أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إلى أن أمريكا سبق أن استهدفت بالقصف في ليبيا أمير تنظيم “جماعة المرابطون” مختار بلمختار، لكنها الآن ليست متأكدة من مقتله. وتتطابق هذه المعطيات مع فحوى تقارير استخباراتية فرنسية أشارت في حينها إلى أنه “لا يوجد ما يثبت مقتل بلمختار في أعقاب الغارات الجوية التي استهدفت معاقله في ليبيا.
وذكرت “واشنطن بوست” أن “المسلح الأسطوري” بلمختار استعصى على القبض لأكثر من عشر سنوات في شمال إفريقيا والساحل، وأنه تحدى تقارير سبق أن تحدثت عن مقتله، وأنه واصل حملته المتمثلة في القيام بعمليات الاختطاف وشن الهجمات التي ينفذها مسلحون تابعون له. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن “قوات أمريكية سرية خاصة مكلفة بمطاردة تنظيم “القاعدة” سبق وأن أعلنت منتصف العام الماضي أنها رصدته بينما كان يتجه إلى مزرعة خارج مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، حيث كانت مجموعة من المسلحين تتجمع لعقد اجتماع”، وأشارت إلى أن “مسؤولين أمريكيين كانوا في حالة تأهب قصوى لعدة أيام، لكن بلمختار ورفاقه كانوا يتخذون احتياطات كبيرة تتمثل في تجنب استخدام الاتصالات الإلكترونية والتغطية على تحركاتهم”.
وتابعت الجريدة الشهيرة أن” مقاتلتين من طراز أف15 كانتا تحلقان في المنطقة رصدتا أحدهم فأطلقتا عدة قنابل من زنة 226 كيلوغرام، مما أسفر عن تدمير المزرعة ومقتل خمسة إرهابيين على أقل تقدير”. وأضافت الصحيفة، أن” ثمانية أشهر مضت، لكن الجيش ووكالات الاستخبارات الأمريكية لا تزال غير متأكدة من أن بلمختار لقي حتفه في تلك العملية”. وأشارت إلى أن النقاش الذي تلى العملية يبين مدى التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة أثناء شنها هجمات في مناطق ليس لها فيها سوى وجود عسكري صغير، مثل ليبيا وسوريا واليمن”.
وينحدر مختار بلمختار البالغ من العمر 44 سنة من ولاية غرداية، والتحق بالقتال في أفغانستان عام 1989، عندما لم يكن يتجاوز عمره الـ17 سنة، وفي 1993 عاد إلى الجزائر على خلفية تشكَل أولى الجماعات الإرهابية، وانضم إلى “الجماعة الإسلامية المسلحة” ثم أصبح من أبرز قياديي “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” عندما تأسست في 1998، وبعدها “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، عهدت إليه “مهمة” تنسيق العمل المسلح في الصحراء الكبيرة، والبحث عن الأسلحة في مالي والنيجر بهدف نقلها إلى معاقل المتطرفين وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» عن وجود صلات قوية بين أمير تنظيم “جماعة المرابطون” مختار بلمختار وجبهة البوليساريو وأشار إلى أن صحراويين آخرين في مخيمات تندوف انضموا إلى جماعة مختار بلمختار .
بلقاسم الشايب الجزائر تايمز