عندما يستجدي العقم الجماهيري العنوسة السياسية يتيه النضال الديمقراطي
كانت صدمة العديدين كبيرة وهم يسمعون أن الحريف اليساري أصبح مريدا يذهب مسرعا إلى جلسات الذكر السياسي في دار الخلافة بسلا من أجل مبايعة الإمام. سأل العديدون أنفسهم “إلى الأمام عند الإمام؟ الأماميون لدى الإمايين؟ هل الأمر ممكن؟” وإذ تحدث البعض وطرح سؤال الزيجة الباطلة بين الطرفين، فإن آخرين طرحوا ماهو أهم من التحالف الذي يظل اختيارا يحترم على كل حال. لقد طرحوا سؤال السبب، وسؤال العلاقة مع الديمقراطية في كل التجارب الجماهيرية التي دخلها التياران معا سواء بالنسبة للماركسية أو للعدليين كانت النتيجة واحدة: الرغبة في الهيمنة والسلطوية على التنظيم أو الإطار الجماهيري الذي تم الاشتغال داخله. يكفي هنا للتدليل على الأمر ذكر إطارين جماهيريين : الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالنسبة للعدل والإحسان، ثم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالنسبة لليسار الجذري. في الإطارين معا لاصوت يعلو على صوت التيار المتطرف سواء كان يساريا أو كان من اليمني الديني، حتى أن السؤال يطرح داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن موقع أحزاب أو تيارات أخرى غير النهج من الإعراب النضالي والتسيير للإطار، من قبيل الطليعة أو اليسار الاشتراكي الموحد وبقية الأطياف. أما العدل فالكل يعرف مافعلته في “أوطم” يوم “وطأتها” وأصبحت تابعة لدار الخلافة السلاوية لا تقبل أي فصيل آخر غير فصيل الياسينيين ولا شيء بعد ذلك، وإن اضطر العدليون لإعمال شرع أيديهم وقتل الطلبة المخالفين. لذلك لامفر من طرح سؤال الالتقاء هذا، وهو سؤال هام عن هاته العلاقة بين العنوسة السياسية لدى الجماعة الناتجة عن البقاء يتامى بعد “الإمام” سجناء لما كتبه، منتظرين تحقق نبوءاته كلها، وبين العقم الجماهيري ممثلا في تنظيمات يسارية لا ترى بالعين المجردة، وكل ماقد تفعله الآن لإثارة الانتباه حول وجودها هو أن تضع اليد في يد حليف لا علاقة له بها إلا في مسألة عدم الإيمان بالديمقراطية هاته إلا للوصول. ثم لابد من المرور على وهم يقال لنا وصدقناه لفرط ما تم ترديده عن قوة “العدل والإحسان”. هذا أمر طيب أن يكون لك تنظيم قوي جماهيريا تهدد به من تريد متى تريد، لكن لاينبغي أن ننسى 2011 الشهيرة، لا ينبغي أن ننسى أن هذا التنظيم (القوي) مارس الاستعراض السياسي لقوته كل أحد في “بيك نيك الديمقراطية” أو “ويكاندات الصراخ” مثلما أراد لمدة تسعة أشهر بالتمام والكمال. وفقط حينما اقتنع أن الشعب المغربي لن يتبعه في المخطط قرر النزول من حافلة الراحة المسماة 20 فبراير وقال “أنا أختار طريقة أخرى للنضال”. بمنطق الظاهر الحركة جنبت البلاد حمام دم خطير، مثلما يقال في الأبجديات الإشهارية للياسينيين ومن معهم. لكن بمنطق الواقع، الجماعة فهمت أنها لن تصل إلى ماتريده عبر استعراضات الأحد الربيعية، فقررت النزول لأن الأمر أنهكها واستهلك كل قواها، واستوعبت أنها لن تحقق به شيئا، فأزالت عنها كل شعارات الربيع العربي، وتركت شبابا حائرين وراءها كانوا يجدون قربهم أنصار العدل والإحسان في المظاهرات أيام “الهوندات والميكروفونات وصراخات (هذا المغرب وهادو ناسو)”، ثم اكتشفوا أنهم بقوا وحيدين لأن أجندة الجماعة لم تتبنهم في يوم من الأيام.
