في ظروف عصيبة تجتازها المملكة البلجيكية بسبب الهجمات الهمجية على الابرياء من الضحايا ببروكسيل في المطار أو الميترو.. لا يسعنا الا أن نعلن تضامننا المطلق مع الشعب البلجيكي وكلّ الشعوب في العالم، وضحايا الارهاب والتطرف الجهادي الديني والعرقي، إيمانا منا أن الارهاب لاملة ولا دين له.
و لكن ذلك لا يعني البثة، أن لا ننعش ذاكرة السلطات البلجيكية ولو قليلا، و نذكر البلجيكيين و المسؤولين بتواريخ خلت، وكذا مواقف اتخذتها في خضم تطور التطرف الديني ببلجيكا مع عبد القادر بليرج وعلي أعراس، وكيف أن بلجيكا اليوم ـ و بلا شماتة ـ تجني ما غرست لأن الذي يزرع الجمر يجني اللهيب..
ففي فبراير 2008 وبالضبط عندما تم تفكيك خلية "إرهابية" يتزعمها عبد القادر بليرج بلجيكي من أصول مغربية، بل وأكثر من ذلك، خلال قضية علي اعراس وفصولها منذ اصدار مذكرة بحث دولية في حقه من طرف السلطات بالرباط.. الى يوم تسليمه من طرف اسبانيا للمغرب لضلوعه في الإرهاب، وصلته بشبكة "بليرج الخ..
نقول في غضون هاته الاعتقالات والضربات الاستباقية للأمن المغربي، كانت العاصمة البلجيكية قد شهدت، وقفات احتجاجية طالب المشاركون فيها الحكومة البلجيكية بالتدخل ضد اعتقال بليرج وعلي أعراس ومحاكمتهما.
وأيضا على المستوى الرسمي، فاننا نسجل المحاولات التي قام بها المدعي العام البلجيكي، لإغلاق ملف بليرج المدان عام 2011 بالسجن المؤبد، وكيف برأت النيابة الاتحادية في بلجيكا، المتهم من كل التهم الموجهة إليه، والمتمثلة في ارتكاب ست جرائم قتل في بروكسيل في ثمانينيات القرن الماضي، وانتمائه إلى منظمة إرهابية تهدد الأمن القومي لبلجيكا والمغرب.
كما نذكر بأن المدعي العام طلب من السلطات البلجيكية إجراء اتصالات مع نظيرتها المغربية، حتى يتمكن محامي بليرج من زيارة موكله البريء بحسب السلطات البلجيكية.
هذه المعطيات، التي سردناها، تمكننا من القول وعلى رأي المثل الشعبي المغربي: "اللي فرط.. يكرط"، و أن السلطات البلجيكية، كانت بقراراتها تلك تصنع الارهاب الذي يضربها اليوم، وساهمت من حيث لا تدري في الواقع الدموي الذي يعيشه الشعب البلجيكي، من مآسي ومعه كل الشعوب المكلومة لهول الآلة الهمجية التي اكتسحت بالنار والبارود شوارع بروكسيل الآمنة..
كمال الجبلي