المغرب الشقيق ...
بل المغرب العدو ...
ففي الوقت الذي كان فيه ملك المغرب يتجول في اطمئنان وراحة بال في شوارع موسكو وشوارع براغ عاصمة التشيك وبودابيست عاصمة المجر ويأخذ صورا مع الشباب المغربي هنالك ، كان هناك في ناحية تندوف العسكرية جنرالٌ جزائريٌ اسمه " سعيد شنقريحة " يصرح بأن المغرب " عدونا " و يعلن الحرب على المملكة المغربية لتحرير الصحراء الغربية وذلك في خطابه أمام عساكر الجزائر وميليشيات البوليساريو بمناسبة ملتقى تندوف لفعاليات الكفاح المسلح بين الجزائر والبوليساريو المنعقد بقيادة الناحية الثالثة بتندوف ما بين 14 و 16 مارس 2016 ...
أولا : الجنرال سعيد شنقريحة يقول : المغرب عدوكم وعدونا !!!
قال سعيد شنقريحة في خطبته التحريضية العصماء يحمس عساكره وميلشيات البوليساريو ضد المغرب : ( الفيديو سربه ويكيليكس وفي المتناول ) ...
" إنها فرصة حقيقية لكل المشاركين في تبادل الخبرات في المجال العسكري والمواضيع والقضايا الراهنة ذات الصلة مع القضية الصحراوية ومكاسبها وتكييفها مع المستجدات التي تعرفها الساحة الدولية والإقليمية ووضع تصور منهجي واستراتيجي لمواصلة العمل والسير على الطريق الصحيح تحقيقا للأهداف المشتركة بين الجيشين الجزائري والصحراوي وفي مقدمتها استرجاع سيادة الشعب الصحراوي الشقيق على أرضه المسلوبة عنوة وظلما من طرف المحتل المغربي "... يضيف الجنرال سعيد شنقريحة " ويتطلب هذا مزيدا من تضافر الجهود خاصة إذا علمنا أن دولة الاحتلال المغربي تعمل على زعزعة استقرار دول المنطقة وإطالة معاناة الإخوة الصحراويين من خلال اعتمادها على تجارة المخدرات ودعم وتمويل الإرهابيين والمجرمين وفتح المجال لهم لتهديد حدودنا وسلامة بلادنا . وهنا يجب أن ننوه بالمجهودات الجبارة المبذولة من طرف أفراد وحداتنا المرابطين على حدودنا الوطنية وبالتعاون مع جيش التحرير الصحراوي البطل بكل حزم وعزم وجاهزية تامة ويقظة دائمة ومستمرة " ....ويبلغ سعيد شنقريحة قمة عدوانيته حينما يقول: " متمنياتي القلبية الصادقة لأشقائنا الصحراويين بالنصر على عدوهم الغاشم وعدونا والنجاح والتوفيق في مهامهم النبيلة "...
ثانيا : ماذا يعني كلام هذا الجنرال ؟
- القضية الصحراوية هي قضية الجزائر وستحارب الجزائر المغرب من أجلها .
- رسالة موجهة للمغرب مفادها أنه لا فرق بين الجيش الجزائري والجيش الصحراوي ( أي اندماج تام بين الجيش الصحراوي والجيش الجزائري ).
- الجيش الصحراوي يساعد الجيش الشعبي الجزائري في حماية الحدود الوطنية الجزائرية .
- يتتبع الجنرال تطور الأحداث ومستعد لتغيير موازين القوى .
- يسهر الجنرال على وضع التصور المنهجي والاستراتيجي لتحقيق الأهداف المشتركة بين الجيشين الجزائري والصحراوي وعلى رأسها استرجاع الصحراء الغربية المحتلة من طرف جيش العدو المغربي وليس فقط حماية الحدود الوطنية الجزائرية .
- المغرب يصدر المخدرات ويدعم الإرهاب في المنطقة ويطيل معاناة الشعب الصحراوي لذلك وجب إخراجه من الصحراء الغربية بقوة السلاح .
- عقيدة الجيش الجزائري هي العداء للمغرب وللجيش المغربي ... والجيش الجزائري مستعد للموت من أجل دحر العدو المغربي .
