ما إن تم الإعلان عن تفكيك خلية إرهابية، تتكون من عشرة أشخاص كانوا يخططون لحمام دم، حتى انبرت بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية، التي يديرها صحفيون لا يهمهم معرفة الحقيقة والوصول إلى المعلومة، للتشكيك في العملية الاستيباقية، التي تعتبر أكبر ضربة لتنظيم داعش الذي وضع نصب عينيه مهاجمة المغرب.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التشكيك في تفكيك الخلايا الإرهابية، بل قاد عملية التشكيك سياسيون وقياديون ومنهم وزير إسلامي لم يقتنع بوجود الإرهاب حتى توصل برسالة مباشرة تهدده بالقتل من قبل جماعة التوحيد والجهاد، التي يتزعمها الأعور، وهناك صحفيون ليست لهم خلفيات في موضوع الإرهاب المعقد ولا يفهمون فيه شيئا، وبالتالي يقومون بالتشكيك في العملية.
لا يعرف المشككون أنه ليس من مصلحة أي دولة اليوم اختلاق أفعال إرهابية غير موجودة. فالإرهاب يؤثر على الدورة الاقتصادية ومجرد الإعلان عن وجود خلية إرهابية يعني خسارة أموال طائلة من عائدات السياحة، ولكن الإعلان يتم من أجل إقرار حق المواطن في المعلومة، أولا، تم من أجل تحسيس المواطنين بخطورة الوضع ثانيا.
طبعا الذين يشككون في وجود الخلايا الإرهابية وفي عددها هم من ينعم بالأمن والأمان والاستقرار، والذين يذهبون لعملهم دون أن ينتظرهم شدادو الآفاق من الشيشان ومن الواق الواق ليقنصوهم أو يفجروا مقاهيهم ومقرات عملهم، ولم يأت ذلك مجانا ولكن بفضل مجهودات جبارة تقوم بها الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
لكن لهؤلاء المشككين نقول إن الإرهاب لم يعد موضوع صناعة مؤامرة من أجل تحقيق أهداف سياسية ولكنه حقيقة واقعة لا يوجد بلد من البلدان، كيفكما كان ومهما كانت قوته، في منأى عن الإرهاب وضرباته، والنجاة من شره تتطلب مجهودات جبارة، ولا يوجد إنسان بمن فيه المشكك في معزل عن شرارات الإرهاب.
فإذا كان هؤلاء المشككون على يقين بأن الإرهاب مجرد حكاية من صناعة الأجهزة ما عليهم سوى الذهاب إلى ليبيا، هذا البلد المغاربي، ليروا بأم أعينهم ماذا يفعل الإرهاب بالمواطن، وكيف حول حياة الليبيين إلى جحيم، وأن من يملك سلاحا يحكم الحارة بل هناك أناس لا يعرفون حتى لهجة القوم هم من يسيطر على الحياة.
وما على المشككين سوى الذهاب إلى سوريا والعراق واليمن وسيناء ليتأكدوا أن هناك إرهابا هذا إن استطاعوا العودة طبعا إن لم تنلهم رصاصات الجهاديين.
وفي فرنسا القريبة منا وقعت عمليات إرهابية، سواء عملية شارلي إيبدو أو كاشير أو المسرح وغيرها، ولم يشكك ولا صحفي واحد في العمليات بل الكل طرح السؤال الحقيقي كيف نتجاوز الإرهاب وننتصر عليه.
عزيز الدادسي