كتبت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، أن الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، يمثل الحل الوحيد "القابل للحياة" لهذا النزاع الذي طال أمده، والقادر على الحفاظ على الاستقرار والأمن بالمنطقة، مؤكدة أن الانفصال يحمل معه العنف والحروب الأهلية والفوضى، "كما يدل على ذلك الوضع السائد في القرن الافريقي."
وأبرز ليستير مونسون، كاتب المقال، الذي جاء تحت عنوان (لنقاوم قيام دولة فاشلة أخرى)، أن "مخطط الحكم الذاتي في الصحراء يمثل في الواقع حلا معقولا يحفظ مصالح جميع الأطراف"، موضحا أن "الاستقلال سيشكل كارثة على المنطقة، كما هو الحال في إريتريا وجنوب السودان".
وسجلت المجلة الأمريكية المتخصصة في القضايا الجيو استراتيجية الدولية، أن الوضع في القرن الإفريقي يشهد اليوم أعمال عنف وفوضى تتجاوز على الخصوص شبه الجزيرة العربية، الجزء من العالم الذي تتوفر فيه الولايات المتحدة "بمصالح استراتيجية واسعة".
وذكر كاتب المقال، في هذا السياق، بأنه أمام استحالة تنظيم استفتاء، ولإخراج قضية الصحراء من المأزق الذي بلغته، استجاب المغرب لنداء المجموعة الدولية، ووضع على الطاولة مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه بعد الانزلاقات "المثيرة للجدل" للأمينالعام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، "انخرطت المجموعة الدولية في التوضيح للجزائر والبوليساريو أن الاستقلال ليس خيارا قابلا للحياة، وأنه يتعين عليهما قبول مخطط الحكم الذاتي التي يقدمه المغرب".
وأكدت أن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء يحمل في طياته العديد من المزايا لحفظ المنطقة من الفوضى وأعمال العنف التي تسود بشكل خاص في منطقة القرن الإفريقي، حيث تم قتل عشرات الآلاف في الحروب الأهلية ونزوح ما لا يقل عن مليوني شخص، مذكرة في هذا السياق بدعم ثلاث إدارات أمريكية لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء.
وخلصت (فورين بوليسي) إلى أن "المغرب، الأمة الأولى التي اعترفت بالولايات المتحدة الأمريكية، يعد واحدا من أقدم أصدقائنا، وحليفا لواشنطن خلال الحرب الباردة"، مشيرة إلى أن المملكة تعتبر "دولة عربية رئيسية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".