إخفائهما فور إشهارهما من طرف ناشطتين من فيمن اعتقدتا أن أفضل طريقة للاحتجاج على تعرية مثليين في بني ملال وضربهما هي التعري مجددا.
لحسن الحظ القضاء في هاته النازلة انتصر لعقل كبير وأطلق سراح المعتدى عليهما وعاقب بالسجن المعتدين، وأعطانا أملا أن نكتشف مجددا بعض الرصانة في التعامل مع مثل هاته الظواهر التي قد لايتقبلها ضميرنا الجماعي، لكنها موجودة شئنا ذلك أم أبينا وضرب أصحابها لن يحل الإشكال..
والإشكال أكيد في الصحافة كبير ولن يحل إذا لم نجلس يوما لحله، وإذا بقينا هاربين نناقش القشور والدعم التكميلي والقوانين التي لن تصلح حالنا. الإثنين اكتشفنا عبر مواقع عديدة أن كولمبيا استدعت السفير وأن أزمة كبرى بين المغرب وبين بلد إسكوبار قد قامت بسبب تصريحات ابن كيران.
ذهبنا إلى كل السفارات التي نعرفها لكي نتأكد من الخبر الذي قرأناه في غير ماموقع واتصلنا بكل مسؤولي الخارجية. اكتشفنا أننا قلة في هذه المهنة ممن لازلنا نصدق أنها مهنة. قالوا لنا “لا شيء من هذا حدث، الأمر كله كذب في كذب”.
بدأناها بكلاب ماريس الضالة؟ أليس كذلك؟
هذا الضلال شاع فينا حقا ويلزمه من يأخذ بيده لئلا يصاب يوما بالسعار فيقتلنا جميعا .
“سير عالله” مثلما قال الآخر واختمها مثل »الفاتحة » ب «ولا الضالين » وقل آمين وكفى.
بقلم: المختار لغزيوي