موحى الاطلسي
يبدو أن الأمور اختلطت على صاحب الكرامات شيخ العدليين الذي لا يأتيه الباطل من يمينه ولا من شماله، فتجلت له في رؤياه التي لا تخطئ منطقة البرنوصي بمدينة الدارالبيضاء حط بها الرحال عشرات الآلاف من المواطنين الذين جاؤوا للتظاهر إلى جانب بقايا حركة 20 فبراير يوم الأحد، والواقع أن شيخ الأحلام التافهة، لم يعرف أن منطقة البرنوصي وبالضبط شارع طارق يحج إليه المواطنون هذا اليوم للتبضع من السوق الموجود هناك، والذي يؤمه المواطنون من كل حدب وصوب فحلم أن من كانوا هناك جاؤوا لنجدة ما تبقى من حركة 20 فبراير التي لم تنفعها كل تلك الحقنات التي أعطاها إياها عبد السلام ياسين لتبقى على قيد الحياة.
الذين عاينوا مسيرة الأحد الماضي أكدوا أن من حضروا بضع مئات تم حشرهم لتأثيث ديكور مسرحية لم تعد تضحك أحدا، بعدما اتضح هزالتها، أكثر من ذلك تم توقيف كثير من المواطنين قسرا مع أن أغلبهم لا علاقة له بجماعة العدل والإحسان والنتيجة أن المسيرة كادت تتحول إلى حلبة للملاكمة، بين أطفال في حركة 20 فبراير وشيوخ العدل والإحسان الذين واصلوا فرض وصايتهم على الآخرين، بل تعدى الأمر إلى التحكم في الشعارات التي تم إطلاقها خصوصا مقاطعة الانتخابات، حيث رفض كثير من أعضاء الحركة هذا الشعار مادام لم يتم الحسم فيه.
وكعادتها ضخمت الجماعة عدد المشاركين حيث تحدثت عن عشرات الآلاف من الأشخاص، مع أن الأمر لم يتعد بضع مئات أغلبهم جاؤوا من خارج منطقة البرنوصي بأمر من زعيم الجماعة الذي لا يفوت الفرصة من دون أن يحشر أنفه، وهو الذي ظل يستغل المسيرات في كل مرة من أجل البحث عن شهيد جديد يضيفه إلى لائحة شهدائه، وهذه المرة منح هذه الصفة لمحمد بودروة الذي انتحر في مدينة آسفي بعدما سقط من أعلى فيلا لانابيك، ولا نعرف ماهي المعايير التي يعتمد عليها الزعيم المتقشف في الفيلا الشاسعة بحي السويسي، والتي يؤدي ثمن كرائها فقراء الجماعة، في منح صفة الشهيد، وهو مفهوم جديد أطلقه ياسين وجماعته لتبرير عمليات الإنتحار التي يقوم بعض الأشخاص، ولعله بعض الخجل الذي أحسه الشيخ الذي لم يتبن المنتحر، ولم يقل إنه من جماعة العدل والإحسان، خصوصا أن الكل يعرفون أن الراحل لا انتماء سياسي له.