تستخدم الدولة الإسلامية اليوم الوسائل التكنولوجية الأكثر تطورا، وأحدث التقنيات من أجل تحقيق أهدافها الدعائية.
في هذا السياق، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" استطلاعا تحت عنوان "في العالم السريالي للآلة الدعائية لجماعة الدولة الإسلامية" من إنجاز كل من الصحفي غرغ ميلر والصحفية سعاد مخنيت، أن تنظيم "داعش" يتوفر على قطب إعلامي يقوده بالخصوص مقاتلون أجانب من الذين اكتسبوا مهارات في المناصب التي كانوا يحتلونها في القنوات التلفزية والشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا.
وأبرزت الصحيفة، التي ارتكزت على شهادات أعضاء سابقين في المجموعة من بينهم المدعو " أبو هاجر" الذي يقبع حاليا في السجن بالمغرب، أن هؤلاء "الخبراء" في الإعلام منخرطون بشكل مباشر في اتخاذ القرارات المتعلقة باستراتيجية التنظيم وفي الميدان كما أنهم يشرفون على المئات من مصوري الفيديو والمنتجين والناشرين الذين يشكلون فئة مهنية متميزة.
وقال أبوهاجر إنه اشتغل لمدة سنة كـ«كاميرا مان»، وكان يتلقى رسائل مقتضبة تأمره بالتوجه إلى مناطق محددة لتصوير نشاطات داعش، مثل قتل الرهائن أو الأسرى وغيرها.
وكشف جهادي آخر يدعى «أبو عبد الله المغربي، كذلك، أن المسؤولين عن الإعلام في التنظيم لهم رتبة «الأمراء»، ويحظون بامتيازات عديدة، منها رواتب عالية وسيارات فخمة، كما يتدخلون بشكل مباشر في القرارات المتعلقة باستراتيجية داعش.
أما بخصوص وسائل العمل، فقال إن التنظيم يحصل على الكاميرات ومعدات التصوير الأخرى من الأراضي التركية.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن عضو سابق في "الدولة الإسلامية"، أن خبراء الإعلام هم أكثر أهمية من المقاتلين في الميدان ويتلقون رواتب عالية اعتبارا لكونهم قادرين على تشجيع المقاتلين في الميدان على بذل المزيد من الجهد وتجنيد أعضاء جدد.
وبالنسبة لصحيفة "واشنطن بوست" فإن وقوة ونفوذ هؤلاء "الخبراء" تتجاوز الحدود التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية"، كما يتضح من التفجيرات الأخيرة التي هزت العاصمة الفرنسية.
وخلصت الصحيفة إلى أنه أمام هذا "الكم الهائل من الدعاية"، لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من إيجاد رد مناسب، مشيرة إلى أن برنامجا لوزارة الخارجية الأمريكية لمواجهة رسالة "الدولة الإسلامية" بالكاد قادر إلى غاية اليوم على توليد التأثير المطلوب.