للحكاية تاريخ الحكاية في المغرب اليوم لم تبدأ اللحظة، ولم تبدأ في الربيع العربي المزعوم، ولكنها ابتدأت قبل ذلك بكثير ومرت من منعطفات عدة، وجرب فيها الناس كل أنواع المغامرات، ثم استقر القرار باليسار الديمقراطي في البلد إلى الاقتناع بحكاية عاقلة وعقلانية منذ أواسط السبعينيات، إسمها الاختيار الديمقراطي أي اختيار النضال من داخل المؤسسات، واختيار الإصلاح التدريجي لهذا البلد، واختيار التدرج في الوصول إلى الإصلاح، والاقتناع قبل الوقت أن أي تدافع دموي بين الناس هنا سيكون ثمنه أغلى منا جميعا. لذلك قالها المغاربة ويقولونها: لم ننتظر شلالات الدم والفوضى التي تفجرت بعد ربيع الناس المزعوم لكي نعرف معنى الاستقرار والحفاظ عليه، ولكي نستوعب أن أي تغيير في البلد لايمكن إلا أن يكون هادئا وتوافقيا وبنا جميعا كل في موقعه، وإلا لن يكون أبدا. لماذا تأخرت الأمور؟ أو لماذا لم يستطع مشروع يساري ديمقراطي حمل الرسالة حتى منتهاها وإيصالها إلى بر الأمان أي إلى بر إقناع الشعب بها؟ هذا سؤال آخر له علاقة بحصار اليسار الديمقراطي المشتغل داخل المؤسسات وبقائه رهين قيادات شائخة وفاقدة للمصداقية، واشتغاله من داخل منظومته الحزبية أو التنظيمية على عدم تمكين القيادات الشابة فيه من المسؤولية يوما. من يتذكر الآن الحروب التي خاضها العديدون، سواء مباشرة أو بالوكالة ضد القيادات الشابة الصاعدة في ومن قلب اليسار؟ من يستطيع اليوم القيام بالنقد الذاتي اللازم للاعتراف أن ماتعرض له الشباب في الأحزاب اليسارية الكبرى من تضييق عليهم لإبقاء الزعامة بين أيدي المزمنين هو سبب من أسباب أزمة هذا اليسار اليوم الذي لم ينتج قيادات كاريزمية تستطيع إقناع المغاربة بالاصطفاف وراءها؟ لا أحد يريد التذكر، وإلا فإن قيادات مثل الساسي أو طارق أو غيرهما كان من الممكن في مقاربة أخرى للأشياء أن تشكل بديلا مقبولا لو ساعدنا جميعا، ونكرر كلمة “جميعا” لأنها مهمة ولأن العديدين انخرطوا في لحظة ما في الصراع إياه والنتيجة هي أن من بقوا ممسكين بتلابيب اليسار أو من هم في حكم قادته الآن لايملكون هذا السند الجماهيري ولا يرى فيهم الشعب المغربي أي إغراء ولا في عرضهم أي مستقبل يمكن الرهان عليه، لذلك هم حبيسو مناصبهم القيادية في أحزاب تموت يوميا بفعل تكالبهم عليها هم والأتباع دونما تصور حقيقي لإصلاحها إصلاحا يعيد إليها دورها الذي يفترض أنها أسست وتتلقى مسببات وجودها من أجله، أي تأطير الناس والإتيان بهم إلى صفوفها
