شارك أزيد من ثلاثة ملايين شخص، اليوم الأحد بالرباط، في المسيرة الشعبية التي دعت إليها الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني، للتنديد بالانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء المغربية.
وقد هبت حشود المواطنين المشاركين في هذه المسيرة بكثافة بحيث إنها انطلقت بشكل تلقائي قبل الموعد المحدد لها وهو الساعة العاشرة صباحا.
وقدم المتظاهرون من كافة أنحاء المملكة، للمشاركة في هذه المسيرة الشعبية والوطنية، حيث شكلوا أمواجا بشرية غمرت الشوارع الرئيسية لوسط مدينة الرباط.
وقد انطلقت هذه المسيرة الشعبية الضخمة من ساحة باب شالة، وغصت الشوارع الرئيسية لوسط مدينة الرباط، على مدى ساعات، وصولا إلى ساحة باب الرواح.
وشارك مواطنون من الأقاليم الجنوبية جنبا إلى جنب مع مواطنين من باقي ربوع المملكة في إطار هذه المسيرة الحاشدة، للتأكيد مجددا، إن كان الأمر يحتاج إلى ذلك، عن مدى إجماع أمة بأكملها حول مغربية الصحراء.
وردد المشاركون، رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار، خلال هذه المسيرة الشعبية شعارات وطنية للتعبير عن مغربية الصحراء والتنديد بالتصريحات المغلوطة للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية.
وقد أعادت هذه المسيرة الحشدة إلى الأذهان الأجواء الوطنية الصادقة التي سادت خلال المسيرة الخضراء.
واستجاب المواطنون، الذين هبوا زرافات ووحدانا، سواء على متن القطارات أو السيارات أو الحافلات، بكثافة، لهذا النداء لتجديد التأكيد بصوت عال على الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية للمملكة.
وردد المشاركون على الخصوص النشيد الوطني في أجواء حماسية مؤثرة رافعين صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولافتات معبرة عن إجماع كافة مكونات الشعب المغربي حول الوحدة الترابية للمغرب.
وهكذا رددت حناجر المشاركين الذين حملوا الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس، عاليا، شعارات من قبيل “الصحراء صحراؤنا والملك ملكنا” و”عاش الملك” و”بان كي مون خطر” و”الصحراء مغربية وستبقى مغربية”.
كما رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات وشعارات من قبيل “لا للوساطة المنحازة” و “كلنا فداء صحرائنا” و”بان كي مون يهدد المسار الأممي” و “بان كي مون ينقسم والمغرب لا ينقسم” و”الشرعية الدولية لا تباع ولا تشترى” و”المغاربة جنود مجندون وراء موحد البلاد”.
وقد برهنت هذه المسيرة المليونية على الاستجابة الواسعة والتلقائية للنداء الذي وجهته الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني سواء على مستوى عدد المتظاهرين أو اختلاف وتنوع مشاربهم.
وهكذا سار في هذه المسيرة الحاشدة رجال ونساء وأطفال في أجواء من العفوية المشبعة بالروح الوطنية الخالصة. وخرجت أسر بكامل أفرادها ومواطنون قدموا من مناطق بعيدة، من أجل التعبير عن موقف الشعب المغربي الموحد.
وصرح مواطن يرتدي اللباس التقليدي الصحراوي، لوكالة المغرب العربي للأنباء “كنت أتوقع مشاركة مكثفة، بطبيعة الحال، في هذه المسيرة الشعبية، ولكنني فوجئت بالفعل بأعداد الحشود التي توافدت على مدينة الرباط من كافة أنحاء المغرب”.