عزيز الدادسي
أصدر قطاع التربية والتكوين والهيئة الحقوقية التابعين لجماعة العدل والإحسان بيانين منفصلين حول قضية تفريق الأساتذة المتدربين ببعض المدن يوم الخميس الماضي، ودعت الجماعة إلى تشكيل جبهة وطنية لحماية الأساتذة المتدربين، وأبانت عن حمية زائدة، حيث أنه يوم كان يخرج هؤلاء في شوارع الرباط ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، وينظمون الوقفات والمسيرات لم تكن الجماعة تساندهم ولا تدافع عنهم.
لكن الجماعة وكعادتها دائما تريد اقتناص الفرص واغتنام الوجبات الدسمة كي تظهر للوجود وتُظهر لأتباعها أنها قادرة على الفعل، فهي دائما تختبئ وراء الحركات الاجتماعية، التي تعتبرها حلقة من حلقات القومة الإسلامية (الثورة من أجل الخلافة)، ولا تترك الفرص تمر حتى تعلن عن مشروعها.
فما الذي أخرج الجماعة بعد مرحلة كمون طويلة منذ إعلان انسحابها من حركة 20 فبراير؟
الجماعة تعاني من عدم القدرة على إقناع الأتباع بجدوى مغادرة حركة 20 فبراير، خصوصا بعد أن تضررت صورتها نتيجة الفضائح الأخلاقية التي ارتكبها أتباعها في العديد من المواقع بمن فيهم كريمة مؤسس الجماعة، هذه الفضائح شكلت ضربة قوية لصورة الجماعة الداعية للأخلاق، فاختار شيخها قبيل وفاته الرجوع إلى الوراء حيث جاء انسحابها من الحراك بشكل مفاجئ.
اليوم قررت الجماعة العودة من جديد إلى الشارع والإعداد لإحياء حركة 20 فبراير، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى شهرا ونيف من الأيام، لكنها تبحث عن مداخل لهذه العودة لهذا اختارت أن تقتحم حركة الأساتذة المتدربين لتؤجج الغضب.
السؤال الذي يطرحه كثيرون لماذا انسحب الأساتذة المتدربون في فاس وطنجة لما أخبرتهم السلطات بمنع المسيرات لظروف أمنية وتفاديا للفوضى وفضل نظراؤهم بالدارالبيضاء وأكادير ومراكش الاصطدام مع رجال الأمن؟
الجواب بسيط وحسب معلومات دقيقة وحسب أشرطة فيديو مسربة في مواقع التواصل الاجتماعي فإن عناصر مندسة من الجماعة ومن حزب النهج الديمقراطي ورطت الأساتذة في المواجهة من خلال رشق عناصر القوات العمومية بالحجارة وخلق أجواء التدافع والشحن.
وللأسف الشديد فإن الأساتذة المتدربين لهم مطالب اجتماعية واضحة تتجلى في إلغاء المرسومين، ويمكن الوصول إلى حل عن طريق الحوار مع الجهات المعنية، لكن الجماعة لها أهداف أخرى وبالتالي لا غرض لها في حل الملف وإنما تريد له أن يغرق في مزيد من المشاكل حتى تستغل المعنيين الحقيقيين كحطب جهنم لتحقيق أهدافها.
ومن أجل تحقيق أهدافها قامت الجماعة باتصالات سرية مع مجموعة من الفعاليات قصد الخروج غدا في مسيرة الأحد، التي تريد تحويلها إلى شكل من أشكال الفوضى، وتبين أنها هي التي تقف وراء الصفحات المفبركة والصور الفوطوشوب التي من خلالها حاولت تأجيج الرأي العام مدعية أن دماء سالت في الشارع، لكن المواطن المغربي لن ينساق خلف الدعاوى المشبوهة لأنه يعرف أن الهدف ليس هو الديمقراطية ولكن تحقيق أهداف شبيهة بتلك التي تحققت في بلدان "الربيع العربي" التي تحولت إلى حرائق.