وحده تجديد قيادات اليسار الديقراطي هذا، من شأنه أن يعفينا من رؤية نتائج الزيجة الباطلة بين دار الخلافة السلاوية وبين بقايا ديكتاتورية البروليتاريا، مثلما فهموها أو مثلما قيل لهم أن يفهموها، خاصة وأن مستقبل هذا التحالف لا يحمل في طياته أي عرض سياسي حقيقي للشعب. فالجماعة ومهما قالت في أدبياتها الجديدة إنها حية باقية وتتمدد، إلا أنها في دواخلها تعرف أنها بقيت حبيسة تراث ياسين وماكتبه وهو كله مؤسس على الحلم بدولة الخلافة، وهي – للصدفة الماكرة – دولة يحلم بها أيضا البغدادي في مكان ما بين الموصل العراقية والرقة السورية، والوسائل وحدها تختلف في الوصول إليها. أما الفكرة المؤسسة فواحدة مبنية على تطبيق الشريعة فينا بمنطق القرون الفائتة وإعادتنا قسرا إلى السنة الصفر من انطلاق الدين كله، وهي عودة يعترف أهل العقل من بيننا بمن فيهم المنتمون للإسلام السياسي أنها بكل بساطة…غير ممكنة إلا في حالة واحدة: أن نقرر الانتحار السياسي والحضاري والالتحاق بما التحق به الدواعش قبلنا. هو نفس الحلم لكن بطرق مختلفة مهما تم تزيين القول ومهما تم تزوير تقديمه. وعلى الأقل في هاته النقطة لعبد الإله ابن كيران وللتيار الذي يمثله عبد الإله ابن كيران ميزة الوضوح، وفضيلة الانضمام لتصور عاقل للسياسة من داخل مؤسسات البلد ووفق الممكن وفنه أي وفق السياسة حقا، حد وجوب الاعتراف بأن بنكيران وحزبه يؤسسان لتجربة الديمقراطية الإسلامية أسوة بالديمقراطية المسيحية في أوربا ، ويقبلان بشكل أو بآخر مع التحفظ على العبارة واستعمالها في هذا السياق وهي غير مفهومة بعد بشكل كاف في مجتمعاتنا، بالعلمانية لأنهم يعرفون أنها البديل الوحيد لمقاربة سياسية تحتوي جميع الأطراف سواء في تركيا أو في المغرب أو في أي مكان آخر.
وبالقدر الذي يبدو فيه قول هذا الكلام سهلا، بالقدر الذي يجب الاعتراف أن تطبيقه صعب للغاية، وأن ابن كيران ومن معه يبذلون الجهد مضاعفا سواء داخل تيارهم أو في مواجهة التيارات الأخرى المشككة أو المعادية أو المتحفظة لإقناع الجميع بصدقيتهم، ويقومون بما هو أصعب: المشاركة في تسيير الشأن العام ويضعون اليد في “العصيدة” المغربية”. وهذا الأمر أشق بكثير من رفع شعارات متطرفة ترفض كل شيء ثم الانزواء في الظل في انتظار غودو الذي لن يأتي أبدا، وهو حال العقيمين جماهيريا والعانسين سياسيا من الأماميين “إلى الأمام” والإماميين” أتباع إمامهم ياسين ،الذين يجلسون على ناصية كل مايحدث غير قابلين لشيء مختارين العمل من خارج المؤسسات، ثم مدعين أن كل الذين لا يشاركون في الانتخابات من المغاربة العديين هم أتباع لهم وهم عدميون مثلهم يرفضون اللعبة السياسية مثبلما هي جارية اليوم. لكن يخفى على ذوي الحصافة هؤلاء أمر بسيط للغاية، يدحض روايتهم للأشياء، ويؤكد أن المغاربة الذين لايصوتون لا علاقة لهم بهم هي أن تجمعاتهم لا يحضرها إلا بضعة أنفار، ولا تحظى إلا بوجود المنتسبين لجماعتهم أو المحسوبين على تيارهم، أما المغاربة العاديون فبعيدون كل البعد عن هذا التطرف لأنهم يعرفون نتيجته منذ زمن بعيد، ولأنهم رأوا أيضا نتائجه على المستوى القريب بعدما وقع في دول التوتر الربيعي نسبة إلى ربيع الجزيرة ومن والاها مما اتضحت كل خيوطه الآن.
