اعتبر الرئيس السابق للدبلوماسية الأوروبية خافيير سولانا أن الوضع في الجزائر "التي تعاني من عدم اليقين السياسي والاقتصادي " يدعو إلى القلق.
وكتب خافيير سولانا في مقال تحليلي يحمل عنوان " وعد وخطر في الجزائر" نشره الموقع الإلكتروني (بروجيكت سانديكيت)، أنه بعد خمس سنوات من بداية ما يسمى بالربيع العربي "لم يول المجتمع الدولي اهتماما يذكر لدول مثل الجزائر"، والتي سيعود مصيرها مرة أخرى على رادار العالم ".
وأكد سولانا أن " الرئيس بوتفليقة المريض لم يظهر علنا منذ أكثر من سنة وطرحت تساؤلات هامة حول كيفية تنظيم الانتخابات الرئاسية سنة 2019".
وفي مقاله التحليلي، أكد سولانا الركود السياسي الذي تعيشه الجزائر منذ سنوات، مؤكدا أن "الإجماع الذي كان من المفترض أن يجسد السياسة الجزائرية أحدث شللا لسنوات عديدة على مستوى صنع القرار ".
وأضاف أن "الجهود المبذولة على مدى السنوات الثلاث الماضية للحد من قوة أجهزة الأمن والمخابرات ليس سوى مصدر واحد ومظهر من مظاهر التوتر السياسي الداخلي".
وأشار المحلل إلى أن "التحديات الخارجية زادت من تفاقم الوضع بالجزائر، وخاصة الانخفاض الحاد في أسعار النفط"، مضيفا أن "صناعة النفط والغاز تمثل تماما 97 في المائة من دخل الصادرات الجزائرية، وأن الانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ يونيو 2014 أدى إلى استفحال النموذج الاقتصادي للبلاد ".
وأوضح أن تراجع عائدات النفط يوحي بأن " الحكومة الجزائرية لا يمكن أن تحافظ على مجموعة واسعة من الإعانات التقليدية لضمان السلم الاجتماعي والحد من الاحتجاجات".
وأشار إلى أنه " إذا لم ترتفع أسعار النفط قريبا، سيضطر قادة الجزائر إلى اتخاذ تدابير أكثر جذرية قد تعرض الاستقرار الاجتماعي للخطر".
وبالنسبة إليه، فإن " الجيل الجديد من الشباب يفتقر إلى نفس الخوف من الصراع الاجتماعي الذي يشعر به آباؤهم وأجدادهم " معتبرا أنه " في هذا السياق الاجتماعي، إذا استمرت الصعوبات الاقتصادية والاحتجاجات فإن الثورة قد لا تكون بعيدة المنال".
وخلص سولانا إلى أن "التحدي الشديد الذي يشكله انهيار أسعار النفط والسياق الإقليمي المقلق يدعو إلى الحاجة الملحة للتغيير في الجزائر ".
وتثير الوضعية الأمنية في الجزائر العديد من المخاوف عبر العالم.
وحذر صحفيون ومحللون سياسيون وخبراء من مشارب مختلفة منذ عدة أشهر من سيناريو تصاعد الرعب شبيه بالنموذج السوري الذي قد يطفو على السطح بسبب انعكاسات انهيار أسعار البترول، وفراغ السلطة وغياب الآفاق بالنسبة للشباب.