تحاول "جمعية المسيحيين لمناهضة التعذيب"، المعروفة اختصارا بـ " ACAT" العودة إلى الواجهة بعد أن عادت العلاقات المغربية ـ الفرنسية إلى أوجها، ولم تعكر صفوها غمامة صيف عابرة أرادت لها "أكات" أن تتحول إلى عاصفة تقتلع جذور هذه العلاقات، غير أنها فشلت والذين يقفون وراءها في تحقيق هذه الغاية وعادوا على أعقابهم خاسرين.
الجمعية المعروفة بانحيازها المكشوف، ومواقفها الجاهزة ضد المغرب، استنجدت هذه المرة بإضراب مزعوم يدعي مجرمو "أكديم إزيك" الذي قتلوا 11 فردا من عناصر القوات العمومية، خوضه، رغم أنها تعلم علم اليقين، أنهم لا يخوضون أي إضراب ولا هم يحزنون.
والغريب أن الجمعية تركز دائما على الانفصالي المسمى نعمة أسفاري، الذي تعرف و هو في عز شبابه على سيدة فاقم صقيع باريس وحدتها فاكتشفت كلود مانجان مع الشاب الذي يصغرها بأربعة عشر سنة قضية يتيمة في الساحة الفرنسية، و من أجل عيون الذي يصغرها بأربعة عشر عاما أنشأت له لجنة "من أجل احترام حقوق الإنسان و الحريات في الصحراء الغربية"، لكن لم تأخذها حساسيتها الإنسانية لتهتم بالإنسان على الجانب الآخر من الجدار و تكون انسانيتها المرهفة حساسة كذلك لوضع القابعين في تندوف.
محاولات جمعية ACAT اليائسة للتحرش بالمغرب لخدمة أجندات معادية له، لن تحقق ما تصبو إليه، لأن المغرب يعمل بكل شفافية و وضوح، لذلك خسرت كل المعارك التي خاضتها ضده، وبالتالي فإن هذه المعركة وكسابقاتها ستنتهي بالفشل الذريع، ولعل ACAT تدرك ذلك جيدا، إلا أن حفنة الدولارات تعمي المرتزقة.
لقد وفرت مندوبية السجون وإعادة الادماج معطيات جديدة وذلك خلال زيارة لسجن سلا 1 تؤكد أن "حالة السجناء الذين ادعوا إضرابهم عن الطعام كانت جد طبيعية، وتبين بالملموس أن صحتهم الجسدية على ما يرام، ولا تعكس أنهم يخوضون إضرابا عن الطعام حيث شوهد نعمة أسفاري وهو يتناول وجبته السبت الماضي بشكل عادي، وما تم ترويجه مجرد إضراب وهمي".
هذا، وقد أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في وقت سابق، أن إعلان 13 سجينا من السجناء المنتمين إلى ما يسمى بمجموعة "اكديم إزيك"، انخراطهم في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من فاتح مارس الجاري، "خطوة غير مرتبطة بظروف اعتقالهم".
وجاء في بلاغ للمندوبية، أنه "تنويرا للرأي العام وتفاديا لكل استغلال للإعلانات التي تقدم بها 13 سجينا من السجناء المنتمين إلى ما يسمى بمجموعة (اكديم إزيك) لدى إدارة السجن المحلي سلا 1 والمعتقلين بتهمة تكوين عصابة إجرامية والعنف في حق رجال القوة العمومية أثناء مزاولتهم لمهامهم المفضي إلى الموت بنية إحداثه والمشاركة فيه، وذلك بخصوص انخراطهم في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من فاتح مارس الجاري، تؤكد المندوبية أن خطوتهم هذه غير مرتبطة بظروف اعتقالهم".
وسجل البلاغ أن إدارة المؤسسة "تحرص على تمكين عناصر هذه المجموعة من كل الحقوق التي يضمنها لهم القانون على قدم المساواة مع جميع السجناء، بل أكثر من ذلك، قامت المندوبية العامة بتجميعهم في حي واحد داخل المؤسسة وتعمل على منحهم تسهيلات إضافية فيما يخص زيارات ذويهم وأقربائهم لهم وتلقي المؤن منهم، وذلك بالنظر إلى انتمائهم إلى الأقاليم الصحراوية للمملكة البعيدة عن مكان اعتقالهم".
وانطلاقا من ذلك، تضيف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، فإن "إقدام هؤلاء السجناء على الإعلان عن الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام مرتبط بأهداف غير معلن عنها".
هذه هي الحقيقة، ذلك أن لا أحد معتقلي "أكديم إزيك" فقد ولو كيلوغراما واحدا كما تدعي، فهم ينعمون بصحة جيدة.
وليس غريبا أن تتبنى وكالة الأنباء الجزائرية هذه الحكاية التي بدأ نسجها في فاتح مارس 2016، وأن تعمل على الترويج لها في قصاصتها، علما أنها لن تجد من يثق فيها، لأنها فاقدة لكل مصداقية... ومجرد بوق للبروباندا.