اضطرت قوات كومندوس تخضع لتعليمات ضباط المخابرات الجزائرية إلى تهريب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بعد أن حاصرت حشود المواطنين الصحراويين الغاضبين، المقر الذي كان يتواجد فيه مون، وذلك من أجل إبلاغه رسائل احتجاج وتذمر المواطنين الصحراويين المحتجزين بمخيمات تيندوف.
خطورة تدافع الحشود وإصرارهم على اقتحام مقر الاجتماع استدعى استنفار قوات الكومندوس، والإسراع بنقل بان كي مون بعيدا عن مقر الاجتماع لتفادي المساس بسلامته الجسدية وأمنه الشخصي، لصعوبة التحكم في الحشود الغاضبة.
هذا الوضع الذي وثقته وسائل الإعلام الدولية التي تابعت زيارة بان كي مون لمخيمات تيندوف، يعكس واقع المخيمات الذي لم تخفه الاستعدادات المكثفة لإخفاء معالم القبح، ومظاهر الفوضى والتسيب في جمهورية الغاب التي تسعى البوليساريو إلى تحقيقها، وهي التي فشلت في تنظيم زيارة المسؤول الأممي الأول وتأمين سلامته الشخصية، ومنع الفوضى والارتجال والعشوائية التي رافقت هاته الزيارة رغم الاستعدادات التي قامت بها البوليساريو والجزائر.
مشاهد الفوضى والانفلات التي رافقت زيارة كي مون إلى مخيمات تيندوف، دليل واحد من بين أدلة كثيرة لمن يحتاج لذلك على أن البوليساريو بعيدة كل البعد عن أن تكون دولة أو حتى جماعة منظمة، رغم العدد القليل لسكان المخيمات، والتي تعتبر مجرد زقاق في مدينة بحجم مدينة الدار البيضاء أو مراكش.
عدم قدرة البوليساريو على ضبط الجانب الأمني لدى استقبالها بان كان مون، وفشلها في السيطرة على الوضع والذي كاد أن يتسبب في كارثة غير مسبوقة لو قدر للمسؤول الأممي التعرض لأي مكروه، أكبر خلاصة يمكن أن يخلص إليها بان كي مون الذي شاهد بأم عينيه الأجواء بتيندوف، حيث وقف على تقرير حي ومباشر يختزل كل شيء، لتنظيم عشوائي وبدائي لجبهة احترف قادتها منذ أكثر من أربعين سنة سرقة المساعدات الغذائية لمراكمة ثروات شخصية بدل بناء الإنسان الذي هو قوام بناء الأوطان.
واقعة اليوم تفضح المستور، وتعصف بزيارة المسؤول الاممي الذي سيتذكر هذه الزيارة جيدا والتي كادت أن تتحول إلى ذكرى حزينة في مساره الدبلوماسي.
إسماعيل هاني