ماما فرنسا تحبنا ولا تحبنا…إحملوا وردة واقطفوا أزهارها وأنتم تتساءلون هل تحبنا أو لا تحبنا.
ماما فرنسا تحبنا منذ الازل، منذ أن كانت بقرتنا حلوب لا يفرغ ضرعها، لكنها تستحي من أن تذكر إسمنا في العلن، تذكر أننا ساعدناها وتغيض مخابرات أوروبا وتلقنهم درسا لكنها تستحي من القول أن دولا متخلفة تعين دولة عظمى لإنقاذ نفسها من رشاشات وقنابل صنعتها منذ القدم.
ماما فرنسا وخالاتها وعماتها وجيرانها يحبون رشيدة، يحبون نجاة، هؤلاء ليسوا مغاربة، إنهم فرنسيون، بوطالب هو الآخر هولندي، وشوقي إيطالي، أما أبا عوض والاخوان صلاح فهم مغاربة لا غبار في أصلهم، لا أحد يشكك في أنهم مغاربة ورثوا الصفات المغربية.
الجمال والاخلاق والصفات الجميلة فرنسية، هولندية، ألمانية، إيطالية… حتى لو شرب هؤلاء حليب المغرب وترعرعوا فيه وإذا إشتد عودهم شدوا الرحال إليكم، أبا عوض، إبراهيم، محمد، مغاربة حتى لو أن رؤوسهم ساعة الولادة سقطت في أوروبا.
كل المغاربة في فرقتان، واحدة مغربية والاخرى بدون هوية حتى تثبت العكس، إما أن تكون مغربية أو أوروبية.
طماطمنا دائما كانت مغربية، رغم أنها الاجمل، والاشهى، والاحلى، ولأننا كرام أبناء كرام، تركنا التي إهترأت لأبناءنا وصدرنا للضيوف أجملها…أما أحلى البرتقال ذاك الذي تذوب من حلاوته، فنحن لم نتذوقه يوما، فقط أولئك الذين منا ويقطنون عندهم من تذوقوه، ترعرعنا ونحن نتذوق الاكثر حموضة، حتى صارت حياتنا مطبوعة بالحموضة، وسياسيونا خير دليل، تلفزتنا أيضا، أما ساستهم فكلهم حلاوة، وطراوة، إنظروا إلى نجاة بلقاسم، أليست حلوة وطرية، جميلة حتى تعتقد أنها من رسومات جولز بريتون، وإنظروا إلى أبا عوض كيف ترونه؟ أليس مغربيا، إنه كذلك، ألا يشبهنا، أو هكذا جعلونا نرى أنفسنا.
والآن، إنهم يصرخون في مشارق الارض ومغاربها، أرجوكم، أعطونا معلومة، إسما، مكانا، منزلا، أو أي شيء يجعلنا ننقذ أنفسنا، فهؤلاء الذين نعلفهم ونربيهم لم يفهموا كيف السبيل إلى إنقاذنا قبل الكارثة، يجيدون فقط أن يبهروا العالم بجيمس بوند، أنتم جيمس بوند الحقيقي، لكنكم جيمس بوند بوجهان، أبناءكم يقتلوننا ومعلوماتكم تنقذنا، تقبلوا إعتذارنا في الخفاء، لا نستطيع أن نقول عن هؤلاء أبناءنا، هذا أمر مستحيل، حتى أننا لا نستطيع أن نقرن العنصرية والتهميش بتحول هؤلاء لمتفجرين يحقدون علينا ويكرهوننا، إنه دينكم ما يفعل بنا هذا، ألا يقولون “الله أكبر” حين يتفجرون؟ هذا ما نستطيع قوله فقط.
ماما فرنسا، أنا آسف لكل أولئك الضحايا الذين سقطوا في حضنك، إنهم أبرياء لا ذنب لهم، وقتلتهم إرهابيون لا محالة، لكنهم ليسوا منا، لقد تربوا في بيوتكم وأزقتكم ومدارسكم، وتشبعوا بحضارتكم وتحدثوا بلغتكم، إسألوا صلاح هل يجيد العربية، إنه لا يتحدثها، هو وشقيقه إبراهيم لم ينطقوا بغير الفرنسية، فكيف أصبحوا منا فجأة؟.
إنظروا إلى والديهما، هؤلاء منا فعلا، لقد نشؤوا عندنا وهاجروا إليكم قبل أربعين سنة، وهؤلاء فعلا من قمنا بتربيتهم، فإنظروا في تاريخهم، هل أمسكتم عليهما مخالفة واحدة؟ غرامة في قيادة السيارة؟ بالطبع لا.
ستقولون أن الوالدين من يقومان بالتربية، أجيبكم برأس مثقل بالتعجب، وهل تركتم في قوانينكم ما يجعل للوالدين سلطة على الابناء؟، إنها قوانينكم، وإلصاقكم الارهاب بالجنسية من جعلت المغاربة والمسلمون والعرب في بلدانكم مستضعفين وجزء منهم يحاول أن يكون أوروبيا أكثر من الاوروبيين حتى لا يوصف بالارهابي.
يونس أفطيط//كود