القليل من يعرف انه لما قررت فرنسا تكوين دولة في المناطق الصحراوية التي اكتشف فيها البترول ورفض الاستعمار الفرنسي انداك الإعتراف بحق الجزائر في صحرائها وكانت تعتبرها من حق الدولة الفرنسية ودليل على ذلك انها أسست لها وزارة خاصة.
إجراء جندت له آنذاك فرنسا العديد من الفرنسيين وغير الأوربيين من المتعاونيين مع فرنسا وأعطت للمنطقة حكما ذاتيا وذلك من أجل إستغلال مطلق للثروات الطبيعية ولمواصلة تجاربها النووية خصوصا بصحراء الهكار ،امر لم تجد معه الحكومة الجزائرية الا الالتجاء الى المغاربة من اجل وقف المشروع الفرنسي الرامي الى خلق دويلة في المناطق الصحراوية الجزائرية.
موقف اظهر الموقف البطولي للمغرب ملكا حكومة وشعبا ورفض المغرب آنذاك لاي تسوية من اجل استرجاع أراضي حدودية الا بعد ان ينال القطر الجزائري استقلاله التام وعدم قبوله لوجود دويلة بصحراء الجزائر.
موقف تنكرت له الجزائر للاسف مجرد ان نالت استقلالها وعوض الاعتراف بجميل الموقف المغربي سارعت الى التنكيل بالسكان المغاربة المتواجدين في مناطق هي بالأصل مغربية خصوصا بتندوف وبشار وحاسب بيضا.وقد أدى الامر الى الهجوم عليها وقتل العديد من السكان الأبرياء.
موقف يظهر كيف عجل نظام الجزائر بضرب عرض الحائط لكل المواقف النبيلة للمملكة المغربية بل زادت وتقوت اطماع الحكام لما تم اكتشاف الحديد بالجبيلات فرأت بانه لابد من منفذ بحري أطلسي ،فسارعت الى خلق مشاكل وهمية مست بشكل مباشر للوحدة الترابية للمملكة المغربية حتى لايطالب المغرب بأراضيه وبحدوده التي وعدت الحكومة الجزائرية بضرورة التفاوض بشأنها خصوصا وعد المرحوم احمد بن بلة للمرحوم جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله من خلال محادثات شهر مارس لسنة 1963 حيث صرح :”اطلب من جلالتكم امهالي بعض الوقت حتى يتسنى لي ان أقيم في الجزائر المؤسسات الجديدة،وعندما يتم ذلك في شهر شتنبر او أكتوبر القادم،نفتح حينئذ معا ملف الحدود،ومن المسلم به ان الجزائر المستقلة لن تكون وريثة فرنسا فيما يتعلق بالحدود الجزائرية”
المغرب في صحرائه وهذا امر محسوم فيه لاعتبارات تاريخية منطقية ولا ننتظر اي توجيهات من اي كان موقعه ورغم ذلك الشعب الجزائري الشقيق ملزم بمعرفة ما اقترفه نظامهم في تعطيل التقارب الشعبي المغاربي وأننا نسلك من اجل تقارب فعلي وناجح (وهذا ليس ضعفا منا بل قوة سيتذكرها التاريخ )،لأسلوب الحوار الفعّال والمطالبة بالإسراع بفتح الحدود لضمان تقارب قوي وعقلاني من اجل انطلاقة حقيقية للوحدة المغاربية.
احسان الزاهري (ام حمادة)