وجهت السلطات التركية صفعة جديدة للعدل والإحسان، هذه المرة في شخص مغني الجماعة، رشيد غلام، الذي منعته السلطات التركية من ولوج أراضيها مساء الثلاثاء الماضي، وقضى ليلة كاملة بمطار اسطنبول قبل أن يسمح له بالدخول، الأربعاء، بأمر من ديوان رئيس الوزراء داوود أوغلو، كما زعم.
قبل غلام منعت السلطات التركية ندوة لمؤسسة عبدالسلام ياسين، كما منعت الناطق الرسمي باسم الجماعة فتح الله أرسلان من دخول الأراضي التركية...
طبعا، السلطات التركية بدأت تعي الخطر الذي تشكله الجماعة المحظورة، وما ينطوي عليه احتضانها من مخاطر على أمنها القومي، لذلك بدأت تتعامل بكل رباطة جأش، وحذر مع وجوه العدل والإحسان البارزين...
وما شفع لغلام، في نهاية المطاف، لدخول الأراضي التركية هي كونه مجرد غلام يقيم السهرات، وينشط الحفلات، وأشياء أخرى... وبالتالي فإن شخصا مثله، يحمل سجلا مليئا بجرائم الفساد الأخلاقي، يمكن التغاضي عنه بعد " اتسخسيخة" دامت ليلة كاملة، ما دام أقصى ما يمكنه أن يفعله هو الخيانة الزوجية...
في هذه الحالة، وكدأبه، حاول غلام أن يحوّل الأنظار عن حقيقة المنع الذي مارسته السلطات التركية، حيث ادعى على صفحته بـ "الفايس بوك" أن المخزن (…) ومخابراته (…) وَسَمتني في إخبارية سرية أنني شخص خطير قد يهدد أمن الدولة. لكن الحمد لله من ديوان رئاسة الوزراء التركية يجيء النفي. ويبدد الريب، مضيفا: أحمد الله واشكر أصدقائي الذين استنفروا لهذا الحدث وحركوا الخارجية و الداخلية التركية لدفع هذه الإهانة...
وهو تبرير لا يستند على أي أساس إلا محاولة تصريف الحقد الدفين إزاء ما يسميه المخزن، مادامت السلطات التركية لم تخبره بدواعي المنع، وما دام مسلسل منع قياديي العدل والإحسان قد انطلق، في سياق الاحتياطات الأمنية التي تتخذها تركيا ضد أنصار حزب الله ومريدي حوزة -قم-.
وإذا كانت الهواتف قد تحركت بالفعل، لما كان غلام اضطر للانتظار حتى بزوغ شمس اليوم الموالي لكي يتسلل من المطار، صاغرا مدلولا مندحرا.
اليوم يسعى الغلام إلى إيجاد تبرير، وأن يظهر بمظهر الرجل (بين قوسين) القوي، الذي توفر له رئاسة الوزراء التركية الحماية والتغطية من أجل أن يلج البلاد، علما أن ما يهم رئاسة الوزراء هو حماية أمن واستقرار البلاد من الأخطار لا حماية منشد تافه يحسب "كل صيحة هي العدو"، وليس المغرب بحاجة إلى بعث إرسالية ضده، مادام سجله حافل بما تنطوي عليه كينونته من خيانة وغدر، تجعل كل مطارات العالم تمنعه من الدخول قبل أن تنظر في ملف سوابقه وإدعاءاته.
إدريس شكري