أولا : قمة الديمقراطية في مجلس الشعب الجزائري !!!!:
كان مجلس الشعب الجزائري يوم 30 نوفمبر 2015 قمة في الديمقراطية – حسب تعبير إحدى المذيعات الجزائريات – والسبب أن ممثلي الأمة تصارعوا خلال جلسة المصادقة على قانون المالية 2016 وقد وصل النزاع لحد التشابك بالأيدي والعهدة على المذيعة التي كانت تنقل تلك الوقائع مباشرة من مجلس الأمة الجزائري .... هل التشابك بالأيدي في البرلمان يعتبر قمة للديمقراطية ؟ هذا موضوع آخر...لكن بعد 40 سنة لم يتصارع فيها المجلس من أجل الميزانية ، إذن لقد جَدَّ في الأمر جديد والأكيد أن البقرة الحلوب قد جف ضرعها وأصبحت عجفاء لا تذر الحليب واليوم ظهر الصراع على تلك القطرات القليلة التي قد يجود بها ضرع الأرض الجزائرية المعطاء طيلة 53 سنة وللبوليساريو فيها نصيب يعلم الله قدره ... لعله لم يبق في الزاد ما يرشي به حكام الجزائر الشعب لشراء السلم الاجتماعية !!!! والسكوت عن مص دماء الشعب من قبل الأغراب .
ثانيا : جلس الشعب الجزائري يتصارع من أجل الميزانية السرية الخاصة بالبوليساريو :
هل تصارع ممثلوا الأمة حول ميزانية 2016 لصالح الشعب الجزائري ؟ طبعا لا وألف لا ، لأن السؤال الذي لا يطرح أبدا كل عام وأثناء إعداد الميزانية هو : هل تضم الميزانية بنودا بالاعتمادات المخصصة للبوليساريو ؟ طبعا لا أحد يعرف ذلك ولن يستطيع والكل يعلم أن ميزانيات الدولة الجزائرية طيلة 40 سنة لا تضم بنودا خاصة بمصاريف البوليساريو ... ربما أن الحقيقة المرة هي أن السبب الخفي الذي فجر النزاع هو مصاريف البوليساريو في ميزانية 2016 أو ربما طلب بعض النواب بالكشف عنها في ظل الظروف الاقتصادية المزرية التي تعيشها الجزائر ، والحالة هذه أن مصاريف البوليساريو لايمكن أن يذكرها أحد في مجلس الأمة أو خارج مجلس الأمة لأن ذلك من الطابوهات التي تؤدي بصاحبها إلى غياهب السجون وربما إلى الموت ، ومن المستحيل أن يتصارع البرلمانيون الجزائريون في مجلس الشعب من أجل الإضرار بالبوليساريو بل من المستحيل أن يجرؤ هؤلاء النواب على ذكر كلمة " البوليساريو" بالسوء في مجلس الشعب الجزائري ، لأن هذا المجلس مزور بنسبة 99% لصالح البوليساريو وهو المجلس المشهور بـمجلس 220 فولت التي زورها عبد العزيز بلخادم (الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري ) لصالح الحزب الوحيد الحاكم في الجزائر والذي وضع على رأس عقيدته ومذهبه الدفاع عن البوليساريو إلى آخر قطرة من نفط الجزائر وغازها ودماء أبناء الجزائر الأبرياء ... شاهدنا أشباه برلمانيين يتصارعون من أجل لاشئ لأن حكام الجزائر قد قرروا أن يزيدوا الشعب الجزائري قهرا وظلما وغلاء معيشة لتعميق ضنك عيشهم ومن أجل بقاء مصاريف البوليساريو ، إنه مخطط حكام الجزائر الذي ينفذه عشاق تعذيب الشعب الجزائري وعلى رأسهم بوتفلبقة الذي أنفق 800 مليار دولار في 15 سنة أي ثلاث عهدات والتي لا يعرف عنها الشعب شيئا حتى ما ينفق سرا على البوليساريو التي لا تزال قنصلياتها وموظفوها وجيشها وسياراتها وكل شئ يسير بمال الشعب لا يزال كما هو ، فمتى ينتفض الشعب الجزائري لإيقاف هذا النزيف الظاهر قبل غيره من الثقوب التي تتسرب منها أموالنا ؟؟؟... ولعل أحدا من نواب الأمة حشر رأسه في غار الأفاعي وهو ما فجر نزاعا ظاهره مصلحة الشعب وباطنه الدفاع عن أباطيل البوليساريو .
