مات الدكتاتور سقط الطاغية الذي حكم ليبيا منذ 42 عاما، لقد أعدمه الثوار، لأنه أعدم الدستور والحريات والمجتمع السياسي والمدني في بلاده وحَكَمَ البلاد بيد من حديد.
بعد سقوط الدكتاتور بَدَأَتْ الديمقراطيات الغربية تحاسب قادتها الذين كانوا حلفاء موضوعيين للقدافي، ولم يتحرك ضميرهم وأبرز حلفاء القدافي كان الحزب الشعبي الإسباني، ورئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوصي ماريا أثنار وريث فرانكو.
الخنرال عليو لمرابط عوض أن يحاسب عائلته السياسية والمصالحية، اختار أن يهاجم المغرب، كأن المغرب كان حليفا للقدافي ولم يكن ضحيته، كأن المغرب هو من خلق الانفصال ورَعَاهُ في جنوبه، وأن القدافي لم يحاول أكثر من مرة القيام بانقلاب في المغرب، وكأن القدافي لم يُدَرِّبْ كوموندوهات محمد الفقيه البصري والشبيبة الإسلامية من أجل القيام بعمليات اغتيال في المغرب.
الخنرال عليو لمرابط تناسى كل شيء وتهيأ له أن أحسن طريقة لخدمة مصالح حليف القدافي خوصي مارية أثنار هو الهجوم على الدولة المغربية كأنها كانت حليفا للقدافي، وإقامة مقاربة بين ليبيا والمغرب وتصوير النظام في المغرب في صورة نظام شبيه بالنظام الليبي والدعوة إلى الإطاحة به.
كثيرون يعرفون ارتباطات عليو لمرابط بأصهاره في إسبانيا الفرانكفونية ويعرفون أن له جنسية أجنبية، وأنه عدواني وكثيرون لا يعرفون أنه أحمق وهو يعرف أن حمقه معروف ببعض الدوائر، ولكنه حُمْقٌ وصل إلى مستوى السفه، فالرجل أصبح سفيها بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولا يميز بين الأشياء وذاكرته بلغت من الثقب ما جعلها تتجاهل تاريخ المغرب الحديث حتى وإن كان حقده على المغرب قد جعله يخلط بين التمنيات والواقع وينسى صلابة المؤسسات والتوجه الديمقراطي المتدرج، الذي اختطه المغرب عندما كانت ليبيا تصادر الحريات وتشمع كل شيء وضاء في تاريخ البلد بعد الانقلاب على المَلِك ادريس الأول في 1969.
لو كان النظام المغربي قابلا للتشبيه بنظام ليبيا لما كان عليو لمرابط حيا الآن بعدما كان يكتب طرهاته في لوجورنال ودومان، كما يكتبها الآن، ولكان في عداد المفقودين كما حدث لأكثر من مثقف في ليبيا، الذين أُعْدِمُوا فقط لأنهم تخلفوا عن الخروج من أجل ملاقاة العقيد الذي أصبح فيما بعد إمبراطورا لِلِيبيَا و أفريقيا و العالمين.
لو كان المغرب كَلِيبيا، لما سمحَ لِعليو لمرابط أن يشتري رْيَاضًا في تطوان من أجل أن يقيم مشروعا سياحيا له أهداف مرتبطة بمصالح إسبانيا في شمال المغرب سنعرضها في حينها.
أكورا