لجأت جبهة البوليساريو إلى لعب ورقة تنظيم القاعدة بعد أن فقدت صنيعها معمر القذافي الذي قتله الثوار، وحاولت البوليساريو أن تثير إليها أنظار العالم بعدما اصبحت تعيش العزلة التامة، من خلال محاولة توظيف واقعة اختطاف إسبانيين وإيطالي في تندوف عبر إلصاق تهمة الاختطاف لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والقول بأن الخاطفين "تسللوا من الأراضي المالية مع العلم أن البوليساريو جزء من تنظيم القاعدة. ولقد ثبت تورط قادة الجبهة في علاقات مع خلايا القاعدة في مالي. كما ثبت تورط (البوليساريو) في تجارة المخدرات، والسلاح لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط بشكل مكثف في الشريط الساحلي الصحراوي، حيث يقوم انطلاقا من قواعد في شمال مالي، بعمليات اختطاف واعتداء وعمليات تهريب مختلفة. كما كانت تقارير أمنية قد حذرت أن فرعا تابعا ل (البوليساريو) يضم ماليين ونيجيريين وجزائريين يخضع حاليا لإعادة التنظيم، وأنه بصدد تكثيف عمله في مجال الاختطاف. وبالعودة إلى خبر الاختطاف أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أن ثلاثة أشخاص هم إسبانيان وإيطالي خطفوا في وقت باكر صباح الأحد بتندوف فوق التراب الجزائري، والمختطفين هم "إينوا فيرناندث دي رينكون إسبانية الجنسية وإينريك غونيالونس إسباني الجنسية من منظمة موندو بات الإسبانية وروسيلا أورو إيطالية الجنسية من منظمة تيشيسب الإيطالية". وذكر المصدر ذاته بأن "أحد الرهائن أصيب بجروح وكذلك أحد الحراس، خلال تبادل لإطلاق النار مع الخاطفين".وقال متحدث باسم الوزارة "إن إسبانيين وكذلك إيطالي خطفوا في مخيم ربوني". ولم يعط أي توضيحات حول الظروف المحيطة بعملية الخطف مكتفيا بالإشارة إلى أنهم "متعاونون يعملون في المخيمات الصحراوية".وأدعت البوليساريو بأن الخاطفين "تسللوا من الأراضي المالية المجاورة ليهاجموا مقر ضيافة الأجانب بمخيمات تندوف، مستخدمين سيارة رباعية الدفع وأسلحة نارية، ليعودوا من حيث أتوا بعد عملية الاختطاف".ولقد أكدت الحكومتان الإسبانية والإيطالية نبأ الحادث الذي اختطف فيه عاملي إغاثة إسبانيين وأخرى إيطالية الليلة الماضية في تندوف. وذكرت مصادر من حكومة مدريد أن وزارة الخارجية الإسبانية تقوم حاليا بجمع كافة البيانات المتعلقة بهذا الحادث.ويجري رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اتصالا من بروكسل مع وزيرة الخارجية ترينيداد خيمنث، لمعرفة البيانات التي حصلت عليها الحكومة حول حادث اختطاف عاملي الإغاثة الإسبانيين في مخيم تندوف.