اعتبر المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات العامة، محمد بودن، أن الجزائر تحاول استمالة فرنسا، لصفها، وذلك من خلال استغلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها، حاليا وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك أيرو، الذي جدد دعم فرنسا للقرارات التي اتخذها المغرب في حق بعثة "المينورسو"، ردا على التصريحات غير المسؤولة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون.
وقال بودن، في تصريح لـ"الأيام24"، إن الجزائر تريد ابتزاز شركائها بقضية الصحراء المغربية، وهذا ما أمكن استنتاجه من خطاب وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة اليم أثناء لقائه بنظيره الفرنسي جان مارك أيرو بالجزائر".
وأشار إلى أن خطاب رئيس الدبلوماسية الجزائرية، حاول فرض تحديات أمام تقاليد السياسة الخارجية الفرنسية، تجاه ملف الصحراء، وناور بتقديم ملامح الشراكة الاستثنائية بين الجزائر وفرنسا، في كفة، وأبرز نقطة خلافية بين البلدين وهي قضية الصحراء في كفة أخرى.
وأضاف أن خطاب لعمامرة أمام نظيره الفرنسي يتضمن محاولة لاستمالة إدارة الرئيس فرنسوا هولاند، وليس الإدارة الفرنسية بشكل عام، كما يتضمن ضغطا مغلقا بتبخيس الدور الفرنسي في القضية، والتصريح بعدم تقديم فرنسا لما أسماه" مساندة فعلية للمنطقة" والحقيقة هي أن لعمامرة يريد مساندة فرنسية حقيقية للجزائر والبوليساريو.
وتابع قائلا "الجزائر من خلال ما تضمنته تصريحات لعمامرة، لها رغبة جامحة في إقناع فرنسا، بالموقف الأخير لبان كيمون، على أنه موقفا للأمم المتحدة متعلقا بما يسمى في العقيدة الجزائرية " تصفية الاستعمار"، مؤكدا أن الجارة تريد إقحام فرنسا في "اشتباك منخفض" على المستوى المغاربي، وتريد دورا فرنسيا يخدم مصالحها، عبر "ملاحقة" الوحدة الترابية للمغرب.
وأكد أن خطاب وزير الخارجية الجزائري، تضمن رسائل رومانسية لفرنسا، وبدت ملامح هذا في رغبته التي استحضرت ضرورة لعب فرنسا لدور متلائم مع تاريخها، ومقدراتها، ومساهماتها كجزء من دائرة القرار الدولي، والنتيجة التي يرجوها النظام الجزائري، والتي عبر عنها لعمامرة، هي تعبئة كل هذه المقومات الفرنسية لصالح الجزائر ونزعتها التوسعية.
وجدد أيرو، اليوم بالجزائر العاصمة، دعم فرنسا لقرار المغرب، مؤكدا أن "مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، يشكل بالنسبة لفرنسا قاعدة جدية تحظى بالمصداقية، من أجل التوصل إلى حل متفاوض بشأنه" لقضية الصحراء.
وأكد أن موقف فرنسا بشأن قضية الصحراء معروف ولم يتغير"، مشيرا إلى أن باريس تؤيد البحث عن حل عادل، دائم ومقبول من الأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة".
واعتبر أن "جهود الحوار التي باشرناها خلال الأسابيع الماضية كانت ترمي إلى تهدئة العلاقة بين الشركاء الاقليميين سيما المغرب والأمم المتحدة"، معتبرا أن قضية الصحراء قضية "حساسة"و"صعبة".
وأوضح يقول "لقد شهدنا توترات لا يمكننا تجاهلها (...) و تعرضنا للانتقاد أحيانا بسبب هذا المسعى بالرغم من أنه كان يهدف إلى التهدئة".
و أعرب رئيس الدبلوماسية الفرنسية عن أمله في أن يتم تجديد عهدة المينورسو عند انقضاء مدتها.
وأشار أيرو إلى أن النزاع بالصحراء المغربية الذي يدوم منذ 40 سنة "لا ينبغي أن يشكل حجر عثرة" بالنسبة للصداقة التي تربط بين الجزائر وفرنسا مضيفا "هذا رأيي و رأي الحكومة و الرئيس فرانسوا هولاند".