وللحكاية استمرار ذلك أن مالن يجادل فيه إلا القلائل اليوم هو أن ماوقع لم يكن ربيعا، ولم يكن مزهرا بالشكل الذي تم تقديمه لنا به، ولم يكن التقاء ورود ديمقراطية وحرية وشعارات حالمة بمستقبل أفضل للمكان، بل كان بالفعل انتحارا فوضويا خلاقا يريد الانتهاء من خارطة معينة، ويريد، مائة سنة ويزيد بعد سايكس بيكو، أن يرسم خارطة أخرى تساعده على مزيد من “التحكم” لمن يحب استعمال هاته الكلمة وتداولها في القاموس السياسي الحديث والقديم. ففي تونس اليوم لايمكن القول إن القيادة الحالية هي نتاج الربيع العربي، ولايمكن تصديق الإيهام بأن الشباب أوصلوا الباجي ومن معه إلى الحكم، مع كل ما في ذلك من رومانسية جميلة لكن ساذجة حد الغباء وإن تمت الاستعانة بنوبل للرباعي، وقام الغرب بكل وصلاته الإشهارية والتواصلية لإفهامنا أن الربيع انتصر في الخضراء وأسس فيها أول ديمقراطية في المكان كله. الحكاية ليست بهذا الغباء الحالم. الحكاية لها وجه آخر تماما يقوم على الاعتراف أن نخبة تونس التي تقود البلد حاليا هي نتاج رسكلة لنخب بنعلي من أجل منحها القبول ومن أجل منحها ما هو أهم : إقناعنا جميعا بأن ماتم كانت له نتيجة في نهاية المطاف رغم أن الأمر غير محسوم بشكل كاف في هذا الاتجاه. الحقيقة التي يقف عليها الراغب في قراءة موضوعية للوضع ككل هي أن المنطقة تحولت في مناطق توترها الربيعي إلى مختبر تجارب سياسية لنتيجة الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها رايس ذات زمن غير بعيد. ولمن يرغب في التعرف جديا على النتيجة الحقيقية لهذا المختبر عليه أن يطالع التجربة اليمنية اليوم، والتجربة السورية والتجربة الليبية، فهي الوجه الحقيقي لما تم الوصول إليه، وهي الدليل على أن وضع اليد في يد تيارات سلطوية هيمنية لا يوصل في النهاية إلا إلى الحروب الأهلية. ولا أدل على ذلك من نموذج مرسي يوم حكم مصر أو قيل له إنه سيحكم هو وتياره مصر، فمر مباشرة إلى التخلص من الجميع بغرض فرض تصوره لدولة اللخلافة مثلما يؤمن بها، وللمفارقة الصارخة، وهذا كلام يجب العودة سنوات قليلة إلى الوراء للتأكد منه، لم يجد أمامه في المغرب من أنصار غير الجماعة التي رأت فيه التجسيد الأمثل لحلمها ولطريقة اشتغالها ولكيفية وصولها إلى ماتريده في يوم من الأيام: الحكم ولا شيء آخر غير الحكم، باسمها وباسم إمامها لا باسم الله ولا باسم الشعب ولا باسم أي شيء آخر ومجرد كلمة الإمام هاته كان من المكن أن تشكل عبئا حقيقيا لليسار الجذري وعليه، للتردد ملايين المرات قبل وضع اليد في يد المؤمنين أن ياسين إمامهم، لأن كلمة الإمام هاته تحيل في كل متخيلنا السياسي وغيره على إمامنا علي كرم الله وجهه، وعلى الإمام في إيران وعلى أئمة اليمن ذات زمن مضى وانقضى، وعلى تصور معين للسياسة سيكون محزنا بالفعل أن يكون هو سقف اليسار