في تعليقه على زيارة بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة ، قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله، إن بان كي مون “جاء في التوقيت الخطأ من أجل معالجة الملف الخطأ(…) لافتعال قضية في حكم المنتهية منذ فترة طويلة”.
وأضاف الكاتب الصحفي في مقال بعنوان “بان كي مون في المغرب العربي.. أو غياب الرؤية” نشرته ،الأربعاء، صحيفة (مصر اليوم) الإلكترونية أن تحرك الأمين العام الأممي والذي انتهى بلقاء مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يكن “موفقا” .
وتساءل في هذا الصدد ” كيف يمكن لشخص عاقل أن يتجاهل أن قضية الصحراء هي نزاع مغربي جزائري وأن الباقي تفاصيل، خصوصا بعدما خسرت الجزائر الحرب التي تشنها بالواسطة على المغرب. هل جاء بان كي مون إلى المنطقة لمكافأة العدوان الجزائري على المغرب؟”.
وأضاف أنه يبدو أن الهدف الوحيد من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة هو “تجاهل المبادرة المغربية الخاصة بالصحراء” ، مذكرا بأن هذه المبادرة التي سبق للأمم المتحدة أن اعتبرتها جديرة بالاهتمام “تقوم على الحكم الذاتي للصحراء في إطار السيادة المغربية”.
وأكد أن الأمين العام الأممي جاء للمنطقة وسعى إلى تسويق أفكار بالية عفا عنها الزمن تقوم على تنظيم استفتاء في الصحراء المغربية ، وتساءل في هذا الصدد قائلا ” من الصحراوي، ومن غير الصحراوي، الذي سيشارك في الاستفتاء، ما دام والد محمد عبدالعزيز الأمين العام لجبهة (البوليساريو)، التي ليست سوى أداة جزائرية، كان عسكريا برتبة ضابط صف في القوات الملكية المغربية، وهو من منطقة الجديدة الساحلية التي لا تبعد كثيرا عن الدار البيضاء”.
وأكد الكاتب خير الله خير الله أن الأمين العام أراد، بكل بساطة، “تأكيد أن الملف سينتقل إلى خلفه وسيبقى معلقا من أجل تحقيق هدف واحد هو استنزاف المغرب المهتم أولا وأخيرا بالتنمية وتحسين الأحوال المعيشية للمواطن وتشمل هذه التنمية سكان المحافظات الصحراوية، وهم مواطنون في المملكة مثلهم مثل أي مواطن آخر في وجدة أو تطوان أو طنجة أو الرباط أو الدار البيضاء أو فاس أو مكناس أو مراكش”.
واعتبر أن ما يجعل المرء يشعر بخيبة، أن هذه الحملة لا تستهدف مواطني المملكة فقط، بمقدار ما أنها تستهدف “بقاء أبناء الأقاليم الجنوبية المحتجزين في تندوف في حال من البؤس والتعبئة، بدل السماح لهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم والعيش بسلام وأمان في محافظات تتمتع بحكم ذاتي موسع في ظل دستور عصري لا يختلف اثنان على أنه يوفر كل الضمانات المطلوبة للمواطن”.
وتساءل في هذا الصدد عما إذا كان بان كي مون قرأ نص الدستور المغربي الجديد، وما يتضمنه من ضمانات للمواطن وللأحزاب السياسية على كل صعيد وقال إنه “لو كان لدى الأمين العام للأمم المتحدة مقدار من الفكر السياسي الخلاق-يقول كاتب المقال- لكان اعتبر أن واجبه الأول يتطلب إنقاذ المقيمين في مخيمات تندوف من الأسر. في استطاعته خدمة الصحراويين، بدل البقاء في أسر نصوص لا علاقة لها بالواقع”.
وأكد أنه بالنسبة إلى المغرب، انتهت قضية الصحراء منذ فترة طويلة، وكتب أن “ملف الصحراء جزء من الماضي. هناك من حاول استخدامه ورقة ضده وفشل في ذلك. لن ينجح بان كي مون حيث فشلت الجزائر (…)” ، مؤكدا أن معركة المغرب هي من نوع آخر، مع الإرهاب والتطرف، ومع الفقر الذي يولد منه الإرهاب والتطرف ويوفر حاضنة لهما، ومع تطوير البرامج التعليمية وخلق فرص عمل للشباب المغربي.
وأضاف أنه كان يجدر ببان كي مون في الأشهر القليلة الباقية من ولايته الثانية والأخيرة، النظر إلى بعيد وإلى ” كيفية إيجاد إطار إقليمي تتعاون فيه كل دول المنطقة، من بينها الجزائر، من أجل مكافحة الإرهاب”، مذكرا بأنه “لم يعد سرا أن وجود جبهة (بوليساريو)، التي ليست سوى أداة جزائرية، والتي تستخدم المساعدات الدولية لأغراض خاصة بها لا تخدم بأي شكل الصحراويين الأسرى في تندوف”.