تهكم على فتاويه الكثيرون، ومنهم من اتهمه بالتلاعب بالمقدسات وتضليل الشعب وتشويه صورة الدين الإسلامي، بل طالبوا برأسه .. لكنهم جاهلون لمقاصد مذهبه في فهم الدين الاسلامي المبني على التيسير لا التعسير .. لذلك سيظل بعد رحيله رائدا لا يتكرر أمثاله إلا لماما في تاريخ الفقه الإسلامي المغربي بالخصوص كالعلامة ابن الصديق ووالده العلامة محمد الزمزمي...
سار الراحل الذي وافته المنية الأربعاء الأخير بعد معاناة مع المرض اللعين على نهج كبار الفقهاء المغاربة الذين لم يتورعوا في ولوج مجال الطابوهات وردمها، وسلاحه الوحيد كمن سبقه ممن بصموا التراث الفقهي الاسلامي أن لاحياء في الدين، وإن أغضب ذلك الكثيرين ممن يمنعهم الكبث الجنسي من قول الحقائق دون «لف ولا دوران» واتهموه بأنه فقيه «الجزر والدلاح».
استحق حقا أن ينعث أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب، وأن يكون أحد أعمدة جمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل التي يترأسها وله فضل الابتعاد عن الغلو والتطرف في زمن الشعوذة السياسية. ولأنه ظل لصيقا بهموم البسطاء منذ تولى الخطابة بمسجد الحمراء بالمدينة القديمة بالدر البيضاء، فإنه ولج قبة البرلمان كنائب وحيد عن حزب النهضة والفضيلة رغم منافسة مرشح سانده من يتقاسمون معه نفس المرجعية والمعين الإيديولوجي، ولم يتردد في تسميته آنذاك ب«حزب الندالة والتعمية» في إشارة لحزب رئيس الحكومة الحالي رغم أنه كان من الداعين إلى وحدة العلماء والحركات الإسلامية منذ سنوات، ومؤلفه كتابه «آفاق الصحوة الإسلامية بالمغرب» شاهد على ذلك وساهم في إثمار الوحدة التي أعلنت في ما بعد بين جمعية الرابطة الإسلامية وحركة الإصلاح والتجديد التي أصبحتا تكونان حركة التوحيد والإصلاح الدراع الدعوي والمرشد الديني والأخلاقي لسياسي حزب العدالة والتنمية في البرلمان والحكومة.
لا حرج في استخدام الجزر لإشباع الرغبات الجنسية عند النساء. ولا حرج في مداعبة دبر الزوجة بقضيب الزوج. ولا خرج في تقليد الأزواج لبعض الأوضاع الجنسية في الأفلام الإباحية، وللزوجة أن تستمتع بذكر زوجها كيفما تشاء، وله أيضا أن يستمتع بفرجها كيفما يشاء وغيرها هي بعض من فتاويه التي استنكرها البعض في العلن وأغرموا بها في السر، وإن وصفها البعض بأنها خزعبلات وأنها لا تستند على أساس فقهي وقواعد الدين، لكنها جعلت منه فقيها جريئا لا يخشى الطابوهات.
«رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان».... آمين.
بقلم الزميل: لحسن أوسي موح