كشفت التعيينات الجديدة في مناصب المسؤولية، التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهمت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وشركة الخطوط الملكية المغربية، عن النظرة الثاقبة والقرار السديد لجلالته في انتقاء المسؤولين، وسياسته التي بدأ في تكريسها بالاعتماد التام على ذوي الكفاءات العليا والتجارب المهمة والأيدي النقية.
فمنذ جولة جلالته التاريخية إلى دول الخليج العربي، أعطى الملك محمد السادس دفعة قوية إلى علاقات المغرب، وإحداث تغيير حقيقي ونموذجي في الدبلوماسية الملكية الجديدة، سواء من حيث الخطابات السامية المختلفة، أو التموضع المغربي القوي، أو عبر تدبير الأزمات، أو النفاذ في عمق القارة الإفريقية، أو التحديات والهجومات لخصوم المغرب التقليديين، حتى باتت المملكة المغربية، ضمن اللاعبين الكبار، على المستوى العالمي. ولذلك يكون الحرص الملكي منصبا على الاعتماد على المسؤولين الأكفاء، والجديرين بالثقة السامية.
فبالنسبة إلى حدث تعيين ناصر بوريطة، وزيرا منتدبا في الشؤون الخارجية، يظهر الهاجس الحقيقي لجلالة الملك في الاعتماد على مسؤولين أثبتوا نجاعتهم وعلو كعبهم في الحوار، والتفاوض، طيلة مشواره المهني، وأبلى البلاء الحسن، في كافة المسؤوليات والمهام التي أنيطت به، بحنكة رجل الدولة الكفء، والناجح في مساره المهني.
ناصر بوريطة أثبت كفاءته عن جدارة واستحقاق، فقد حظي باحترام وتقدير محاوريه، ورجل عمل أثبت جدارته وفعاليته إلى جانب الثنائي صلاح الدين مزوار ومباركة بوعيدة.
فبوريطة، رجل حوار حقيقي، وينتظر أن يقوم بالشيء الكثير في المحافل الدولية لفائدة المصالح العليا للمغرب والمغاربة، وفي مقدمتها القضية الأولى لجميع المغاربة، الصحراء المغربية.
وقد تمكن بوريطة من تحقيق نتائج هامة وأعطى النموذج والدليل القوي على أنه جدير بالمهمة الجديدة التي أنيطت به، خصوصا أنه يحمل تجربة غنية في مساره المهني، بحيث تقلد، من دجنبر 2003 إلى 2006، منصب رئيس قسم منظمة الأمم المتحدة، ومن 2006 إلى 2009 مديرا للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومن أكتوبر2007 إلى غشت 2011 مديرا لديوان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومن مارس 2009 إلى غشت 2011، منصب سفير مدير عام التعاون الشامل والعلاقات المتعددة الأطراف.
أما بخصوص عبد الحميد عدو، المدير العام الجديد لشركة الخطوط الملكية المغربية، فهو الآخر رجل جدير بالثقة المولوية، وذلك لما راكمه من تجارب ونجاحات على مختلف المسؤوليات الهامة التي تولاها طوال مشواره المهني.
عبد الحميد عدو، المدير العام السابق للمكتب الوطني المغربي للسياحة، المعين اليوم على رأس شركة الخطوط الملكية المغربية، خلفا لإدريس بنهيمة، فهو يعتبر واحدا من أكفأ رجالات المغرب، وهناك إجماع تام لدى كل من اشتغلوا تحت إمرته، على أنه رجل تسيير محكم بامتياز.
تعيين ناصر بوريطة وزيرا منتدبا في الشؤون الخارجية، وعبد الحميد عدو، مديرا عاما لشركة الخطوط الملكية المغربية، يؤكد بما لا يترك أي مجال للشك، على أن اختيار صاحب الجلالة لهذين الاسمين كان في محله، ويرتقب مستقبلا أن يعطي الرجلان دفعة قوية للمؤسسات التي حظيا بالمسؤولية عليها بثقة مولوية سامية.
محمد البودالي