ثالثا : هذا ما قال الجنرال سعيد شنقريحة وماذا تقول الدبلوماسية الجزائرية ؟
هل بعد هذا الخطاب الحربي التحريضي لتجييش القوات العسكرية الجزائرية والذي يدل على إعلان الحرب على المغرب والاستعداد التام لتنفيذ مخططات عسكرية هجومية في أي لحظة ، هل بعد هذا سنسمع بوتفليقة أو لعمامرة يقول : " المغرب الشقيق " أو سيرسل بوتفليقة برقيات النفاق والخداع المفضوح لتملق أعتاب القصر الملكي المغربي ؟ ...كنا جميعا نخمن ونتساءل هل الحرب ضد المغرب قريبة ؟ وأخيرا جاء الخبر اليقيين وأعلنها الجنرال سعيد شنقريحة صراحة ونزع عنه قبعة العسكري ولبس قبعة السياسي الذي يُجَيِّشُ الجنود ويحمسهم للقاء القريب مع الأعداء المغاربة ، لقد حدد شنقريحة العدو ( وهو المغرب ) وحدد الجنود الذين سيحاربونه ( وهم خليط من عسكر الجزائر وميليشيات البوليساريو ) وأعلن الحرب على المغرب لتحرير الصحراء الغربية ... السؤال هو : هل تلقَّى الضوء الأخضر من الجنرال الذي يدفع كروسة المشلول على وزن " المخلوع " أم أنها شطحة من شطحات جنرالات حكام النواحي العسكرية الجاثمين على صدر الشعب الجزائري ؟...
رابعا : هل انتقل حكام الجزائر من الموقف الدبلوماسي إلى الموقف العسكري ؟:
طالما صَدَّعَ حكام الجزائر رؤوسنا بأنهم لاعلاقة لهم بمشكل الصحراء وأنهم غير معنيين بذلك وأن النزاع هو بين البوليساريو والمغرب ، أما الجزائر فهي تسعى لحل ودِّي متفاوض عليه يرضي الطرفين المتنازعين البوليساريو والمغرب ، واليوم انكشفت عورتهم وخرجوا صراحة من جحورهم يقرعون طبول الحرب على المغرب ويقولون صراحة بأنهم على استعداد للموت من أجل الصحراء الغربية لأنها قضيتهم الوطنية الأولى ... لقد تبين لهم أن خداعهم للعالم لم يأتي بما يرغبون فيه وهم في جميع الأحوال خاسرون فلماذا لا يجربون الحرب لعل موازين القوة تميل لصالحهم ، لكن أي قوة ستبقى لهم بعد الحرب التي ستدمر الجميع ، لا يمكن أن نتصور استهداف الجيش المغربي وكأنه جماعة من الأرانب ... لقد تخلوا عن الدبلوماسية وخرجوا لإعلان الحرب ، فهل سيتحملونها وهم على صفيح ساخن من الجهات الأربع ، كيف سيواجهون الوضع المشتعل في حدودهم مع تونس وليبيا ومالي ، إن الحرب مع المغرب هي حرب مع دولة قوية وذات سيادة ويحسب لها ألف حساب على الصعيد الاقتصادي والجيوسياسي في جنوب أوروبا وكامل إفريقيا ، وليس مع شبه دولة أو جماعات إرهابية ، والسؤال المهم ما موقف الشعب الجزائري من هذه الحرب التي لن تزيدهم إلا بؤسا على بؤس ؟ وهل الشعب الجزائري مستعد لهذه المغامرة وهو يعرف أن لا علاقة له بقضية الصحراء الغربية وأنها قضية حفنة من الجنرالات لا يزالون يحملون في أجسادهم ندوب حرب الرمال عام 1963 ، ومتى سيستريح الشعب الجزائري من المعاناة التي دامت أكثر من 200 سنة ؟ وإذا كانت الدولة الجزائرية في العمق تتجنب الحرب مع المغرب ألا يستحق هذا الجنرال المحاكمة أو على الأقل إعفاءه من مهامه ؟ لأنه كما في الجزائر جنرالات يدهم على الزناد ففي المغرب أضعاف أمثالهم يدهم على ألف ألف زناد ومستعدون للموت من أجل قضية شعب وليس قضية عسكر جزائري منفوخ بالحقد المجاني كل خبرته في الحرب هي الحرب التي شنها طيلة عشر سنوات ضد الشعب الجزائري الأعزل فقط لا غير .
