حلت يوم السبت 20 فبراير 2016، الذكرى الخامسة لانطلاقة حركة 20 فبراير. هذه الحركة التي كانت ظهرت في سياق ما يُعرف بـ”الربيع العربي”، الذي كان حلّ بلون الدم لا بلون الربيع الأخضر.
في ذكراها الخامسة بنسختها المغربية، حاولت التنظيمات السياسية والحقوقية المعتادة أن تُعد لاحتفال ضخم بهذه المناسبة، واختارت العاصمة الرباط لهذا الغرض. غير أن واقع الحال لم يرتفع يوما، وخابت الأماني والطموحات لأنه لم تستند يوما إلى روح الشعب والناس.
لم يتجاوز عدد المحتفلين بالعاصمة الرباط الألف نفر. وتقزّم العدد ليقف عند سقف 300 محتفل، بسبب المناوشات والصراعات التي نشبت بين المحتفلين، ما ترتب عنه انسحاب الأغلبية.
لم يختلف الوضع في الدار البيضاء، فالذين قرروا إحياء ذكرى 20 فبراير لم يتجاوز عددهم المائة، وكذلك أنبأت عاصمة دكالة “الجديدة”، إذ بلغ عدد المحيين للذكرى 45 نفر. ومرورا ببني ملال وتادلة مجتمعتين، وقف العدد عند 130 محتفلا.
والملاحظ أن أبرز الوجوه التي ظهرت خلال الوقفات المنظمة بمناسبة الذكرى الخامسة لعشرين فبراير، كانوا من جمعيات المعطلين والطلبة الأساتذة المتدربين، حيث اختفت التنظيمات السياسية والحقوقية والجمعوية التي كانت تؤثث لمسيرات “مشاة الأحد” طيلة سنوات 2011 و2012 و2013. هذه التنظيمات لطالما أوهمت نفسها قبل كل شيء، أنها كانت تتحدث باسم الشعب، وتحمل هموم الشعب، وأن الشعب يريد…لكن اتضح أنها من كانت تريد، بل وتغرد خارج السرب، أما الشعب فكان يعرف جيدا ماذا يريد.
حكاية 20 فبراير بالمغرب، باستثناء شبابها الذي كان يرغب حقا في تحقيق مكاسب سياسة واقتصادية واجتماعية وحقوقية معقولة، أشبه بحكاية المثل المغربي القائل: “باك طاح..من الخيمة جا مايل”…فالذين أردوا تأجيج الوضع في شوارع المغرب على غرار ما حدث في تونس وليبيا ومصر، لم ينتبهوا إلى أن اقتراض الثورة وإسقاطها على المغرب هي عملية خاسرة من أصلها، فالمغرب دولة عريقة. المغرب دولة عاشت كل شيء، الثورات والاحتجاجات بطريقتها وخصوصيتها على مر السنين، لكن الأساس بقي هو هو.
للمغرب ثورته، وانتهى الكلام.
الأكوري