قبل أيام فاجأ محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، المغاربة بالحديث عن ضرورة إقامة الخلافة بأي طريقة.
العبادي لم يتأخر في تحديد الطريقة، وذهب إلى آخر احتمال وتحدث عنه، وهو قطع الرؤوس.
وعندما يتحدث أمين عام جماعة العدل والإحسان عن قطع الرؤوس، فإن الأمر يجب أخذه على محمل الجد، لأن أعضاء الجماعة لن يترددوا في تنفيذ ما طلب منهم، لو فكر العبادي في دعوة أنصاره للعمل من أجل تحقيق الخلافة.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد، هو استراتيجية العبادي وجماعة العدل والإحسان لإقامة الخلافة.
فبالنسبة للمتتبع والمواطن العادي، فإن الجواب لن يتأخر وهو قطع الرؤوس، وهذا ليس اتهاما أو إطلاقا للكلام على عواهنه لأن العبادي صرح بهذا الأمر، وطالما تحدث عنه بهذا الأسلوب فإنه يؤمن به.
أخطر ما في الأمر أن يفكر العبادي في المرور من مرحلة التنظير والتفكير، إلى التعبئة والحشد من أجل التنفيذ، وفي ظل هذا السيناريو، فإننا سنصبح تحت رحمة داعش في نسختها المغربية، والتي تبشر بقطع الرؤوس من أجل إقامة الخلافة الموعودة التي ظلت حلما يراود جماعة العدل والإحسان وأنصارها بالمغرب.
منطق العبادي لا يختلف كثيرا عن منطق أمراء الدم، سيما أمير داعش أبو بكر البغدادي زعيم أخطر تنظيم همجي عرفته الانسانية، والذي مارس القتل بكل أنواعه من القتل رميا بالرصاص، إلى القتل بقطع الأعناق وجز الرؤوس، وحرق الأجساد البريئة، واستعباد النساء، وبيعهن في الأسواق للمتعة في إحياء لتاريخ النخاسة الذي دفنته البشرية، قبل أن تعيده داعش في الألفية الثالثة.
هذه المشاهد والذكريات المؤلمة من تاريخ البشرية، يجب أن نستحضرها ونحن نتحدث عن مشروع العبادي وهو ينظر لآلية إقامة الخلافة.
ومن حق المغاربة أن يتساءلوا اليوم قبل الغد، عن جدية هذا المشروع، حتى لا يتحول الأمر إلى كابوس يقض مضجعهم.
فما هي كلفة إقامة دولة الخلافة التي تسعى إليها جماعة العدل والإحسان؟ وهل من حق العبادي أن يتحدث في هذا الموضوع معرضا حياة الناس ومصير البلاد للخطر؟
أسئلة تحتاج إلى إيضاحات كافية لأن الأمر يتعلق باستقرار البلاد وأمن المواطنين.
إسماعيل هاني.