لم يسئ أحد فهم ما صرح به الأمين االعام للعدل والإحسان محمد العبادي، في شريط فيديو... ما قاله يعبر عن كينونته، ويحمل تطلعاته وأمانيه، ويكشف عن حقيقة الجماعة، ونزوعها نحو التطرف والتحريض على الإرهاب.
ومهما حاول حسن بناجح القيادي في نفس التنظيم المحظور من إيجاد من التبريرات والمراوغات، فإن الحقيقة الآن تبدو ساطعة للعيان، ولا يستطيع أن ينكرها إلا جاحد.
هذه المرة تكشف الجماعة عن نفسها بوضوح، و تصطف في نفس الصف الذي يصطف فيه تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما يعني أن العدل والإحسان باتت تشكل خطرا على استقرار البلاد وأمن العباد، وعلى المجتمع أن يتحرك من أجل حماية نفسه.
لقد دأبت الجماعة منذ أن اشرأب رأسها مفصولا على جسد هذا الوطن، على الترويج لأساطيرها التي لم تتحقق، فقد خذلتها كل المحطات التي راهنت عليها، وسقطت في كل اختبارات المصداقية، و اختارت، مع سبق الإصرار والترصد، أن تعيش على هامش تاريخ هذا الوطن، ومع ذلك فقد كان هناك دائما قسطا من "التسامح" معها، لكنها اليوم تكشر عن أنيابها، وتخرج كل مخالبها، في محاولة ـ ستكون يائسة لا محالة ـ لبت الفوضى، وإراقة الدماء.
ما صدر عن العبادي، يعني انحيازا مكشوفا للعنف، ودعوة صريحة للفتنة، رغم أن الرجل ليس مؤهلا للحديث عن نقائض الوضوء فبالأحرى عن الخلافة، والتي هي شأن الأمة، وقد توافق الشعب المغربي على تجسيدها عن طريق البيعة.
فماذا يريد العبادي وجماعة العدل والإحسان من وراء هذه الخرجة الجديدة؟
لا شك أن الجماعة تلعب أوراقها الأخيرة، من خلال هذا التصعيد المكشوف، والضرب العلني لمقومات الأمة.
اللحظة لم تعد تحتمل الانتظار، والجميع أصبح مطالبا بالتصدي لخرف هذه الجماعة، لحماية مقومات الأمة من الأفكار الدخيلة، والإيديولوجيات البائدة، والشعارات الزائفة.
ما قاله العبادي لا ينبغي السكوت عليه، أو يمر مرور الكرام، بل تجب مواجهته... لا يكفي الشجب الذي لاقته دعوته في مواقع التواصل الاجتماعي، بل على الجميع أن ينخرط في الحرب ضد الإرهاب الذي تريد أن تزرع بذوره جماعة العدل و الإحسان للقضاء على منطق " ضرب الأعناق".
الرباط: إدريس شكري