عندما خرجت شبيبة الأحزاب الوطنية إلى الشارع ضمن إطار حركة 20 فبراير فلإيمانها القوي و الراسخ بأن التغيير لن يتأتى دون مشاركة الشباب في الحياة السياسية الوطنية و في صنع القرار السياسي، كما أن انصهارها في الحركة أعطاها الحرية في طرح مطالبها و تمرير شعاراتها دون خلفية سياسية أو
اديويوجية و من دون المساس بالثوابت الوطنية للشعب المغربي الذي ناضل من أجل مغربي قوي متجدد يتسع لكل أبنائه و التي اعتبرها الشباب حينذاك خطر أحمر يجب الالتزام به بين كافة مكونات الحركة، فالتحم معها الشارع و ساند مطالبها التي كانت تجمع بين الاجتماعي و السياسي و التي لم تكن جديدة على أبناء شعبنا الذي ظل و على مدى عقود من الممارسة السياسية و فيا لنهجه الجماهيري في المطالبة بتخليق الحياة السياسية الوطنية و في محاربة كل أشكال الظلم و التسلط و الاستبداد و محاربة الفساد بكل أشكاله و تمظهراته و إسقاط المفسدين و في إنتاج ممارسة سياسية حقيقية و فق مقاربة جديدة تربط الممارسة بالمحاسبة و عدم الإفلات من العقاب.
الأكيد أننا حققنا جزء من هذه المطالب التي أكدها الخطاب الملكي لتاسع مارس و التصويت الايجابي على الدستور الجديد و نطمح اليوم من خلال هذه الاستحقاقات المصيرية إلى المزيد من الحريات السياسية و القطع مع كل المظاهر السلبية التي يعيشها الشارع مع تمثيلية واسعة و عريضة للشباب في المؤسسة التشريعية و المجالس الجهوية و المحلية ، لقد ابتدأت الحركة سلمية متجردة من كل انتماء سياسي أو حتى اديولوجي فلقيت الدعم و المساندة من الأحزاب السياسية الوطنية و المنظمات النقابية و الحقوقية ومن مختلف شرائح المجتمع المدني كانت شعاراتها معقولة إلى حد ما،لكنها اليوم محط تساؤل بعد أن تحولت من حركة جماهيرية إلى حركة جمعاتية و نهجية انحرفت عن مسارها الحقيقي الذي انطلقت به و وضعها أمام مسؤولية أخلاقية تنتظر ايجابيات شافية وغير ملتوية خاصة بعد أن وضعت نفسها طرفا في المعادلة السياسية و تحولت من حركة اجتماعية مطلبية إلى حركة سياسية مؤطرة بأفكار و أطروحات لا تخدم المغاربة في شيء .فهل نشهد اليوم ندية بين 20 فبراير و بين مكونات المجتمع خاصة بعد أن رفعت بعض أقطاب الحركة شعارات يرفضها أبناء الشعب المغربي جملة و تفصيلا و قد يعتبرها البعض منا تهديدا مباشرا للسلم الأهلي الوطني، لقد وقعت الحركة بقصد أو بدونه في المحظور واضعة نفسها في مواجهة مباشرة مع الفلاح البسيط مع العامل الكادح مع المرأة المرتبطة بأصولها المغربية مع.... و هي تعرف جيدا أن مواجهتها محسومة مع شعب يعشق الحرية لكن من دون التفريط في ثوابته و مقدساته الوطنية .
هي معركة خاسرة تدخلها الحركة هذه المرة قد تجلب عليها المزيد من العزلة ما دامت اختياراتها غير محسوبة الخطوات و تتقاطع كلية مع اختيارات ثلاثين مليون مغربي.
لقد كنت من السباقين إلى دعم ومساندة الحركة في مطالبها المشروعة التي لا فصال فيها و دعم نضالات القوى الوطنية الحية التي اعتبر نفسي جزء منها لكن ما لم نسمح به اليوم أن يقحم النظام في حراك سياسي صحي كان و لا زال متوهجا في مغرب شكل دائما الاستثناء عنوانه الكبير مغرب الديمقراطية و الحرية و على الحركة بكافة أطيافها الخروج من معطف التبعية لهذا الفصيل أو ذاك التنظيم إن أرادت الاستمرار في مسيرتها و تصحيح مسارها بما يضمن لها الدعم و المساندة و الاستمرارية كحركة جماهيرية فوقفة تقييميه ضرورية اليوم لشباب عشرين فبراير الذي نتمنى صادقين أن يعيدنا إلى الفعل الاحتجاجي الحقيقي فالنقد الموجه للحركة اليوم لا يمكن اعتباره إساءة لها لأنها و بكل بساطة غير منزهة عن السقوط في الخطأ فما يلاحظ اليوم من خلال بعض الخرجات الإعلامية التي تقوم بها بعض القيادات الحزبية هو تجنب النقد لعشرين فبراير حتى و إن أخطأت في تقدير المرحلة التي نعيشها و تدبيرها بشكل عقلاني بعيدا عن الاندفاع الحماسي و التي كان شباب حركة عشرين فبراير جزء منها فالمسؤولية الوطنية تحتم علينا قراءة موضوعية لحياة هذا المولود المغربي الذي خرج بعد- مخاض عسير- من رحم الربيع العربي الذي تفاعل في مختلف الأقطار العربية يصل اليوم إلى مختلف العواصم الأوربية و الأمريكية بعد استفحال الأزمة الاقتصادية .