|
|
|
|
|
أضيف في 28 نونبر 2015 الساعة 30 : 00
وأنا الذي كنت أعتقد الانبهار بحريم السلطان، مجرد انبهار بمسلسل فيه جميلة بقوام مرعب وبشعر يميل إلى الاحمرار إسمها هيام، لايمكنك إلا أن تتمنى أن تكون سليمان القانوني لكي تنال الحظوة منها، اكتشفت مفجوعا أن الحكاية أكبر من مسلسل تلفزيوني، وأكثر من صحن شاورما تلتهمه وأنت تعبر عن انبهارك الآخر بالسياحة التركية، وبرخص الأثمان، وبالبوسفور وبغلطة سراي وبقية الترهات السياحية التي يعود إلينا بها الذاهبون إلى أنقرة وإسطنبول وبقية المدن العثمانية اكتشفت على الأنترنيت المغربي بعد إسقاط طائرة السوخوي الروسية أن بقايا الأتباع للخلافة العثمانية لازالوا معنا، وأنهم مسرورون بالصفة، وأنهم يحلمون ويتمنون أن يأتي عليهم يوم يصبحون فيه مثل تركيا بلد مسلم أو بأغلبية مسلمة وبأقلية كردية تتعرض يوميا للضرب والتنكيل، يعيش بين آسيا وبين أوربا ويعيش بين العلمانية وبين انتخاب حزب إسلامي في كل انتخابات يعيد تنظيمها. عربي وغير عربي. لكنته غريبة بعض الشيء فيها من المصرية الشيء الكثير ومن اللهجات الأوربية على اختلاف أصولها غير قليل. يعتقد أن السياحة ممكنة مع الإسلام ولكنه يحذر الناس من شرب الكحول على أراضيه، وفي الوقت ذاته لا يجد غضاضة في الأمر إذا كان رقم السياحة سيرتفع يحارب الإرهاب الداعشي بترك الحدود مفتوحة في وجه التنظيم الدموي ليل صباح، ويسمح لمئات الشاحنات أن تعبر المعابر بينه وبين أراضي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق محملة بالدجاج الحي لأن الخليفة الكاذب البغدادي يريد الاطمئنان على طريقة الذبح الإسلامية. يرى البترول والقطن خارجين بالهبل من أراضي التنظيم الدموي ويسمح بأن تمر الرواتب عبر شبابيك الصرف الموزعة على الحدود، وحين يأتيه سواح فرنسيون أو بلجيكيون من نوع خاص يظهر من كل هيئاتهم أنهم ذاهبون إلى سوريا لغرض آخر غير السياحة وتدخين الشيشة في دمشق أو حلب، يسمح لهم بالمرور ويقول لهم “تذكروني، لقد سهلت لكم مهمة العبور” لا تهمني تركيا إطلاقا، لأنها ليست بلدي، ولا تهمني كل رهاناتها على الإرهاب وإن كانت تسلك طريقا سلكته قبلها دول عربية في الثمانينيات مع الوهم الخرافي الكاذب المسمى “الجهاد الأفغاني” وقد رأينا فيما بعد مافعل الطالبان بنا جميعا، لكن يهمني بلدي. يهمني أن أفهم لمذا سينبهر شاب أو شابة من المغرب لديه نموذج مجتمعي نادر جدا لا تعرف قيمته إلا إذا غادرت الوطن، يشهد بسلامته العدو قبل الصديق، ببلد بعيد عنا بقينا في مأمن من احتلاله لنا يوم كانت أطماعه واضحة ونصب نفسه خلافة عثمانية انتهت بحكاية الرجل المريض التي يحفظها العالم عن ظهر قلب؟ ما الذي سينتقل بك من الانبهار بهيام وسليمان وبقية الحسناوات اللائي يجرين في بلاتوهات المسلسلات التلفزيونية الطويلة والمملة إلى الانبهار بأي فعل يقوم به أردوغان كيفما كان نوعه، سواء حمل اليد بشارة رابعة أو بكى قرب سيدة مسنة وهو يتذكر حزنا ما ألم به، أو قصف طائرة روسية في اليوم الأول للتنسيق العالمي ضد الدواعش معلنا اللحن ومؤكدا أن تركيا لن تسمح بتدمير داعش على الأقل الآن، وعلى الأقل إلى أن تتلقى الثمن.. كل الثمن مقابل التخلي عن استثمار رعته كل هاته السنوات وبكل هذا الحدب الملحوظ بالعين المجردة. لا جواب لدي، لكن إسألوا النخبة التي اشتغلت لسنوات هنا بيننا على ترويج كل ماهو تركي من التبان الداخلي المصنوع من قطن داعش إلى الشاورما وعصير الرمان الذي لم يتعود المغاربة شربه بقشوره إلى أن أتى العثمانيون، مرورا بما تريدونه من آيات الانبهار بوهم كبير لازال معششا في عديد الأذهان يسمى الخلافة العثمانية. إسألوا من ذهبوا إلى هناك المرة بعد الأخرى، ونظموا اللقاءات واستضافوا الشبان والشابات وعادوا يغردون بآيات الوله والولاء للرجل الطيب ولكل مايفعله هو وحزبه الذي يسمى للصدفة السياسية الماكرة..العدالة والتنمية، هو الآخر. استفيقوا بني وطني، صح النوم. أنتم تعيشون في المملكة المغربية بجلالة قدرها، ومن يحلم بنموذج مجتمعي آخر عليه أن يعلم أن سعر تذكرة “لارام” ذهاب دون عودة حتى البوسفور لا يتجاوز الألف درهم، ومثلما تركتها الشعيبية لنا “متورخة” قبل جورج بوش “معانا ولا مع غانا؟” أفندينا وصل، طريق السلامة، وتشكرات…
بقلم: المختار لغزيوي
|
|
2322 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|