ثالثا : عمار سعداني وأكذوبة مئات الآلاف من اللاجئين في تندوف :
ففي الوقت الذي استطاعت فيه المخابرات المغربية أن تدل المخابرات الفرنسية على الشقة التي يوجد فيها الرأس المدبر ومن معه لأحداث الجمعة السوداء بباريس يوم ( 13 / 11 / 2015 ) في وقت قياسي وبدقة خارقة للعادة ووسط مدينة باريس الكبرى ومن بين كل سكان باريس الذي يبلغ عددهم الإجمالي حوالي 13 مليون نسمة ، وبناء على تلك المعلومات التي تلقتها من المخابرات المغربية استطاعت القوات الفرنسية أن تداهم شقة بسان دوني والقضاء على الخلية الإرهابية المدبرة للحوادث الإجرامية الرهيبة ...وبعد ثلاثة أيام من ذلك وحسب CNN الأمريكية يتصل ملك بلجيكا لويس فيليب ليوبولد ماري ، يتصل هاتفيا بالملك محمد السادس ملك المغرب الذي يوجد في رحلة استشفائية بفرنسا ، ليقدم له طلب بلجيكا الرسمي من السلطات المغربية بالتعاون الاستخباراتي والأمني مع بلجيكا بعد أن تأكد من نجاعة الإنجاز المخابراتي المغربي ، فمن يستطيع تكذيب ذلك ؟ ومن يجرؤ على التشكيك في خبرة المخابرات المغربية بعد هذه الشهادات والاستنجاد الأوروبي بعملها الفعال ؟
في خطاب ملك المغرب بمناسبة الذكرى 40 للمسيرة الخضراء ليوم 6 /11/2015 اعتبر أن الجزائر هي المسؤولة مباشرة عن الحالة المزرية التي عاشها ويعيشها ساكنة مخيمات الذل والعار بتندوف ، وقد اعتبر الملك في خطابه ذلك أن حكام الجزائر قد تعمدوا أن يبقى ساكنة تلك المخيمات في تلك الحالة المزرية مدة 40 سنة خاصة وأن عدد المشردين في مخيمات تندوف لا يتجاوز عددهم 40 ألف شخص – على أكثر تقدير – نعم 40 ألف فقط لم يستطع بل لم ولن يرغب حكام الجزائر في تحسين وضعيتهم الإنسانية رغم ما يتلقونه من معونات دولية تتجاوز 60 مليون أورو سنويا ( إضافة طبعا للسيل الجارف من النفقات السرية من خيرات الشعب الجزائري التي تعتبر سرا من أسرار الدولة )، ونلمس في خطاب ملك المغرب نبرة تقول بأن حكام الجزائر قد تعمدوا ذلك طيلة 40 سنة بل هم يتشفون من حالة هؤلاء المغاربة الرهائن في مخيمات تندوف وهم يعيشون عيشة الضنك تلك ... وما لم يقله ملك المغرب هو أن ساكنة مخيمات تندوف يعشون تقريبا عيشة الشعب الجزائري !!!..
من ينكر أن ملك المغرب يعلم علم اليقين أن عدد ساكنة مخيمات تندوف لا يتجاوز 40 ألف رهينة فقط لا غير وليس مئات الآلاف كما تروج له أبواق النظام الجزائري ؟ أليست له مخابرات تعرف كل شئ في أي مكان وخاصة في مخيمات تندوف والرابوني وسجونها الرهيبة ؟
وفي خرجة غريبة وبعد أيام قليلة من خطاب الملك رفض عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري ، رفض الخوض في قضية النزاع مع المغرب حول الصحراء ، ويمكن اعتبار ذلك أول تعبير أو موقف متحرر من الشوفينية الرسمية الجزائرية ، خاصة أن سعداني أضاف :" إذا تحدثتُ في الموضوع سيخرج الشعب إلى الشارع !!! طبعا يقصد الشعب الجزائري .." من يستطيع أن ينكر أن سعداني قد قال ذلك ؟ ومن يستطيع أن يمحو ذلك التصريح الخطير الذي يوحي بتورط الجزائر في قضية الأقاليم الجنوبية المغربية ؟ من يستطيع أن يفسر كلام سعداني بغير ما هو واضح جلي خاصة أنه أضاف وبصريح العبارة قولة خطيرة جدا هي : " الجزائر أولا والجزائر ثانيا والجزائر ثالثا ... " ونحن كثيرا ما رددنا ذلك وأعدناه وقلنا في مقال بعنوان 40 سنة على المسيرة العجفاء لصرف أموال الشعب على البوليساريو .. بركات " ألا يحق لنا اليوم أن نجلس على الأرض وننغلق على أنفسنا وذواتنا لنتصارح فيما بيننا بعيدا عن وباء الإقطاع الفكري الذي ينشره أساتذة بومرداس تحت الطلب في جامعتهم الصيفية ؟ نجلس لنفكر في هذا النبات الطفيلي ( البوليساريو ) الذي زرعوه في جذوعنا والذي استل جذوره من الأرض وغرسها في عروقنا ليمتص دماءنا لينمو ويكبر على حساب قوتنا اليومي [.....] وبمناسبة المسيرة الخضراء التي مر عليها 40 سنة ألم يحن الوقت ليقوم الشعب الجزائري بمسيرة نحو تندوف لطرد البوليساريو من تلك المخيمات التي أصبحت أوكارا للجريمة الدولية المنظمة ... بركات لم نعد نحتمل هذا الجسم الطفيلي... ( انظر المقال المنشور بالجزائر تايمز يوم 9/11/ 2015 في ركن للأحرار فقط )..
