محلل جزائري: فرنسا تراهن على المغرب للاستثمار فيه والجزائر كبلد تأخذ منه المال(+فيديو)
أضيف في 13 أبريل 2016 الساعة 05 : 11
محمد بوداري
اختار منشط أحد البرامج على قناة "البلاد" الجزائرية، ان يسلط الضوء على قضية تؤرق مضجع النظام الجزائري وهي اشكالية الاختلاف في تعاطي فرنسا مع المغرب والجزائر على مستوى الاستثمارات الاقتصادية ..
وطرح المنشط سؤالا على ضيفه حول أسباب تواجد مشاريع استثمارية فرنسية متقدمة ومتطورة في المغرب ولها أفق في إطار سياسة رابح-رابح، وهو ما يتضح من التنمية الكبيرة والعائدات الكثيرة التي جناها المغرب بفضل هذه المشاريع، في مقابل وضع مغاير في الجزائر حيث ان المشاريع الفرنسية التي مرت عليها سنوات منذ انطلاقها ورغم ذلك لا يبدو أن أكلها قد حان، حسب تعبير الصحافي في القناة الجزائرية، الذي طلب من ضيفه إفادته حول السر في ذلك..
رد الدكتور عبد العالي الرزاقي، وهو استاذ بكلية الاعلام والاتصال بالجزائر، كان صريحا وفجر حقيقة في وجه النظام الجزائري من خلال قوله ان علاقة فرنسا بالجزائر هي علاقة ام بابنائها، كما يقول التعبير الفرنسي، وبالتالي فإن "الفرنسيين لا يمنحون الجزائر استثمارات بل يأخذون منها المال او يعطونها المال"، وهو ما استدل عليه الدكتور في جامعة الجزائر العاصمة بالقول بان الملاحظ هو ان هناك الكثير من المسؤولين الجزائريين يمتلكون منازل وعقارات بفرنسا..
وواصل ضيف البرنامج عملية فضح النظام الجزائري بالقول ان فرنسا تسير الجزائر، من خلال تسييرها المؤسسات الجزائرية، واستشهد الدكتور بالمطار الذي "بناه الجزائريون ولكن فرنسا هي التي تسيره كما سيحدث نفس الشيء بالنسبة للمطار الدولي المزمع تدشينه، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى تسيرها.."
وأضاف الدكتور عبد العالي الرزاقي أن فرنسا لا تحتاج إلا إلى تحويل الجزائر إلى اسواق لمنتجاتها او أشياء أخرى..وأورد بهذا الشأن مثال يتعلق بوجود اكثر من 600 شركة فرنسية بالجزائر إلا انها لا تشغل سوى حوالي 10 آلاف جزائري..
أما بالنسبة للمغرب، يضيف الدكتور، فإن فرنسا ترى فيه بلد استقرار وبالتالي فإنها تفكر في المستقبل وحتى السياح الفرنسيون فهم يفضلون الذهاب إلى المغرب..
جواب الدكتور لم يكن مفاجئا، وإن كانت تحكمه خلفيات ايديولوجية لم يستطع إخفاءها خاصة خلال الحديث عن الصحراء المغربية و"تقرير المصير" وخلط "شعبان مع رمضان" كما نقول، ولم يستطع مع ذلك إخفاء إعجابه بالنموذج المغربي حيث اورد مثالا على ذلك من خلال الحديث عن ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة المنصرم بالقصر الملكي بالرباط، حفل إطلاق المشروع الجديد لمجموعة رونو بالمغرب والذي يعد منطقة للأنشطة من الجيل الجديد، ومشروعا مهيكلا سيعزز من تموقع المغرب كبلد رائد في مجال صناعة السيارات على الصعيد العالمي..
كما لم يخف المتحدث انبهاره من الارقام المعلنة من طرف المسؤولين المغاربة والفرنسيين، بخصوص هذا المشروع الجديد، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 10 ملايير درهم، والذي يهم تطوير أرضية عالمية للتموين، والذي سيحدث رقم معاملات إضافي قيمته 20 مليار درهم في السنة، بما يضاعف ثلاث مرات مبلغ مقتنيات مصنع رونو من القطع المصنعة على التراب المغربي..
وفي هذا الاطار قال الدكتور عبد العالي الرزاقي أن هذا المشروع، حسب ما بلغ إلى علمه من خلال تصريحات المسؤولين، سيمكن من إحداث 50 ألف منصب شغل، بالإضافة إلى تكوين العديد من الأطر المغربية الجديدة وإنتاج جيل جديد من السيارات..
وإمعانا في فضح النظام الجزائري ونموذجه الاقتصادي والسياسي الفاشل، قال المتحدث بأن رونو الفرنسية شيدت بالجزائر مشروعا لصناعة جيل من سيارات ّسامبول" الذي "مات" وأصبح ممنوعا في اوربا.. ولا أحد يستعمله الآن..
وختم الدكتور كلامه بالقول، بنبرة ملؤها الكثير من الحنق على النظام الجزائري، بان فرنسا تراهن على بلد تستثمر فيه وهو المغرب وبلد تأخذ منه المال وهو الجزائر..