خامسا : منطق همج القرن الواحد والعشرين :
لم يشهد العالم بعد الحرب العالمية الثانية زمنا همجيا متوحشا أسوأ من زمن الغبي بان كي مون بشهادة أقرب موظفيه ، غبي لأنه المسؤول الأول عن السلم العالمي وهو يشعل الحرب بغبائه في شتى مناطق العالم ، لقد نجح هذا المعتوه في صب الزيت على النار في سوريا واليمن وليبيا وأراد أن يختم رسالته الشيطانية بوضع المنطقة المغاربية على برميل من البارود ... عالم مجنون هذا الذي وضع ثقته في هذا المعتوه كوصي على السلم العالمي... سيرتفع صوت قعقعة السلاح ، وسيرتفع - في المنطقة المغاربية - صوت الهمج المتوحشين من فصيلة " شنقريحة " الذين يتصيدون الفرصة للولغ في دماء البشر بوحشية ، وستمر عاصفة 30 أبريل 2016 بخيرها وشرها لكن لا بد للشعب الجزائري أن يتساءل عما أفادته هذه الخرجات الغبية لبان كي مون و " شنقريحة " وبماذا ستفيد اللاجئين في مخيمات الذل والعار بتندوف ؟... بماذا ستفيد الشعب الجزائري الحرب مع الشعب المغربي وجدُّهم واحد ولغتهم واحدة ومذهبهم السني المالكي واحد ؟ إلا أن يكون الأمر قد تغير وأصبحوا شيعة من مجوس إيران وسيعلنونها حربا مذهبية في المنطقة ؟
عود على بدء :
لا بد للشعب الجزائري أن يجيب على هذه الأسئلة عاجلا :
- هل قضية الصحراء الغربية هي القضية الوطنية الأولى للشعب الجزائري ؟
- هل يعلم الشعب الجزائري أن عقيدة جيشه هي العداء للمغرب وللشعب المغربي؟
- هل الجيش الجزائري كله ( باعتبار الجيش من الشعب ) مستعد للموت في سبيل مرتزقة البوليساريو ؟
- هل الشعب الجزائري قادر على تنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد المغرب في الجزائر والدول الأوروبية والأمريكية يرفع فيها شعارات الصحراء الغربية جزائرية كما يفعل الشعب المغربي في الداخل والخارج ويرفع شعارات الصحراء مغربية وستبقى مغربية إلى الأبد ؟
- هل الشعب الجزائري مستعد لتحمل عواقب حرب لا تبقي ولا تذر مع المغرب ؟
على الشعب الجزائري أن يجيب عاجلا عن هذه الأسئلة الحارقة والحرجة والتي سيحدد بها موقفه من حكامه أولا وموقفه من قضية الصحراء التي صنعها حكامه وأثقلوا كاهله بمصاريفها الظاهرة والخفية ثانيا ... على الشعب الجزائري أن تكون له الشجاعة ليتحمل مسؤوليته علانية وبدون جبن ولا مواربة ولا مراوغة وبسرعة ، فإن لم يفعل فسيجد نفسه في - رمشة عين - وقد رمى به جنرالات السوء الذين يحكمونه في أتون جهنم إلى الأبد ...إلى الأبد ... إلى الأبد... إذاك سيكون الشعب الجزائري بين نيران الحرب مع المغرب ومذابح العسكر الجزائري التي ذاق مرارتها في العشرية السوداء ، ولن يضير عسكر الجزائر ذلك في شئ ...
آخر خبر : بان كي مون يطلب من مجلس الأمن أن يعمل على منع المغرب من طرد بعثة الأمم المتحدة ( المينورسو ) حتى لا تكون سابقة تهدد الأمن والسلام في العالم...
تعليق على الخبر : سبق السيف العذل ... لو كان يهمك السلم في المنطقة لما أشعلت نار الحرب فيها بغبائك ... تبا للذين وضعوا أمن الدنيا وسلامتها بين يديك يا فاقد الأهلية ...
سمير كرم الجزائر تايمز .