الجذري اليوم. لكن على مايبدو هناك رهانات أخرى في الحكاية تجعل من الممكن اليوم التقاء خطابين أفلسا ويبحثان عن قفزة تبين في استعراضات 2011 أنها غير ممكنة لأن الشعب مؤمن بالنضال من داخل المؤسسات وبالتدرج والإصلاح الهادئ و ولايريد أن يستيقظ يوما على مشهد يشبه مشهد برلمان طبرق في مكان وبرلمان طرابلس في مكان ثان فيما 70 في المائة من بقية التراب تحكمها داعش بقبضة السلاح والرعب وجز الرؤوس وبقية الفظاعات وذلك السقف من الممكن العثور له على بعض التأصيل في العراق وسوريا قبل هذا الوقت بكثير، يوم كانت الوفود تلتقي ببعضها البعض في المؤتمر القومي الإسلامي ضيفة على صدام حسين مرة وضيفة على حافظ الأسد مرة أخرى، ترفع شعارات القومية تارة وشعارات الإسلامية تارة أخرى، تزدرد هناك أحلى المأكولات العراقية والشامية وتمررها بغير قليل من ماء العرق المصنوع في أرض الهلال الخصيب، وترفع الكاسات نخبا للانتصار القادم على يد التحالف بين من لا تحالف بينهم نظريا على الإطلاق. يومها كان حزب الله يجمع الكل في بيروت، وكانت زيارة “السيد” حسن نصر الله واجبة، وكانت الأمور سائرة في اتجاه آخر تماما يريد تبييض نفسه اليوم ويريد نسيان تلك الفترة والالتحاق بفترة أخرى لكم تبدو هي الأخرى غير قادرة على إقناع أحد بجديتها ولا بجدية الرهان عليها. لحسن حظنا هنا في المغرب رأينا الدرس في بلدان ثانية، وفهمنا أن هنا من يشتغل فقط من أجل تفكيك مؤسسات الدولة لديه، وصناعة كانتونات طائفية وقبلية وعشائرية والسماح للسلاح بأن يدخل من كل مكان إلى كل مكان. والمغاربة في هذا الصدد واضحون تماما: لا رغبة في المغامرة بالاستقرار. الإيمان بالإصلاح المتدرج والمتوافق عليه. إعطاء الوقت للوقت وإن بدا للعديدين اعتمادا على مساراتهم الشخصية ليس إلا أننا نتأخر، لأن الأمر يتعلق أولا وأخيرا ببناء وطن ديمقراطي، وليس ببناء مسار شخصي لواحد منا وإن كان في تصوره الشخصي إماما وكان في تصور أتباعه بعد مماته يستحق أن يقام له ضريح للزيارة والتعبد والتبرك وبقية الأشياء. هذا البلد يؤمن بنفسه وبقدرته على إبداع أشكال مواجهته لكل التحديات، ويؤمن بالمستقبل، مستقبل أبنائه، عكس الماضويين الذين بقوا أسرى ماكتبه لهم الإمام، وعكس الماضويين الآخرين الذين يسعون لتبييض الفكر السلطوي الماضوي لعبدة الإمام المزعوم. لذلك قلنا في بدء البدء إن الحكاية ستستمر مع ودون الكثيرين، وقبلنا إن التقاء الأماميين والإماميين أمر عجب ونشاز وفق كل تصورات السياسة الممكنة وغير الممكنة أيضا وحت في علم التخييل السياسي، هذا الزواج لايمكنه إلا أن ينجب مسخا مشوها…وهي مسألة سيصعب عليها أن تغري المغاربة بانتظارها، فهم قوم جبلوا على الاقتناع بالسوي السليم، وعلى النفور من كل التشوهات، منذ ابتدأت الدنيا عندهم، وحتى نهايتها في ختام المطاف.