جاءت خرجة سعداني القنبلة بُعَيْدَ خطاب ملك المغرب الذي سد جميع المنافذ على الذين لا يزالون يحلمون بفصل أقاليمه الجنوبية عن شمالها ، وبعد أن أكد أن عدد سكان مخيمات الذل والعار بتندوف لا يتجاوز 40 ألف شخص على أعلى تقدير ، طبعا لايمكن أن تعرف المخابرات المغربية شقة بحجم خرم الإبرة في حاضرة باريس الكبرى وتعرف من يسكنها في حين لاتعرف من يسكن في مخيمات تندوف وعددهم الحقيقي ؟ إنها تعرف تركيبة الخليط الذي جمعه حكام الجزائر بمخيمات تندوف ويتسولون بهم في المحافل الدولية ، لعل عمار سعداني تكونت لديه قناعة تامة بأن العدد الحقيقي لسكان مخيمات تندوف هو 40 ألف فقط لا غير – حسب ما صرح به ملك المغرب – وأنه من العبث الاستمرار في لعبة صبيانبة فيها من الخسة والدناءة إلى درجة أن الذي يدفع الثمن اليوم هو الشعب الجزائري أولا وثانيا وثالثا مع بضعة أشخاص محسوبين على محافظتي الساقية الحمراء ووادي الذهب ، لقد قلناها بصريح العبارة : " بعد 40 سنة من ركوب هؤلاء الانتهازيين على ظهورنا ألم يحن الوقت لخروج الشعب الجزائري لطرد هؤلاء الطفيليين الذين امتصوا دماءنا ..
عود على بدء
ونحن نقرأ ونسمع من صحافتنا الجزائرية وربيبتها سخافة البوليساريو أن المغرب معزول دوليا !!!!.... ألا نحتقر ذواتنا ؟ ألا يسخر منا العالم كثيرا حينما نعمل على ترويج الأكاذيب الفاضحة والمفضوحة مثل : " النظام المغربي يعيش في عزلة دولية " ... وكأن الجزائر تحتل المركز الأول في الكون علما وثقافة وسياسة و ديمقراطية وحقوق إنسانية ومدنية !!!! ... إن ذلك هو قمة احتقار ذكاء الشعب الجزائري قبل غيره من الشعوب ... فمن المعزول دوليا نحن أم المغرب ؟
هل الحضور القوي للمغرب في عمق الاقتصاد الإفريقي التشاركي المنتج ، وحضوره القوي في قمة الهند إفريقيا وضربات مخابراته القوية في العمق الأوروبي ؟ هل هو دولة معزولة ؟؟؟!!!!..هل حضور المغرب الوازن في قمة المناخ 2015 بباريس وتأكد انعقاد الدورة 22 لهذا المؤتمر الدولي الهام جدا بمدينة مراكش المغربية عام 2016 هل هو دولة معزولة ؟؟؟ والله إنه الإمعان في احتقار الشعب الجزائري وذكاء الشعب الجزائري ومن يثق بالآلة الإعلامية الستالينية الجزائرية المغرقة في البلاهة والغباء السياسي فهو منها وإليها غباء وبلادة في عالم مفتوح وكل نوافذه مشرعة .
إن البوليساريو أصبح قيدا من الفولاذ يُدمي أيادي الشعب الجزائري وأقدامه العارية خاصة وأن كثيرا من أحرار الجزائريين قد أدركوا أن هذا المخلوق الطفيلي المسمى البوايساريو قد أصبح جزءا من بنية النظام الحاكم في الجزائر ، كما أصبح عائقا ثقيلا يشدنا نحو العصر الحجري ، ولن تتقدم الجزائر قيد أنملة ما لم تكسر هذا القيد ، فهل بدأت بعض الجهات في الجزائر تتململ في هذا الاتجاه ، خاصة وأن المغرب ( دستوريا ) قد سد نهائيا كل المنافذ على الأمم المتحدة للدخول لأقاليمه الجنوبية لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من كامل التراب المغربي من طنجة إلى لكويرة ، كما سارت دستوريا جهتين لهما حاكمين يحكمهما ،فمن أراد أن يتحدث مع المغرب في موضوع أقاليمه الجنوبية فما عليه إلا أن يتجه للعاصمة الرباط .
علينا أن نجلس ونراجع طريقة تفكيرنا ومنهجية تحليل ما يدور حولنا لأننا أصبحنا متخلفين عن قطار الشعوب الذي يمشي بسرعة الضوء ونحن نمشي بسرعة السلحفاة ، انتهى عصر تدبير المؤامرات بأرزاق الشعب الجزائري وجاء عصر التدبير العقلاني لمصادر العيش وترشيد النفقات لصالح الشعب الجزائري أولا وثانيا وثالثا ... اليوم يجب إعادة ترتيب الأولويات في الجزائر ، ألا تزال البولبولساريو من الأولويات ونحن نعيش هذه الضائقة المالية الخانقة ؟
سمير كرم الجزائر تايمز.