|
|
|
|
|
أضيف في 09 دجنبر 2015 الساعة 16 : 10
أ.د. علي الهيل*
آخر دولة يحق أو لا يحق لها أن تنعت الآخرين بأنهم قطّاع طرق و قتلة thugs& killers هي أمريكا و من تشجعهم أمريكا ليكونوا مثلها. وعلى رأسهم جميعاً الكيان الصهيوني.
طبعاً هناك كائن موجود أو تم إيجاده إسمه الدولة الإسلامية. ربما يكون فرانكشتاين آخر؛ مطلوب منه أو يقرر هو أن يخرج عن طَوْع مبرمجيه أو مبرمجه. أمريكا و حلفاؤها أوروبيون أو عرب أو مسلمون أو صهاينة يهود أو هندوس أو بوذيون أو غيرهم – المهم الذين يشتركون معها في المصالح ذاتها، يصرون على تسميتها The Islamic State أو The I.S. بالضبط هكذا إسمها السياسي بدون أي تحفظ. الBBC الوحيدة تقريباً من بين إعلامات الغرب التي ارتأت أن تحاول أن تكون موضوعية و نأت بنفسها عن مصطلح السياسيين الخبثاء و تشير إليها what’s called The Islamic State. لعل الهدف من وجودها أو إيجادها و إصرار أمريكا و الغرب على تسميتها هو لصق الإرهاب بالإسلام و إنْ كانوا أحياناً يبررون بأن الدولة الإسلامية لا تمثل الإسلام. بصرف النظر عن كون من يقوم بالقتل يشار إليهم بأنهم مسلون و ينتمون إلى شيء هلامي إتفقوا هم الموساد ربما أو كذا و كذا على تسميته الدولة الإسلامية و جعله مشجباً و نسْب كل و أي شيء سلبي إليه.
إن كان ما ارتكبته أمريكا البيضاء الغازية و هم أوروبيون بيض ضد أهل البلاد الأصليين الذين قتلتهم بالملايين منذ ١٤٩٢ و أهانتهم بتسميتهم الهنود الحمر في البداية إلى أن جاء عالم الإجتماع المعروف تالكوت بارسونز و أنصفهم و سماهم الأمريكيون الأصليون Native Americans و همشت الأجيال التالية و مارست ضدهم أبشع صور العنصرية-إن كان ذلك لا يجعل الأمريكيين thugs and killers فما هو إذن مفهوم thugs and killers?
بالمناسبة الكيان الصهيوني قلد أمريكا بالضبط في تعامله البشع مع الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين. إن ثمة علاقة سايكوثيريبي بينهما و هذا ما يفسر إصطفاف أمريكا مع الكيان الصهيوني و تبرير جرائمه بأنها دفاع مشروع عن النفس.
إنْ كانت كل ما ارتكبته أمريكا بصرف النظر عن المبررات كمقاومة الشيوعية أو تنصيب الرئيس المشروع في البلد الفلاني و هو مشروع فقط من منظور أمريكا في فيتنام و لاووس و الكوريتين و قبلهما حرق اليابان بالقنابل الذرية و قبلهما و بعدهما جرائمها في المكسيك و أمريكا اللاتينية و ما اقترفته في أفغانستان و العراق من جرائم – إن كان ذلك كله ليس سلوك thugs and killers فما هو إذن مفهوم thugs and killers.
تلك أمثلة فقط من سلوك أمريكا في الداخل و الخارج. الآن بعد حادثة كاليفورنيا أو the mass shooting لا يبدو الإعلام الأمريكي متشجعاً أن يعاملها في إطار وجود السلاح لا سيما أن الفاعليْن أمريكيان بصرف النظر عن عقيدتهما، و إنما يوصف الحادث بالإرهاب الإسلامي. لماذا لا تُربط الحوادث المشابهة التي يقتل فيها أمريكيون بيض أطفال المدارس و طلبة الجامعات و المدنيين بالإرهاب المسيحي؟ هل هما فقط thugs and killers أو أن الدولة الإسلامية thugs and killers كما صرح أمس الرئيس الأمريكي. لماذا لم يتم وصف تيموثي مكفيي Timothy MaCveigh في ١٩٩٤ الدي أحرق أوكلاهوما و قتل و جرح المئات بأنه إرهاب مسيحي أبيض؟
عندما يطمئن الرئيس الأمريكي شعبه بأن أمريكا ستحطم الدولة الإسلامية بعد حادثتي باريس و كاليفورنيا، لماذا لم يقل لنا كيف تبيع الدولة الإسلامية نفطها لتبقى قوية إقتصادياًّ و عسكرياًّ و كل سماوات سوريا و العراق مغطاة بطائرات العالم كله أمريكا و روسيا و بريطانيا و فرنسا فلماذا لم تحدد هذه الطائرات بكل ما أوتيت من تكنولوجيا مواقع البيع و الشراء و الآبار لتقصفها؟. لم تُرِدْ قصفها رغم أنها تعلم مستقرّها و مستودعها أم ماذا؟ و لماذا لم يقل لنا إذا كان العالم كله ضد ما يسميه هو الدولة الإسلامية فمن أين تأتي بالسلاح و الجيوش لتحارب العالم؟
من أجل “إسرائيل” الكبرى يحدث هذا و إذا كانت فرضية وجود الموساد وراء أحداث باريس فلا يستبعد أن يكون الموساد نفسه و راء أحداث كاليفورنيا. إن تشويه الإسلام هم من أجل مصلحة “إسرائيل” و تجاوز سايكس بيكو و دخول روسيا على خط الصراع المباشر هو من أجل مصلحة “إسرائيل.” الموساد يتعاون معه الCIA و غيرها من مخابرات الدول الأوروبية و غير الأوروبية الحريصة على “إسرائيل” الكبرى.
أستاذ جامعي و كاتب قطري*
|
|
2098 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|