تستمرّ منطقة تندوف الجزائرية منطقة عبور للأسلحة والمجموعات المتشددة اللتين تهربهما حركة بوليساريو في اتجاه مالي أو ليبيا.
ورغم ان المغرب نجح في محاصرتها عسكريا ودبلوماسيا، فإن الجبهة الانفصالية تواصل الاستثمار في التهريب لدعم التنظيمات الإرهابية.
وقالت صحيفة "العرب" اللندنية إن السلطات الأمنية المغربية أحبطت مخططا تورطت فيه بوليساريو للوساطة بين تنظيم الدولة الإسلامية ليبيا ومناصريه في المغرب، بتوفير الوسائل لتهريبهم عبر الحدود المغربية الموريتانية.
وقال بيان لوزارة الداخلية المغربية إنها نجحت في تفكيك خلية إرهابية على صلة بما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" تتكون من سبعة متطرفين ينشطون بمدن مراكش والعيون وبوجدور.
وأضاف البيان أن عناصر هذه الخلية الذين خططوا في بادئ الأمر للالتحاق بمعاقل الدولة الإسلامية بالساحة السورية والعراقية، قرروا تغيير وجهتهم نحو فرع التنظيم بليبيا، عبر الحدود المغربية الموريتانية، وذلك بمساعدة انفصاليي البوليساريو المختصين في شبكات التهريب والجريمة المنظمة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها التحقيقات عن تورّط بوليساريو في دعم مجموعات إرهابية ومساعدتها على الالتحاق بمناطق الصراعات.
فقد أشارت تقارير مختلفة في 2013 إلى انطلاق عشرات المسلحين التابعين لـ"القاعدة" من مخيمات تندوف التي تسيطر عليها بوليساريو بدعم من الجزائر، والتحاقهم بالمجموعات المتشددة شمال مالي للمشاركة في القتال ضد القوات الفرنسية التي بدأت هجوما واسعا على مواقع نفوذ تلك المجموعات.
وتم إلقاء القبض على متشددين اعترفوا بأنهم من تندوف ويشاركون في القتال إلى جانب متشددي حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وأنهم تدربوا على أيدي عناصر من البوليساريو قبل التحاقهم بمالي.
وجاء في اعترافات تلك العناصر أن المتشددين القادمين من تندوف هم الكتلة الأكبر ضمن المجموعات الأجنبية التي التحقت بمالي خلال الأشهر التي سبقت التدخل الفرنسي.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في تقرير سابق لها من أن مخيمات تندوف قد أصبحت فضاء خصبا لبروز التطرف في ظل الظروف الاجتماعية والصحية السيئة التي خلقتها بوليساريو.
وأبرزت دراسة أعدها مرصد "إيكويليبري" الإيطالي للدراسات الجيواستراتيجية أن مخيمات تندوف أصبحت مفتوحة أمام تطرف "القاعدة بالمغرب الإسلامي".
بلقاسم الشايب الجزائر تايمز